< أشرف مروان: صهر عبد الناصر الذي خدع الموساد في حرب أكتوبر
متن نيوز

أشرف مروان: صهر عبد الناصر الذي خدع الموساد في حرب أكتوبر

أشرف مروان
أشرف مروان

عاد اسم أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، إلى دائرة الضوء مجددًا بعد تحقيق نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، كشف دوره الحاسم في حرب أكتوبر 1973. 

ووفقا للتقارير الإسرائيلية الجديدة، فقد قام مروان بخداع جهاز الموساد الإسرائيلي، مؤكدًا السردية المصرية التي تصفه بـ "البطل الوطني" الذي أرسى خطة خداع استراتيجي أربكت القيادة الإسرائيلية.

الدور الحقيقي لأشرف مروان في حرب أكتوبر

أشرف مروان لم يكن مجرد صهر للرئيس، بل كان رأس حربة استراتيجية مصرية داخل جهاز الموساد. وقد أظهرت الوثائق الجديدة أنه أرسل إنذارات مضللة قبل الهجوم المفاجئ يوم السادس من أكتوبر 1973، ما جعل إسرائيل تعتقد أن الحرب لن تندلع قريبًا.

وأكد الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومو غازيت أن مروان "زرع في العمق داخل الاستخبارات الإسرائيلية واستدرج رئيس الموساد زامير كالأبله"، موضحًا أنه كان الترس المركزي في خطة الخداع المصرية.

السردية الإسرائيلية مقابل الحقيقة المصرية

لطالما روجت إسرائيل على مدى عقود لرواية أن أشرف مروان عميل مزدوج قدم معلومات سرية ساعدت تل أبيب. لكن التحقيق الجديد يوضح أن ما حدث كان جزءًا من خطة خداع متقنة أعدتها مصر، وأن مروان ظل وفيًا لوطنه.

المحللون المصريون وصفوا هذا التلاعب الإسرائيلي بـ "حملة تضخيم دعائية"، تهدف إلى تقليل قيمة الانتصار المصري في حرب أكتوبر. ويؤكد الخبراء أن هذه الرواية الإسرائيلية السابقة كانت تحاول إظهار قدرة الموساد على اختراق أعلى مستويات السلطة المصرية.

كيف خدع مروان الموساد؟

حسب التحقيق الإسرائيلي الأخير، كان مروان يشارك منذ أواخر أغسطس 1973 في اجتماعات مشتركة جمعت الرئيسين المصري والسادات والسوري حافظ الأسد. خلال هذه الاجتماعات تم تحديد توقيت الهجوم على إسرائيل في السادس من أكتوبر.

لكن مروان، بدل تمرير هذه المعلومات للموساد، قام بتمرير تقارير مضللة تشير إلى مواعيد مختلفة للحرب وتقييمات مضللة، ما أدى إلى ارتباك القيادة الإسرائيلية. وحتى التحذير الذي نقله عشية الحرب كان غامضًا ومتأخرًا، حسب التحقيق.

شهادات الخبراء المصريين

أكد سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، أن التحقيق الإسرائيلي يمثل "شهادة متأخرة تؤكد صحة الموقف المصري بشأن مروان". وأضاف: "مروان كان مواطنًا شريفًا خدع الموساد عبر تمرير معلومات مضللة، واليوم تأتي الصحافة الإسرائيلية لتقر بالحقيقة".

أما نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، فقال: "من اللحظة الأولى كانت مصر تدرك حقيقة الدور الذي لعبه أشرف مروان، وإسرائيل حاولت تصويره كعميل مزدوج، لكن الحقائق تظهر ولاءه الكامل لمصر".

اللحظة الحاسمة: الهجوم في الثانية ظهرًا

أبرز ما قام به مروان كان قبل لحظات من الحرب مباشرة، حين أوهم الإسرائيليين بأن الهجوم سيبدأ عند آخر ضوء، بينما وقع فعليًا في الثانية ظهرًا. هذا أسفر عن ارتباك كامل في القيادة الإسرائيلية، ولم يتمكنوا من استدعاء الاحتياطي في الوقت المناسب.

وقد ساهم هذا الخداع الاستراتيجي في نجاح خطة الحرب المصرية وإرباك القوات الإسرائيلية في اليوم الأول من الحرب.

الجدل حول وفاته

توفي أشرف مروان منتصف عام 2007 إثر سقوطه من شرفة منزله في لندن، في حادث غامض أثار الكثير من التساؤلات. ورغم كل الشكوك، يعتبر المصريون أن وفاته لم تقلل من دوره الوطني أو من تأثيره في التاريخ العسكري المصري.

ردود الفل الرسمية المصرية

أكد حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن ملف مروان كان محاطًا بالجدل على مدى سنوات، وأن ما نشرته الصحافة الإسرائيلية مؤخرًا لا يخرج عن إطار "تصفية حسابات داخلية بين الأجهزة الإسرائيلية". وأضاف أن موقف مصر واضح وثابت: مروان قدم خدمات جليلة للوطن.

كما أشار دبلوماسيون مصريون سابقون إلى أن الدعاية الإسرائيلية حول "العميل المزدوج" كانت تهدف لتضخيم قدرات الموساد، إلا أن الحقائق تؤكد أن مروان كان وطنيًا بامتياز.

إرث أشرف مروان الاستراتيجي

يظل أشرف مروان رمزًا وطنيًا لمصر، يمثل مثالًا على الذكاء والخداع الاستراتيجي الذي يمكن أن يغير مجرى الحروب. وتكشف الوثائق الحديثة أن دوره في حرب أكتوبر كان محوريًا، ليس فقط في تمرير المعلومات، بل في إرباك الخصم وتحقيق النصر.

ويرى الخبراء أن مروان أصبح درسًا في التخطيط العسكري والاستخباراتي، حيث يجمع بين الولاء الوطني والقدرة على إدارة المعلومات في بيئة معقدة وخطرة.

أشرف مروان ليس مجرد صهر للرئيس جمال عبد الناصر، بل هو بطل قومي لعب دورًا استراتيجيًا حاسمًا في حرب أكتوبر 1973. التحقيق الإسرائيلي الأخير، على الرغم من جدليته، يؤكد الرواية المصرية: مروان خدع الموساد وأسهم في نجاح الهجوم المفاجئ، وحافظ على ولائه لمصر حتى نهاية حياته.

يبقى اسمه مرتبطًا بالذكاء الاستراتيجي الوطني، ويعتبر درسًا للأجيال في التخطيط العسكري والاستخباراتي، ومثالًا على القدرة على تحويل المعلومات إلى قوة استراتيجية مؤثرة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1