عملية سهام الشرق: القوات المسلحة الجنوبية تواصل ضرباتها ضد الإرهاب في أبين
تتواصل العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة الجنوبية ضمن إطار عملية "سهام الشرق"، في محافظة أبين، لتؤكد من جديد قدرة الجنوب العربي على مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية التي تستهدف استقراره، هذه العمليات النوعية تأتي في سياق معركة شاملة تهدف إلى اجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه في مناطق استراتيجية لطالما حاولت التنظيمات المتطرفة اتخاذها ملاذًا لها.
إنجازات ميدانية حاسمة
أعلنت قيادة قوات الدعم والإسناد أن وحداتها تمكنت خلال الأيام الماضية من تنفيذ اقتحامات مباشرة لأوكار الإرهاب في مديرية مودية، شرق أبين، حيث فرّت العناصر الإرهابية تاركة وراءها معدات تفجير وأجهزة اتصال ومقذوفات مختلفة. وأوضح العميد نصر عاطف اليافعي، قائد الحملة، أن العملية لم تتوقف عند تطهير المواقع فحسب، بل شملت أيضًا مطاردة دقيقة للعناصر الفارة، ما أضعف قدرتها على إعادة التموضع أو شن هجمات جديدة.
أهمية ميدانية واستراتيجية
تمثل مديرية مودية والأودية المحيطة بها نقاطًا مهمة حاولت التنظيمات الإرهابية تحويلها إلى مراكز للتخطيط والاختباء. ولذلك فإن السيطرة عليها تعني قطع شريان حيوي للإرهاب، ومنع أي محاولة لاستخدامها كمنصة تهديد ضد أبين أو المحافظات المجاورة. نجاح القوات المسلحة الجنوبية في هذا الجانب يبرز خبرتها وقدرتها على إدارة معارك معقدة في جغرافيا صعبة.
خسائر وتضحيات جسيمة
لم تكن هذه النجاحات الميدانية خالية من التضحيات، فقد ارتقى ثلاثة شهداء من أبطال القوات الجنوبية، بينهم اثنان من اللواء السادس دعم وإسناد وواحد من اللواء الأول دعم وإسناد، إضافة إلى إصابة آخرين. هذه التضحيات تعكس الثمن الباهظ الذي يدفعه الجنوب في معركته ضد الإرهاب، وتؤكد أن المعركة معركة وجود وهوية وليست مجرد عملية عسكرية عابرة.
ضربات موجعة للتنظيمات الإرهابية
أدت العملية الأخيرة إلى إصابة عدد من العناصر الإرهابية وتدمير مراكز تجمعهم، إضافة إلى الاستيلاء على أدوات تفجير كانت معدة لتنفيذ هجمات محتملة. هذه الضربات المتلاحقة أدت إلى شل حركة تلك التنظيمات، وأفقدتها القدرة على تنفيذ عمليات مباغتة كما اعتادت في السابق. وبذلك، تتحول "سهام الشرق" إلى كابوس دائم يلاحق بقايا الإرهاب في أبين.
أبعاد اجتماعية وإنسانية
تجاوزت أهمية العملية بعدها العسكري، إذ منحت سكان أبين شعورًا متجددًا بالأمان بعد سنوات من المعاناة مع الهجمات الإرهابية. لقد شكلت "سهام الشرق" مظلة حماية أعادت الثقة للمجتمع المحلي، ورسالة قوية بأن الجنوب العربي لن يسمح بعودة الفوضى أو جعل المحافظة ساحة مفتوحة أمام المشاريع المتطرفة.
الجنوب وإرادة الصمود
برهنت القوات المسلحة الجنوبية خلال معاركها الأخيرة على جاهزية عالية وانضباط ميداني يعكس إرادة الصمود والدفاع عن الأرض. هذه الإرادة ليست مجرد شعار، بل ممارسة عملية تجسدت في اقتحام الأودية الصعبة وملاحقة الإرهابيين في جحورهم، لتؤكد أن الأمن لا يتحقق إلا بالفعل الميداني الحازم.
رسالة إلى الداخل والخارج
تبعث عملية "سهام الشرق" رسائل متعددة:
للداخل الجنوبي، أن القوات المسلحة قادرة على حماية مواطنيها وتأمين مستقبلهم.
وللخارج، أن الجنوب يمثل جبهة رئيسية في الحرب الإقليمية والدولية على الإرهاب، وأن استقراره يعزز الأمن الإقليمي برمته.
نحو استقرار وتنمية مستدامة
تشكل "سهام الشرق" نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من الاستقرار في أبين، بما يفتح المجال أمام مشاريع التنمية والبناء. إذ إن القضاء على الإرهاب ليس غاية بحد ذاته، بل وسيلة لتهيئة بيئة آمنة تشجع على الاستثمار وتعيد الحياة الطبيعية إلى المجتمعات المحلية.
إن عملية سهام الشرق ليست مجرد حملة عسكرية، بل هي فصل جديد في مسيرة الجنوب العربي ضد الإرهاب. نجاح القوات المسلحة الجنوبية في تطهير أبين من أوكار التطرف يعزز مكانة الجنوب كحائط صد منيع أمام مشاريع العنف، ويمهد الطريق لبناء مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا. وبين التضحيات الكبيرة والانتصارات المتلاحقة، يظل العنوان الأبرز أن الجنوب ماضٍ في معركته حتى النهاية، ليصنع واقعًا جديدًا قوامه الأمن والسلام والتنمية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1