بدايات شاليمار شربتلي الفنية والمعارض الأولى
تُعد شاليمار شربتلي واحدة من أبرز الفنانين السعوديين وأكثرهم تأثيرًا على مستوى الفن التجريدي، حيث بدأت مسيرتها الفنية منذ سن مبكرة وحققت إنجازات عالمية جعلتها رمزًا للفن السعودي الحديث. وُلدت شاليمار في عام 1971 في جدة، وهي ابنة رجل الأعمال السعودي حسن عباس شربتلي، ولها جذور مصرية من والدتها، ووسط أسرة كبيرة مكونة من 6 إخوة و5 أخوات.
ووفق ويكيبيديا تميزت شاليمار منذ طفولتها بحب الرسم، حيث بدأت ممارسة فن الرسم منذ سن الثالثة، وظهرت لأول مرة في مجلة "صباح الخير" وهي بعمر 13 عامًا. ومع ذلك، لم تقتصر شغفها على الرسم فقط، بل سعت أيضًا للحصول على تعليم أكاديمي متنوع شمل كلية الفنون الجميلة في القاهرة، ودرجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة الملك عبد العزيز، ودرجة الماجستير في علم الإجرام من جامعة بيروت العربية في لبنان.
بدايات شاليمار شربتلي الفنية والمعارض الأولى
شهدت حياة شاليمار شربتلي الفنية انطلاقة حقيقية عندما أقامت معرضها الفني الأول في عام 1988 بالقاهرة وهي في السادسة عشر من عمرها. حضر المعرض عدد من الشخصيات البارزة في الفن والأدب، مثل الرسام المصري صلاح طاهر والشاعر فاروق جويدة، مما أتاح لها فرصة بناء شبكة علاقات قوية في الوسط الفني.
ومنذ ذلك الحين، بدأت شاليمار تتوسع في مشوارها الفني، مشارِكة في معارض دولية مثل معرض مونمارتر في باريس وماربيا في إسبانيا مع الرسام الإسباني خوان راميريز في عام 2006، حيث جذب المعرض اهتمام النقاد والمتابعين على حد سواء.
أعمالها الفنية المتميزة
تشتهر شاليمار شربتلي بأعمالها الفنية الفريدة التي تجاوزت حدود اللوحات التقليدية، لتصل إلى تصميم سيارات فاخرة ولوحات كبيرة في الشوارع العامة. في عام 2009، تعاونت مع الفنان المصري المعاصر عمر النجدي والرسام الإسباني خوان راميريز في معارض أقيمت في جدة والقاهرة ومدريد وباريس، لتثبت قدرتها على الجمع بين الثقافات الفنية المختلفة.
وقد كُلّفت شاليمار من قبل الحكومة السعودية برسم جداريات لمدينة جدة، لتصبح أول امرأة تقوم بمثل هذه المهمة، حيث ظهرت جدارياتها في أماكن عامة مهمة مثل الكورنيش وقرب قصر الضيافة.
Porsche 911 وLa Torq: الفن على السيارات
من أبرز إنجازات شاليمار شربتلي تصميم سيارة Porsche 911 Carrera الخاصة بها، والتي عرضت في معرض باريس للسيارات وشاهدها أكثر من مليون شخص. كما قامت بتصميم سيارة الفورمولا واحد الشهيرة La Torq، التي عُرضت في سباق الجائزة الكبرى لعام 2017 في موناكو، وفي فندق Negresco بنيس الفرنسية، ولاحقًا تم عرض كلتا السيارتين في متحف اللوفر ضمن معرض الفن المتحرك (Moving Art)، لتصبح شاليمار من الفنانين القلائل الذين جابوا العالم بلوحاتهم الفنية على سيارات فاخرة.
بالإضافة إلى ذلك، قامت شاليمار بتصميم Ferrari 360 وMini Cooper وYamaha Tricity، فضلًا عن رسم أغلى سيارة في العالم Pagani Zonda في إيطاليا، والتي وصلت قيمتها إلى 3.5 مليون دولار، ما يجعل أعمالها الفنية محط أنظار محبي السيارات والفن معًا.
مشاركات دولية وعروض فنية عالمية
شاركت شاليمار في معرض Who's Next في باريس، الذي يضم أكثر من 700 ماركة من أكبر الأسماء العالمية في الفن والأزياء. كما عرضت لوحاتها في جامعة أكسفورد، لتثبت أن أعمالها الفنية تتجاوز الحدود الوطنية وتصبح جزءًا من الفن العالمي المعاصر.
الأعمال الخيرية لشاليمار شربتلي
لم تقتصر مساهمة شاليمار على الفن فقط، بل امتدت لأعمال خيرية مهمة. فقد نظمت حفلًا خيريًا في قصر فلورنسا الإيطالي، حضره عدد كبير من الشخصيات العالمية، بما في ذلك الملكة رانيا ملكة الأردن. وقد تبرعت شاليمار برسم إحدى لوحاتها على سيارة Ferrari في المزاد، الذي بدأ بمبلغ 20 ألف يورو ووصل إلى 220 ألف يورو، وتم تقديم العائدات لصالح أطفال التوحد حول العالم، مما يعكس التزامها بالمسؤولية الاجتماعية واستخدام الفن لدعم القضايا الإنسانية.
الجوائز والتكريمات
حصلت شاليمار شربتلي على عدة جوائز وتكريمات عالمية، فقد أدرجتها الصحافة في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في الفن والثقافة في جدة عام 2000. كما شاركت في مسابقة صالون الخريف الفرنسي بمشاركة 36 دولة و500 فنان عالمي، وفازت بها لتصبح أول فنانة عربية تحقق ذلك.
في عام 2016، اختيرت شاليمار سفيرة للنوايا الحسنة لدورها في العمل التطوعي والمساهمة في الثقافة السعودية. كما كانت من مقدمي جوائز رابطة الصحفيين الأجانب في لندن في نوفمبر 2016، ما يعكس تأثيرها الفني والثقافي على المستويين المحلي والدولي.
شاليمار شربتلي والفن السعودي الحديث
تُعد شاليمار شربتلي رمزًا للفن السعودي الحديث، حيث أثبتت أن المرأة السعودية قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المشهد الفني المحلي والدولي. من خلال لوحاتها المبتكرة، وتصاميم السيارات الفاخرة، ومعارضها العالمية، أصبحت شاليمار نموذجًا للفنان العصري الذي يجمع بين الإبداع والتقنية والمسؤولية الاجتماعية.
شاليمار شربتلي مثال للفنانة السعودية التي كسرت الحدود التقليدية للفن، ووسعت تأثيرها ليصل إلى العالمية. من بداياتها في جدة إلى معارض باريس ومدريد وباريس، ومن جداريات الشوارع إلى السيارات الفاخرة، حافظت شاليمار على رؤيتها الفنية الفريدة. ومع التزامها بالعمل الخيري وتكريمها في عدة مناسبات دولية، تظل شاليمار شربتلي رمزًا للفن المعاصر والتمكين الثقافي في المملكة العربية السعودية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1