< محمد شتا: الكارت الموحد سيحل محل بطاقة الأسرة ويشمل خدمات حكومية متعددة
متن نيوز

محمد شتا: الكارت الموحد سيحل محل بطاقة الأسرة ويشمل خدمات حكومية متعددة

محمد شتا
محمد شتا

يشهد قطاع الخدمات الحكومية في مصر نقلة نوعية مع بدء تجربة الكارت الموحد للدعم في بورسعيد، كمرحلة أولى قبل تعميمه على باقي محافظات الجمهورية. 

هذا المشروع يأتي ضمن جهود الدولة في إطار التحول الرقمي وتبسيط الإجراءات للمواطنين، بالتعاون بين وزارة التموين ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويهدف الكارت إلى دمج مختلف خدمات الدعم في بطاقة واحدة، تُمكّن المواطن من صرف السلع التموينية والخبز، والاستفادة من خدمات حكومية أخرى مثل التأمين الصحي، مع إمكانية استخدامه في المعاملات المالية كبطاقة دفع إلكترونية.

بداية المشروع في بورسعيد

أطلقت وزارة التموين التجربة الأولى لاستخدام الكارت الموحد في محافظة بورسعيد على نحو 42 ألف أسرة. وقد نجحت التجربة بشكل ملحوظ، حيث تمكنت هذه الأسر من صرف مقرراتهم التموينية والخبز بكل سهولة ودون أي مشاكل، ما فتح الباب أمام التوسع في تطبيقه على نطاق أوسع.
اختيار بورسعيد كبداية يأتي ضمن خطة الدولة لاعتماد المحافظة كمنطقة نموذجية لتجارب التحول الرقمي، بما يتيح اختبار الأنظمة بشكل عملي قبل تعميمها على بقية محافظات الجمهورية.

أهداف الكارت الموحد للدعم

يهدف الكارت الموحد إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها توحيد مختلف الخدمات الحكومية في بطاقة ذكية واحدة وضمان وصول الدعم لمستحقيه عبر بيانات دقيقة ومحدثة وتسهيل عملية صرف الدعم التمويني والخبز وتمكين المواطنين من استخدام البطاقة كوسيلة دفع إلكتروني وتعزيز جهود الشمول المالي وربط المواطنين بالنظام المصرفي.

تحديث البيانات عبر منصة مصر الرقمية

بالتوازي مع إطلاق الكارت الموحد، أتاحت وزارة التموين استمارة إلكترونية لتحديث بيانات المواطنين عبر منصة مصر الرقمية (digital.gov.eg). وتستمر فترة التحديث لمدة 3 أشهر مخصصة لمواطني بورسعيد فقط في هذه المرحلة.
وتتيح هذه الاستمارة تحديث البيانات الاجتماعية والاقتصادية للأسر داخل وخارج منظومة التموين، بما يضمن دقة المعلومات المستخدمة في استحقاق الدعم. كما يمكن للمواطنين الذين يواجهون صعوبة في التحديث عبر الإنترنت التوجه إلى مكاتب البريد للاستعانة بالموظفين المدربين.

سهولة الوصول إلى الخدمة

وأكد الدكتور محمد شتا، مساعد وزير التموين للخدمات الرقمية، أن الدخول إلى الاستمارة الإلكترونية بسيط وسلس، حيث يمكن للمواطن التوجه إلى قسم "خدمات التموين" عبر منصة مصر الرقمية ومن ثم تعبئة استمارة التحديث.


كما أتاح المشروع خط دعم فني عبر رقم 15390 لمساعدة المواطنين في حل أي مشكلات تقنية قد تواجههم، إلى جانب توفير الدعم المباشر في مراكز خدمة المواطنين ومكاتب البريد.

الكارت الموحد كأداة مالية

لا يقتصر دور الكارت الموحد على صرف السلع التموينية فقط، بل يمتد ليشمل ربطه بحساب بريدي، بحيث يستطيع المواطن استخدامه في المعاملات المالية اليومية واستلام المعاشات أو الرواتب والدفع الإلكتروني للسلع والخدمات والتحويلات المالية داخل وخارج المحافظة.

هذا الدمج بين الدعم والخدمات المالية يعزز من ثقافة الشمول المالي ويسهم في إدخال شريحة أكبر من المواطنين إلى النظام المصرفي.

التصدي للشائعات

مع إطلاق الاستمارة الإلكترونية لتحديث البيانات، انتشرت شائعات تفيد بأن الهدف منها إضافة مواليد جدد أو حرمان بعض الأسر من الدعم. وقد نفى مساعد وزير التموين هذه المزاعم تمامًا، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو تحديث البيانات لضمان وصول الدعم لمستحقيه فقط، وعدم حرمان أي مواطن مستحق من الدعم نتيجة بيانات غير دقيقة.

مزايا الكارت الموحد للمواطن

 

من أبرز المزايا التي يوفرها الكارت الموحد بطاقة واحدة شاملة لجميع الخدمات الحكومية وصرف الدعم التمويني والخبز بسهولة وإمكانية استخدامه كبطاقة دفع معتمدة وتوفير وقت وجهد المواطنين في التعامل مع الجهات الحكومية وتقليل فرص التلاعب أو ازدواجية الاستفادة من الدعم.

تعميم التجربة على المحافظات الأخرى

تسعى وزارة التموين بعد نجاح التجربة في بورسعيد إلى تعميم الكارت الموحد على مستوى الجمهورية. ويأتي ذلك ضمن خطة تدريجية لتوسيع نطاق المشروع، بحيث يتم إطلاقه تباعًا في المحافظات الأخرى بعد استكمال مراحل التقييم والتطوير.
هذا التوسع يهدف إلى بناء نظام متكامل لإدارة الدعم والخدمات الحكومية يعتمد على التكنولوجيا الحديثة ويواكب توجهات الدولة نحو الرقمنة.

التحديات المتوقعة

رغم المزايا الكبيرة للكارت الموحد، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه تطبيقه على نطاق واسع، مثل الحاجة إلى رفع وعي المواطنين بكيفية استخدام البطاقة وضمان توافر بنية تحتية رقمية متطورة في جميع المحافظات ومواجهة محاولات البعض لاستغلال المشروع في نشر شائعات أو معلومات مغلوطة.

أهمية المشروع في التحول الرقمي

يمثل الكارت الموحد خطوة استراتيجية نحو التحول الرقمي في مصر، حيث يجمع بين تبسيط الإجراءات الحكومية، وضمان وصول الدعم لمستحقيه، وتعزيز الشمول المالي. كما يعكس التعاون الفعال بين الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

إن إطلاق الكارت الموحد للدعم في بورسعيد يمثل بداية مرحلة جديدة من الإصلاحات الحكومية التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وتقديم خدمات عصرية تتماشى مع التوجهات العالمية في التحول الرقمي. ومع خطط التوسع في تعميمه على جميع المحافظات، يُتوقع أن يصبح الكارت الموحد أداة أساسية في منظومة الدعم والخدمات الحكومية في مصر.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1