< زيارة عيدروس الزُبيدي إلى الولايات المتحدة.. محطة استراتيجية لصوت الجنوب في المحافل الدولية
متن نيوز

زيارة عيدروس الزُبيدي إلى الولايات المتحدة.. محطة استراتيجية لصوت الجنوب في المحافل الدولية

 عيدروس الزُبيدي
عيدروس الزُبيدي

تكتسب زيارة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس الرئاسي، إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية استراتيجية استثنائية، هذه الزيارة لا تقتصر على بعدها البروتوكولي أو السياسي التقليدي، بل تمثل نقلة نوعية تحمل أبعادًا أمنية، اقتصادية، وإنسانية، تعزز من حضور الجنوب على الساحة الدولية وتفتح آفاقًا واسعة لشراكات مستقبلية مع المجتمع الدولي.

الحضور الجنوبي في قلب المشهد الدولي

لأول مرة، يشارك صوت الجنوب في واحدة من أهم المنصات السياسية العالمية، حيث تتيح هذه الزيارة للرئيس الزُبيدي فرصة لتأكيد مكانة الجنوب كشريك لا غنى عنه في الملفات الإقليمية والدولية. فهي زيارة تحمل رسائل واضحة بأن قضية الجنوب لم تعد حبيسة الإطار المحلي أو الصراعات الداخلية، بل أصبحت جزءًا من معادلات الأمن الدولي والتوازنات الاستراتيجية.

الموقع الجغرافي ودور الجنوب في أمن الملاحة

يمتلك الجنوب موقعًا جغرافيًا فريدًا يمتد على سواحل طويلة تطل على البحر العربي، المحيط الهندي، وبالقرب من باب المندب والبحر الأحمر، وهما من أهم الممرات الملاحية في العالم. هذه الأهمية تجعل الجنوب لاعبًا رئيسيًا في ضمان أمن طرق التجارة الدولية.

طرح ملف الأمن البحري خلال لقاءات الرئيس الزُبيدي في أمريكا يعيد التذكير بالدور المحوري الذي يمكن أن يؤديه الجنوب كشريك استراتيجي في حماية الملاحة البحرية. ومع تصاعد التهديدات التي تستهدف خطوط الإمداد العالمية، بات واضحًا أن الجنوب يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة أي محاولات لزعزعة الاستقرار البحري.

مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي

على الصعيد الأمني، تبرز مكافحة الإرهاب كواحدة من أهم نقاط التوافق بين الجنوب والولايات المتحدة. فقد أثبت الجنوب خلال السنوات الماضية قدرته على مواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، مقدّمًا نفسه كخط دفاع متقدم يحمي المنطقة من مخاطر التطرف.

زيارة الرئيس الزُبيدي تتيح فرصة لتعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، من خلال تبادل الخبرات، ودعم برامج التدريب، وبناء شراكات أكثر فعالية في مجال مكافحة الإرهاب. هذه الخطوة لا تصب فقط في مصلحة الجنوب، بل تخدم أيضًا الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.

الجنوب كوجهة استثمارية واعدة

لا تقتصر زيارة الزُبيدي إلى أمريكا على البعد الأمني، بل تحمل في طياتها رسائل اقتصادية مهمة. فالجنوب يمتلك بيئة خصبة للاستثمار في مجالات الطاقة، الموانئ، البنية التحتية، والسياحة.

الترويج لهذه الفرص الاستثمارية أمام الشركات الأمريكية والدولية يعزز من صورة الجنوب كمركز اقتصادي واعد يمكن أن يوفّر بيئة آمنة وجاذبة لرؤوس الأموال. وهذا يتماشى مع تطلعات الولايات المتحدة وشركائها إلى تنويع استثماراتهم في مناطق استراتيجية تحقق عوائد طويلة المدى.

البعد الإنساني والتنموي

جانب آخر لا يقل أهمية هو البعد الإنساني للزيارة. فالرئيس الزُبيدي يحمل معه هموم شعب الجنوب وتطلعاته، ما يفتح المجال أمام جذب دعم إضافي لمشاريع الإغاثة وإعادة الإعمار. الجنوب بحاجة إلى شراكات تنموية تعالج التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتوفر فرص عمل، وتدعم الاستقرار المجتمعي.

هذا البعد يعكس أن القضية الجنوبية لم تعد فقط قضية سياسية، بل قضية شاملة تمس حياة المواطنين اليومية، وتحتاج إلى دعم دولي يترجم إلى مشاريع ملموسة على الأرض.

تعزيز موقع المجلس الانتقالي الجنوبي

زيارة الرئيس الزُبيدي إلى الولايات المتحدة تمثل أيضًا فرصة لتعزيز موقع المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل سياسي رئيسي لشعب الجنوب. فالمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة والاجتماعات الجانبية مع المسؤولين الدوليين تمنح المجلس اعترافًا دوليًا متزايدًا، وتؤكد أنه شريك موثوق لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية قادمة تخص مستقبل اليمن والمنطقة.

انعكاسات استراتيجية على المدى البعيد

إذا ما نظرنا إلى أبعاد هذه الزيارة، سنجد أنها ليست مجرد تحرك دبلوماسي، بل خطوة استراتيجية تؤسس لمستقبل مختلف للجنوب. فهي تضعه في قلب الملفات الدولية الكبرى: من الأمن البحري، إلى مكافحة الإرهاب، وصولًا إلى التنمية الاقتصادية.

هذه النقلة النوعية تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية، تجعل الجنوب جزءًا من الحلول لا الأزمات، وتؤكد أنه شريك دولي يمكن الاعتماد عليه في القضايا الإقليمية والعالمية.

إن زيارة عيدروس الزُبيدي إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل محطة تاريخية في مسار قضية الجنوب. فهي زيارة تحمل أبعادًا سياسية، أمنية، اقتصادية، وإنسانية، وتضع الجنوب في موقع جديد على الساحة الدولية.

لقد بات واضحًا أن الجنوب لم يعد مجرد طرف داخلي في النزاعات اليمنية، بل أصبح لاعبًا محوريًا في ملفات الأمن الإقليمي والاستثمار الدولي، وشريكًا موثوقًا للمجتمع الدولي في تحقيق الاستقرار والتنمية.

وبذلك، فإن هذه الزيارة ليست حدثًا عابرًا، بل نقطة تحول استراتيجية ستترك بصماتها على مستقبل الجنوب، وتدفع قضيته نحو آفاق أوسع من الاعتراف والدعم الدولي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1