< الإمارات تفتح آفاق العلم أمام شباب الجنوب عبر المنح الدراسية
متن نيوز

الإمارات تفتح آفاق العلم أمام شباب الجنوب عبر المنح الدراسية

الزُبيدي يودّع طلاب
الزُبيدي يودّع طلاب الجنوب إلى الإمارات

في صباح جنوبي مفعم بالفخر والأمل، شهد مطار عدن الدولي يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025م حدثًا وطنيًا مميزًا، حيث ودّع اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مائة طالب وطالبة من مختلف محافظات الجنوب، وهم في طريقهم إلى العاصمة أبوظبي ضمن المنحة الدراسية الإماراتية التي فتحت أمامهم آفاق المستقبل في تخصصات علمية وأكاديمية متعددة.

كان المشهد مليئًا بالمشاعر الإنسانية والوطنية، إذ اجتمع فيه القائد بالشباب، والأمل بالطموح، والوفاء بالعطاء. فقد أكد الزُبيدي أن العقول هي رأس مال الوطن، وأن الاستثمار في الإنسان هو الضمانة الحقيقية لمستقبل آمن ومستقر للجنوب العربي.

العقول تبني الأوطان

في كلمته أمام الطلاب المغادرين، شدّد الرئيس الزُبيدي على أن الأوطان لا تُبنى بالحجارة ولا بالموارد فقط، وإنما تُبنى بالعقول النيرة والطاقات المبدعة. وأوضح أن هؤلاء الطلاب يمثلون الثروة الحقيقية للجنوب، قائلًا: "أنتم سفراء وطنكم، وأمل مستقبله، وعودتكم محملة بالعلم ستصنع الفارق، وستسهم في نهضة الجنوب على كل المستويات".

هذه الكلمات لم تكن مجرد رسالة عابرة، بل تعبيرًا عن رؤية استراتيجية واضحة: أن بناء الدولة الجنوبية الحديثة يبدأ من بناء الإنسان، وأن التعليم هو السلاح الأقوى لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

الزُبيدي ورعاية المتفوقين

منذ توليه المسؤولية، يولي اللواء عيدروس الزُبيدي اهتمامًا استثنائيًا بملف التعليم ورعاية المتفوقين. فقد اعتاد في مختلف المناسبات تكريم النماذج الطلابية المتميزة، مؤكدًا أن تفوقهم يمثل وسامًا على صدر الوطن، قبل أن يكون إنجازًا فرديًا.

في الأعوام الماضية، كان الزُبيدي حاضرًا في احتفالات تكريم أوائل طلاب الثانوية العامة بعدن، داعمًا ومشجعًا لهم، ومعلنًا أن التعليم هو الركيزة الأساسية لمشروع التحرير والتنمية. كما حرص على تعزيز التعاون مع دولة الإمارات لتوفير المنح الدراسية التي تفتح أبواب العلم والمعرفة أمام الشباب الجنوبي، باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل الجنوب.

الإمارات.. تاريخ ممتد من الدعم

لم يفت الرئيس الزُبيدي أن يعبّر عن امتنانه وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على دعمها المتواصل لمسيرة التعليم في الجنوب. فمنذ سنوات طويلة، ارتبط اسم الإمارات بالنهضة التعليمية، عبر بناء المدارس والكليات، وتقديم الدعم للجامعات، وتوفير المنح الدراسية.

هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدة عابرة، بل هو شراكة استراتيجية تستند إلى روابط أخوية عميقة. فالإمارات كانت ولا تزال شريكًا أصيلًا في مسيرة الجنوب نحو النهوض العلمي والتنموي، مؤمنة أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأسمى والأكثر استدامة.

فرحة أسرية ورسالة مستقبل

المشهد في مطار عدن لم يكن مقتصرًا على وداع طلاب، بل كان لوحة وطنية عكست مشاعر الفخر والاعتزاز. فقد عبّر الطلاب وأولياء أمورهم عن امتنانهم للرئيس الزُبيدي وللإمارات التي منحتهم هذه الفرصة الذهبية. وأكدوا أن هذه المنحة ليست مجرد فرصة دراسية، بل مسؤولية وطنية تستوجب بذل قصارى الجهد للتميز والعودة بخبرات ومعارف تسهم في خدمة وطنهم.

الطلاب المغادرون كانوا على يقين أن رحلتهم هذه ستصنع التحول، وأنهم سيكونون جسورًا لنقل التجارب الناجحة من العالم المتقدم إلى وطنهم الجنوب، بما يرسخ دوره في نهضة الأمة.

التعليم.. ركيزة المشروع الجنوبي

هذا الحدث التاريخي لم يكن مجرد وداع لبعثة طلابية، بل ترجمة عملية لرؤية القيادة الجنوبية، التي تؤمن أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الدولة الجنوبية المنشودة. ففي ظل التحديات المعقدة التي يعيشها الجنوب، يظل الرهان على الشباب المتعلم هو الأمل الحقيقي لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على تجاوز الأزمات.

الزُبيدي أكد أكثر من مرة أن بناء المدارس والجامعات لا يقل أهمية عن بناء الجيوش والمؤسسات الأمنية، لأن الأمن الفكري والمعرفي هو الضمانة للاستقرار، ولأن العقول المبدعة هي وحدها القادرة على صناعة التحولات الكبرى.

نحو آفاق أوسع من الشراكة

تحمل المنحة الإماراتية أبعادًا استراتيجية تتجاوز حدود التعليم. فهي تجسد عمق العلاقات الأخوية بين الجنوب والإمارات، وتعكس رؤية مشتركة بأن بناء الإنسان الجنوبي المؤهل علميًا هو أولوية قصوى. هذه الشراكة العلمية والإنسانية تمثل حجر الأساس لمرحلة جديدة يسعى فيها الجنوب إلى تعزيز استقراره وتنميته بدعم صادق من أشقائه.

ومع انطلاقة هؤلاء الطلاب نحو مستقبل واعد، تتجدد القناعة أن التعليم هو الجسر الذي سيعبر به الجنوب إلى غد أفضل، وأن دعم الإمارات للجنوب سيظل علامة مضيئة في مسيرة الأخوة والتكامل.

رسالة وداع وبداية جديدة

غادر الطلاب أرض العاصمة عدن وقلوبهم مفعمة بالآمال، فيما ظل الرئيس الزُبيدي يودعهم بعين القائد المؤمن أن العقول هي زاد المستقبل. وبينما ارتفعت دعوات الأهل ودموع الفرح، كان المشهد برمته رسالة عميقة أن الجنوب يبني مستقبله بالعقول، وأن الإمارات كانت وستظل سندًا وعونًا له في هذا الطريق.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1