رباعية فالو.. تعرف على أسبابها وأعراضها

شهدت جراحات القلب تطورًا ملحوظًا على مر السنين، وبفضل التقدم الطبي، أصبح بإمكان العديد من الأطفال المولودين بمشاكل في القلب أن يعيشوا حياة صحية، ومن بين هذه الحالات المعقدة، رباعية فالو (TOF)، وهي عيب خلقي في القلب يظهر منذ الولادة. 

رباعية فالو

رباعية فالو عبارة عن عيب خلقي في القلب، أي أن الطفل يولد به، ويصيب هذا العيب طفلًا واحدًا من كل 2000 طفل تقريبًا، وتؤثر هذه الحالة على كيفية انتقال الدم من القلب إلى الرئتين وباقي الجسم، وتشمل رباعية فالو أربع مشاكل قلبية تحدث معًا:

• عيب الحاجز البطيني (VSD): ثقب بين الغرف السفلية للقلب يسمح بتدفق الدم بشكل غير طبيعي.
• تضيق الصمام الرئوي: وعاء دموي إن الشريان المؤدي إلى الرئتين أضيق من الطبيعي، مما يجعل من الصعب تدفق الدم هناك.
• الشريان الأورطي الفوقي: يغير الشريان الأورطي موضعه ويستقبل الدم من جانبي القلب، ويخلط الدم الغني بالأكسجين مع الدم الفقير بالأكسجين.
• تضخم البطين الأيمن: يزداد سماكة الغرفة السفلية اليمنى من القلب لأنها يجب أن تعمل بجهد أكبر لضخ الدم.

تؤدي هذه العيوب إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، ولهذا السبب غالبًا ما يبدو الأطفال المصابون بمتلازمة توريت أزرق اللون، خاصةً أثناء البكاء أو الرضاعة، لأن كمية الأكسجين التي يتلقاها الجنين قليلة.

أعراض رباعية فالو

لا شك أن التشخيص المبكر لأعراض TOF يُسهّل علاجه، ومن بين الأعراض الشائعة:

• شفاه أو جلد مزرق، وخاصة في زوايا الفم وأطراف الأصابع.
• التنفس السريع أثناء التغذية أو في حالة الحركة.
• التعب أو الضعف بسهولة أثناء عملية التغذية أو اللعب.
• في حالة ظهور مثل هذه الأعراض على طفلك، يجب عليك استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
• نوبات مفاجئة من تحول الجلد إلى اللون الأزرق الداكن مع ضيق في التنفس، وتسمى "نوبات التيت"

كيف يتم تشخيص رباعية فالو؟

قد يُساعد التشخيص المُبكر كثيرًا في اكتشاف المرض، وهو ما يتم عن طريق ما يلي:

• تخطيط صدى القلب للجنين: يُجرى هذا الإجراء بين الأسبوعين 18 و24 من الحمل، ويُستخدم لتحديد وجود عيب خلقي في الجنين قبل الولادة، حيث يُمكن التشخيص المبكر الأطباء من ضمان سلامة الولادة والرعاية.
• تخطيط صدى القلب ثنائي الأبعاد: وهو الموجات فوق الصوتية ويتم استخدام الفحص بالموجات فوق الصوتية لتأكيد التشخيص بعد الولادة، كما يتم استخدامه لتوجيه الأطباء في اتخاذ قرارات العلاج الأكثر فعالية.
• تصوير الأوعية الدموية الرئوية بالتصوير المقطعي المحوسب: في حالات نادرة، يتم استخدام تصوير الأوعية الدموية الرئوية بالتصوير المقطعي المحوسب للحصول على فكرة أفضل عن القلب والجهاز الدوري.
• مراقبة مقياس التأكسج النبضي: يمكن للوالدين استخدام هذا الجهاز المصغر في المنزل لمراقبة كمية الأكسجين لدى الطفل وملاحظة أي حالة تدهور في أقرب وقت ممكن.

علاج رباعية فالو

يعتمد العلاج على شدة الحالة، ومن بين الخيارات العلاجية المتاحة ما يلي:

التثبيت المؤقت

في بعض الحالات، يمكن دعم الطفل باستخدام دعامة القناة الشريانية السالكة (PDA) أو دعامة مسار تدفق البطين الأيمن (RVOT) أو تحويلة بلالوك-توسيج (BT)، وسيساعد ارتباطها في تدفق المزيد من الدم إلى الرئتين قبل إجراء الجراحة كاملة.

الجراحة التصحيحية

تُجرى بين عمر 6 و12 شهرًا، حيث يقوم الجراح بسد الثقب، وتوسيع الوعاء الدموي الضيق، وتقويم باقي الأجزاء للسماح بتدفق الدم بشكل طبيعي وتزيد هذه الجراحة من مستوى الأكسجين، وتعزز صحة الطفل.

استبدال الصمام الرئوي

في مرحلة الطفولة المتأخرة أو مرحلة البلوغ، يحتاج المرضى الآخرون إلى استبدال الصمام الرئوي للحفاظ على وظيفة القلب.