الملف الاقتصادي في الجنوب العربي: أولوية قصوى لحماية الموارد واستقرار المواطن
يحظى الملف الاقتصادي في الجنوب العربي بأولوية قصوى ضمن جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لمواجهة تداعيات حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب.
هذه الحرب تشمل استهداف المؤسسات الجنوبية والسطو على إيراداتها ومواردها ضمن مخطط يهدف لإفقار وإذلال المواطنين وعرقلة مسار استعادة الدولة.
متابعة دورية للجنة العليا للإيرادات السيادية والمحلية
في إطار المتابعة المستمرة للملف الاقتصادي، عقدت اللجنة العليا للإيرادات السيادية والمحلية اجتماعها الدوري برئاسة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
الاجتماع ركّز على متابعة تنفيذ مخرجات الاجتماعات السابقة، ومناقشة تقارير مقدمة من الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، والتي تتعلق بتحسين الأداء المالي وتعزيز الإيرادات وتنظيم الموارد السيادية والمحلية.
تعزيز التنسيق لتشغيل شركات ومؤسسات حيوية
استهل الاجتماع بالاستماع إلى تقرير وزير النفط والمعادن، الدكتور سعيد الشماسي، حول مستوى التنسيق مع البنك المركزي ووزارة المالية لتوفير التمويل اللازم لتشغيل شركة مصافي عدن، وفقًا لمخرجات الاجتماعات السابقة والاجتماع الأخير بمقر الشركة.
كما تناول الاجتماع تقرير وزير الكهرباء، المهندس مانع النهدي، حول تجديد عقد توريد النفط لمحطات الكهرباء في العاصمة عدن، والإجراءات المتعلقة بتوفير شحنات من المشتقات النفطية لضمان استمرار تشغيل المحطات وتنفيذ قرارات اللجنة السابقة.
تأمين الطاقة وتقليل معاناة المواطنين
شدد الرئيس الزبيدي على ضرورة مضاعفة الجهود لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، بهدف الحد من الانطفاءات المتكررة، مع التأكيد على أهمية تكامل الأدوار بين الوزارات ذات العلاقة لضمان استقرار إمدادات الطاقة وتخفيف معاناة المواطنين، خاصة خلال فصل الصيف الحار في عدن والمحافظات الساحلية.
الرقابة المالية وإحكام إدارة الموارد
ناقشت اللجنة ما أنجزه البنك المركزي ووزارة المالية بشأن حصر الحسابات الحكومية لدى البنوك التجارية وشركات الصرافة، تمهيدًا لإغلاقها تنفيذيًا، بما يضمن إحكام الرقابة المالية ومنع أي ازدواج أو استغلال للإيرادات العامة.
كما بحث الاجتماع الإجراءات التنفيذية لمعالجة الاختلالات في القطاعين الضريبي والجمركي، بهدف تحسين الأداء المؤسسي وتوسيع قاعدة التحصيل الضريبي وزيادة حجم الإيرادات السيادية لدعم خزينة الدولة وتلبية الاحتياجات الضرورية.
إلزام الجهات الحكومية بالوفاء بالتزاماتها المالية
تطرقت اللجنة إلى قائمة الاستخدامات المالية الخاصة بالجهات الحكومية والوحدات الاقتصادية والخدمية التي لم تلتزم بسداد ما عليها من رسوم ضريبية، واستعرضت الإجراءات المنفذة من البنك المركزي ووزارة المالية لضمان إلزام هذه الجهات بالوفاء بالتزاماتها وفق القوانين النافذة، بما يسهم في تعزيز الانضباط المالي والإداري.
الشفافية والانضباط المالي ركيزتان للاستقرار
اختتم الزبيدي الاجتماع بالتأكيد على أهمية مضاعفة الجهود من قبل جميع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، وتحلي قيادات المؤسسات الإيرادية بالمسؤولية والالتزام الصارم بالشفافية والانضباط المالي والإداري.
وأشار إلى أن تنظيم الموارد وتعزيزها يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار المالي، بما يمكّن الحكومة من الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين وتحسين مستوى المعيشة في الجنوب.
حماية موارد الجنوب: أولوية استراتيجية
تواصل المجلس الانتقالي الجنوبي جهوده لحماية موارد ومؤسسات الجنوب من محاولات الاستنزاف والسطو المنظم الذي تعرّضت له خلال السنوات الماضية. هذه الموارد تمثل العمود الفقري للاقتصاد الجنوبي، واستهدافها لم يكن عبثًا ماليًا فحسب، بل محاولة لضرب الاستقرار المعيشي وتقويض تطلعات الشعب في إدارة ثرواته لصالحه.
يضع المجلس حماية المؤسسات الحيوية في صدارة أولوياته، إدراكًا منه أن السيطرة على مقدرات الجنوب خطوة أساسية نحو ترسيخ الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة.
إعادة توجيه الموارد لخدمة المجتمع
الجنوب لا يمكن أن ينهض ما لم تُحمَ موارده من العبث، وما لم تُعاد توجيه عوائدها لخدمة المجتمع وتحسين مستوى معيشة المواطنين. وتبرز هذه الجهود في صورة إجراءات عملية تتبناها القيادة الجنوبية لضمان عدم تكرار سيناريوهات الفساد والنهب التي عانى منها الشعب طويلًا.
يعمل المجلس أيضًا على ترسيخ مبدأ أن المؤسسات ملك للشعب، وأن أي اعتداء عليها يشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبله، مؤكدًا أن حماية الموارد ليست خيارًا بل ضرورة استراتيجية لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للجنوب.
فتح آفاق التنمية المستدامة
إجراءات حماية الموارد وتعزيز الإيرادات تمثل السبيل الوحيد لفتح آفاق أوسع أمام عملية التنمية التي يتطلع إليها أبناء الجنوب منذ عقود. كما تعزز قدرة المؤسسات الحكومية على الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، وتتيح بيئة أكثر أمانًا وجاذبية للاستثمار والمشاريع الاقتصادية المحلية.
المجلس الانتقالي يواصل جهوده الحثيثة
تستمر قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة عيدروس الزبيدي، في العمل على حماية الموارد الاقتصادية الجنوبية وتعزيز الاستقرار المالي والإداري، مؤكدًا أن الجنوب قادر على مواجهة أي محاولات لاستنزاف ثرواته، وأن حماية الإيرادات والسيطرة على الموارد الوطنية تمثل خط الدفاع الأول نحو تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في إدارة ثرواته بما يضمن رفاهه واستقراره.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1