الجنوبيون ماضون بثبات نحو استعادة دولتهم كاملة السيادة
في خضم التحديات المتعاظمة التي يمر بها الجنوب العربي، يؤكد الجنوبيون يومًا بعد آخر أنهم ماضون بثبات وإصرار نحو استعادة دولتهم كاملة السيادة، وأنهم لن يتراجعوا قيد أنملة عن المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الشهداء وصمود الأبطال.
هذه القناعة الراسخة تحولت إلى منهج عمل وطني، لا يقبل التنازل أو المساومة، مهما تعددت الضغوط أو المؤامرات التي تستهدف المشروع الجنوبي.
المكتسبات الأمنية.. حصن الجنوب المنيع
شكّلت المكتسبات الأمنية التي تحققت خلال السنوات الماضية الركيزة الأهم في تعزيز قدرة الجنوب على الصمود. فقد تمكنت القوات المسلحة الجنوبية، عبر تضحيات جسيمة، من تشكيل سدّ منيع في مواجهة الإرهاب والمليشيات الحوثية الإرهابية، ومنعت تسلل الفوضى إلى المدن والمناطق الحيوية.
اليوم، ينظر المواطن الجنوبي إلى الأمن باعتباره أعظم إنجاز تحقق على الأرض، وهو إنجاز استحالت العودة عنه. فالمناطق التي كانت تعاني ويلات التفجيرات والفوضى، باتت تنعم بقدر كبير من الاستقرار بفضل يقظة القوات الأمنية وجهودها المستمرة.
المكاسب السياسية.. حضور متنامٍ للمجلس الانتقالي
بالتوازي مع النجاحات الأمنية، برزت المكاسب السياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصبح اليوم الممثل الأبرز لطموحات شعب الجنوب. هذا الحضور السياسي لم يكن وليد لحظة عابرة، بل جاء نتيجة نضال طويل وتراكم وعي شعبي واسع، منح المجلس موقعًا متقدمًا على طاولة الحضور الإقليمي والدولي.
لقد نجح الانتقالي في نقل قضية الجنوب من الهامش إلى قلب المشهد، ليصبح الجنوب رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات تخص مستقبل المنطقة. هذا النجاح السياسي ترافق مع بناء مؤسسات داخلية أكثر رسوخًا، ما عزز مكانة المشروع الجنوبي أمام الداخل والخارج.
رؤية واضحة وإرادة صلبة
النجاحات المتراكمة التي حققها الجنوب لم تكن محض صدفة، وإنما جاءت نتيجة رؤية واضحة وإرادة صلبة استطاعت أن تحوّل التحديات إلى فرص. فكل استهداف للجنوب كان يولّد ردود فعل أكثر صلابة، وكل مؤامرة كانت تزيد الجنوبيين تمسكًا بحقهم في تقرير المصير.
هذه الإرادة الصلبة صنعت معادلة جديدة على الأرض عنوانها الأمن والاستقرار، وهو ما يفسر حجم الاستهداف المتواصل من خصوم الجنوب الذين يدركون أن ما تحقق يمثل الخطوة الأهم نحو استعادة الدولة.
وعي شعبي متماسك
المجتمع الجنوبي أظهر مستوى عاليًا من الوعي السياسي والوطني، جعل أي محاولة للنيل من مكتسباته غير ذات جدوى. فالجنوبيون اليوم أكثر إدراكًا لطبيعة التحديات التي تحيط بهم، وأكثر تصميمًا على حماية مشروعهم الوطني.
الإرادة الشعبية المتماسكة هي الحصن الأول الذي يقف خلف المجلس الانتقالي وقواته المسلحة، ما يجعل من الصعب على أي قوة إقليمية أو داخلية أن تفرض وصايتها أو تلغي خيارات الجنوب.
الانتقالي حامل المشروع الوطني
بصفته الحامل السياسي للمشروع الوطني الجنوبي، يواصل المجلس الانتقالي عمله بخطى مدروسة، واضعًا نصب عينيه هدف حماية المنجزات وتعزيز حضور الجنوب في مختلف المجالات. فقد أدرك المجلس أن حماية الأمن لا تنفصل عن الحضور السياسي، وأن الحضور السياسي لا يكتمل دون قاعدة شعبية متينة، وهو ما تحقق تدريجيًا عبر الأعوام الماضية.
كما أن المجلس الانتقالي بات يمتلك أدوات أكثر فاعلية للتأثير في المشهد الإقليمي والدولي، وهو ما يعكس التحول الكبير في موقع الجنوب من مجرد قضية محلية إلى ملف استراتيجي يرتبط بأمن المنطقة برمتها.
استعادة الدولة.. مشروع يتجسد على الأرض
بالنسبة للجنوبيين، لم يعد حلم استعادة الدولة مجرد شعار سياسي أو مطلب شعبي يرفع في المظاهرات، بل تحول إلى مشروع متكامل يتجسد على الأرض يومًا بعد يوم. فكل إنجاز أمني أو سياسي يعد لبنة جديدة في صرح الدولة القادمة، وكل تضحية يقدمها الشهداء تمنح القضية زخمًا إضافيًا.
هذا المشروع يتسع ويتطور مع مرور الوقت، ويترسخ أكثر كلما ازداد وعي المجتمع الجنوبي بضرورة التمسك بحقوقه وعدم التراجع تحت أي ظرف.
تحديات ومؤامرات.. ولكن لا عودة للوراء
لا ينكر الجنوبيون أن طريق استعادة دولتهم مليء بالعقبات والتحديات، سواء من خلال الضغوط الإقليمية أو عبر المؤامرات الداخلية التي تحاول إجهاض مشروعهم. لكن المؤكد أن هذه التحديات لم تنجح في إضعاف إرادتهم، بل جعلتهم أكثر صلابة.
لقد تعلّم الجنوب من تجاربه السابقة أن أي تهاون في الحقوق يفتح الباب أمام المزيد من الاستهداف، لذلك فإن التمسك بالمكتسبات بات خيارًا لا رجعة عنه. فالجنوبيون اليوم على يقين أن المستقبل لن يبنى إلا بأيديهم، وأن عودتهم إلى الوراء تعني ضياع تضحيات عقود من النضال.
الجنوب رقم صعب في معادلة المنطقة
الموقع الجغرافي الاستراتيجي للجنوب، وثرواته الطبيعية، وأهمية موانئه وممراته البحرية، جعلت منه دائمًا محورًا للتجاذبات الإقليمية والدولية. ومع بروز المجلس الانتقالي وقواته المسلحة، تحول الجنوب إلى رقم صعب في معادلة المنطقة، لا يمكن تجاوزه أو تهميشه.
هذا الحضور عزز قناعة الجنوبيين بأنهم ماضون في الاتجاه الصحيح، وأنهم يقتربون أكثر من أي وقت مضى من تحقيق مشروعهم الوطني المتمثل في استعادة الدولة كاملة السيادة.
رغم كل التحديات والمؤامرات، يظل الجنوب ثابتًا على مساره، متمسكًا بحقوقه الوطنية ومكتسباته السياسية والأمنية. لقد أثبتت التجارب أن أي محاولة لإضعاف الجنوب أو النيل من مشروعه لن تنجح، لأن الإرادة الشعبية متماسكة، والرؤية واضحة، والوعي الوطني في أعلى مستوياته.
إن استعادة الدولة بالنسبة للجنوبيين لم تعد حلمًا مؤجلًا، بل حقيقة تتجسد تدريجيًا على الأرض، بفضل تضحيات الشهداء وصمود الأبطال، وعمل المجلس الانتقالي بخطى مدروسة نحو مستقبل مشرق للجنوب العربي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1