مشاركة عيدروس الزُبيدي في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. محطة فارقة للقضية الجنوبية
تمثل مشاركة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة محطة فارقة في مسار الانفتاح الدولي على الجنوب وقضيته العادلة. هذه المشاركة لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل حملت في طياتها رسائل استراتيجية عميقة، عكست تحولًا جوهريًا في تعامل المجتمع الدولي مع القضية الجنوبية، وفتحت آفاقًا جديدة أمام تطلعات شعب الجنوب نحو مستقبل أكثر حضورًا وتأثيرًا في الساحة الإقليمية والدولية.
أهمية المشاركة في الأمم المتحدة
حضور الزُبيدي على منصة الأمم المتحدة ليس حدثًا عابرًا، بل يشير إلى انتقال نوعي في مسار النضال السياسي والدبلوماسي الجنوبي. فالقضية الجنوبية التي ما دام عانت من التهميش والإقصاء وجدت اليوم نافذة واسعة للاعتراف الدولي، بعدما ظل صوتها محاصرًا لعقود.
إن وجود الزُبيدي في هذه المنصة الأممية يعكس إرادة سياسية واضحة تسعى إلى تثبيت الجنوب كقوة فاعلة، لها مشروع سياسي واستراتيجي يرتكز على إرادة شعبية صلبة وتجارب نضال ممتدة.
رسائل المشاركة إلى المجتمع الدولي
1. الجنوب قوة صاعدة
من أبرز الرسائل التي حملتها مشاركة الرئيس الزُبيدي أن الجنوب لم يعد مجرد طرف محلي محدود التأثير، بل أصبح قوة صاعدة لها وزنها في القضايا الإقليمية والدولية. هذا الظهور الدولي يوضح أن الجنوب يمتلك مشروعًا سياسيًا واضح المعالم، يهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
2. شراكة موثوقة وليست عبئًا
أظهر الزُبيدي من خلال خطابه أن الجنوب يطرح نفسه شريكًا موثوقًا للمجتمع الدولي، قادرًا على الإسهام في معالجة التحديات العالمية بدلًا من أن يكون عبئًا عليها. هذه الرؤية تعزز الثقة بالجنوب كفاعل استراتيجي يمكن الاعتماد عليه في الملفات الأمنية والإنسانية والاقتصادية.
3. انفتاح سياسي ودبلوماسي
مشاركة الزُبيدي عكست قدرة الجنوب على صياغة خطاب سياسي منفتح يتجاوز حدود الجغرافيا المحلية، ويربط بين تطلعاته الوطنية والقضايا الكبرى مثل السلم الدولي، مكافحة الإرهاب، مواجهة التحديات الإنسانية، وتعزيز التعاون الاقتصادي.
اللقاءات الثنائية: بناء شبكة علاقات دولية
لم تقتصر مشاركة الرئيس الزُبيدي على إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة، بل تضمنت لقاءات ثنائية رفيعة المستوى مع قادة دوليين وممثلي منظمات أممية. هذه اللقاءات شكلت فرصة نوعية لتوسيع شبكة العلاقات الدبلوماسية، وبناء أرضية صلبة لدعم القضية الجنوبية سياسيًا وإقليميًا.
لقد عكست هذه اللقاءات ثقة متبادلة ورغبة حقيقية من أطراف دولية مؤثرة في فهم القضية الجنوبية ودعم مسارها، وهو ما يؤكد أن الجنوب يسير بخطى ثابتة نحو تثبيت حضوره في قلب التفاعلات الدولية.
الأبعاد الاستراتيجية للمشاركة
تكتسب هذه المشاركة أبعادًا استراتيجية مهمة، فهي ليست مجرد حدث سياسي بل نقلة نوعية في مسار طويل. يمكن تلخيص أبرز هذه الأبعاد في النقاط التالية:
إعادة الاعتبار للقضية الجنوبية بعد سنوات من التهميش.
تعزيز شرعية التمثيل الجنوبي في المحافل الدولية.
كسب اعتراف دولي متزايد بالجنوب كقوة فاعلة.
توسيع قنوات التواصل الدبلوماسي مع دول مؤثرة ومنظمات دولية.
ترسيخ حضور الجنوب في القضايا الإقليمية كالأمن البحري والطاقة والتعاون الاقتصادي.
الجنوب شريك لا يمكن تجاهله
من الرسائل الواضحة التي برزت خلال هذه الدورة أن الجنوب بات حاضرًا بقوة على أجندة المجتمع الدولي. فإرادة شعبه التي صمدت أمام مختلف التحديات لم تعد تقبل التهميش أو الإقصاء، بل تسعى إلى انتزاع اعتراف رسمي في أعلى المحافل الدولية.
إن صورة الجنوب كفاعل استراتيجي يعزز الأمن الإقليمي ويشارك بفعالية في القضايا الإنسانية والاقتصادية، تجعل من تجاهله أمرًا بالغ الصعوبة في المستقبل.
بداية مرحلة جديدة
مشاركة الرئيس الزُبيدي في الدورة الـ80 للأمم المتحدة ليست نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة عنوانها الحضور الدولي الفاعل. هذه المرحلة ستشهد مزيدًا من الجهود الدبلوماسية والسياسية لتكريس مكانة الجنوب على المستويين الإقليمي والعالمي، بما يفتح الباب أمام تطورات جوهرية في مسار القضية الجنوبية.
يمكن القول إن هذه المشاركة مثلت تحولًا استراتيجيًا في مسار القضية الجنوبية، ورسالة واضحة بأن الجنوب أصبح رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية. إن الانفتاح على المجتمع الدولي، وتعزيز شبكة العلاقات الدبلوماسية، وطرح رؤية شاملة للتعاون والشراكة، كلها خطوات ترسم ملامح مرحلة جديدة تقود الجنوب نحو اعتراف أوسع وحضور أقوى.
بهذا يصبح الجنوب شريكًا لا غنى عنه، وصوتًا حاضرًا في صياغة مستقبل المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1