كل ما يتعلق بهرمون الكورتيزول وتأثيره على الصحة
يبحث الكثيرون عن كل ما يتعلق بهرمون الكورتيزول أو التوتر وتأثيره على الصحة، والكورتيزول، أو الهيدروكورتيزون، هو هرمون التوتر في الجسم، حيث تُفرز الغدد الكظرية، الواقعة أعلى الكليتين، الكورتيزول لتوفير الطاقة وزيادة اليقظة استجابةً للتوتر، ويُنظم هذا الهرمون عملية الأيض والاستجابة المناعية، بالإضافة إلى وظائف جسدية أخرى.
كل ما يتعلق بهرمون الكورتيزول
لكل من يتساءل عن هرمون الكورتيزول، قد تُسبب مستويات الكورتيزول المرتفعة أو المنخفضة جدًا مضاعفات مع مرور الوقت، فالتوتر واضطرابات النوم وأورام الغدد الكظرية قد تزيد من مستويات الكورتيزول، وقد ينخفض مستوى الهرمون نتيجة اضطرابات المناعة الذاتية أو تلف الغدد الكظرية.
وهناك عدة عوامل، مثل التوتر وأنماط النوم وبعض الحالات الصحية، قد ترفع أو تخفض مستويات الكورتيزول لديك، ويساعدك إجراء اختبار الكورتيزول على تحديد مستوياته والتحكم بها، مع العلم أن الكورتيزول له وظائف متعددة، ويؤثر على جميع أجهزة الجسم تقريبًا، إذ يلعب هذا الهرمون أدوارًا أساسية في الجهاز القلبي الوعائي، والجهاز المناعي، والجهاز العصبي، وتشمل وظائف هرمون الكورتيزول ما يلي:

التحكم في استجابة التوتر
يُنشئ جسمك استجابة جسدية للتعامل مع أي تهديد مُتصور، أو ما يُعرف باستجابة "القتال أو الهروب "، ويُرسل دماغك رسالة إلى الغدد الكظرية لإفراز الهرمون، ويُساعد الكورتيزول جسمك على البقاء في حالة تأهب قصوى، كما يُساعد الهرمون على زيادة إنتاج الجلوكوز في الكبد، مما يُعطيك الطاقة.
تخفيف الالتهاب
الالتهاب هو استجابة طبيعية للجسم للإصابة أو المرض، والالتهاب طويل الأمد قد يضر الجسم، وقد يتناول الأشخاص المصابون باضطرابات المناعة الذاتية وأمراض أخرى تسبب التهابًا طويل الأمد الكورتيكوستيرويدات، حيث تزيد هذه الأدوية من مستوى الكورتيزول وتقلل الالتهاب، وقد تسبب الكورتيكوستيرويدات أحيانًا ارتفاعًا كبيرًا في مستوى الكورتيزول في الجسم.
تنظيم عملية الأيض
يعمل الكورتيزول في البنكرياس والعضلات والأنسجة الدهنية، ويُنظّم هذا الهرمون عملية أيض الدهون والسكريات والبروتينات في الجسم.
مستويات الكورتيزول الطبيعية
تتراوح مستويات الكورتيزول الطبيعية من 5 إلى 25 ميكروجرام لكل ديسيلتر في حوالي الساعة 8 صباحًا، وتتغير مستويات الكورتيزول عادةً على مدار اليوم، حيث يبلغ الهرمون ذروته في الصباح، ثم ينخفض تدريجيًا حتى يصل إلى أدنى مستوياته ليلًا.
أسباب ارتفاع مستوى الكورتيزول
من الطبيعي أن ترتفع مستويات الكورتيزول قليلًا من حين لآخر، خاصةً كرد فعل للتوتر، وستعود مستوياتك إلى طبيعتها بعد انقضاء الحدث المجهد، وقد تبقى مستويات الكورتيزول مرتفعةً في بعض الأحيان، وتشمل الحالات الصحية والعوامل الأخرى التي قد ترفع مستوى الكورتيزول لديك ما يلي:
- الإجهاد المزمن: قد يؤدي التعرض لفترات طويلة للإجهاد إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وقد يكون هذا الإجهاد جسديًا أو عقليًا أو نفسيًا.
- متلازمة كوشينغ: يحدث هذا الاضطراب عندما ينتج الجسم كمية زائدة من الكورتيزول لفترة طويلة.
- استخدام الستيرويدات على المدى الطويل: تناول بعض أنواع الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون، لفترة طويلة يمكن أن يرفع مستويات الكورتيزول.
- اضطرابات النوم: يختلف إفراز الكورتيزول على مدار اليوم، لذا فإن نمط النوم غير الطبيعي قد يؤثر على مستوياته، وتُسبب فترات الحرمان من النوم الطويلة ضغطًا على الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول.
- الأورام: قد تؤدي أورام الغدد الكظرية إلى إنتاج كميات زائدة من الكورتيزول، كما يمكن أن تؤدي أورام الغدة النخامية، الموجودة في الدماغ، إلى زيادة الكورتيزول. تُنتج الغدة النخامية هرمونات تؤثر على الغدد الكظرية.
علامات ارتفاع مستوى الكورتيزول
قد تؤدي مستويات الكورتيزول الزائدة إلى ظهور علامات وأعراض مثل:
- رواسب دهنية في قاعدة الرقبة وبين لوحي الكتف.
- كدمات بسهولة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الشعرانية، أو نمو الشعر الزائد.
- ضعف العضلات.
- هشاشة العظام، التي تزيد من خطر الإصابة بالكسور.
- خطوط أرجوانية على الثديين والوركين والبطن وتحت الإبطين.
- أذرع وأرجل نحيفة.
- زيادة الوزن.
أسباب انخفاض مستوى الكورتيزول
من الممكن أيضًا أن يكون مستوى الكورتيزول منخفضًا جدًا، وتشمل الحالات الصحية والعوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى انخفاض مستويات الكورتيزول ما يلي:
- اضطرابات المناعة الذاتية: تُسبب هذه الاضطرابات استهداف الجسم للخلايا السليمة ومهاجمتها عن طريق الخطأ، وقد تُلحق بعض اضطرابات المناعة الذاتية الضرر بالغدد الكظرية، مما يُسبب انخفاضًا في مستوى الكورتيزول.
- العدوى: يمكن أن تؤثر العدوى مثل مرض السل وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) على الغدد الكظرية.
- إصابة الدماغ الرضحية: يمكن أن تؤدي إصابة الدماغ إلى إتلاف الغدة النخامية، التي تساعد في تنظيم الغدد الكظرية.
- التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية الستيرويدية: قد يؤدي تناول الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة إلى زيادة مستويات الكورتيزول. التوقف المفاجئ عن تناول الدواء قد يُسبب انخفاضًا في مستوى الكورتيزول.
- مرض أديسون: تُصاب الغدد الكظرية بالتلف أو العدوى، ما يُعيقها عن إنتاج ما يكفي من الكورتيزول، وتشمل الأعراض الأخرى فقدان الشهية، وفقدان الوزن، وضعف العضلات.
- قصور الغدة الكظرية الثانوي: يؤدي إلى عدم قدرة الغدد الكظرية على إنتاج ما يكفي من الكورتيزول.
- تضخم الغدة الكظرية الخلقي: هي مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تقلل من وظيفة الغدة الكظرية.
علامات انخفاض مستوى الكورتيزول
قد يؤدي انخفاض مستويات الكورتيزول إلى ظهور علامات وأعراض مثل:
- ألم في البطن
- التعب
- فرط تصبغ الجلد، أو بقع داكنة على الجلد
- نقص سكر الدم، أو انخفاض نسبة السكر في الدم
- انخفاض ضغط الدم
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن