دلالات وأبعاد الحرك الدبلوماسي في العاصمة المؤقتة عدن

عدن
عدن

شهدت العاصمة عدن خلال الأيام القليلة الماضية حراكًا دبلوماسيًا نشطًا ومكثفًا. كانت أبرز محطات هذا الحراك قد تمثلت بوصول السفير المعتمد والمفوص فوق العادة لدولة الإمارات العربية المتحدة محمد حمد الزعابي، الذي وصل إلى عدن يوم أمس الأربعاء في أول زيارة له مند توليه مهمته، قدم خلالها أوراق اعتماده لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي.

زيارة السفير الإماراتي

تمثل هذه الخطوة دعمًا إماراتيًا قويًا وملموسًا لعدن ورسالة تطمين للمجتمع الدولي فحواها أن عدن آمنة ومستقرة، وتتطلع إلى  إعادة مجدها التاريخي كعاصمة مدنية وحضارية وأبدية للجنوب ومؤقتة للحكومة اليمنية خلال هذه المرحلة الانتقالية.

وبقدرما تمثل هذه الخطوة الإماراتية الهامة دعمًا لمجلس القيادة الرئاسي، تمثل ضمنيًا وفي نفس الوقت دعمًا للجنوب وللمجلس الانتقالي الجنوبي الذي خاض ويخوض معارك دبلوماسية مضنية، إلى جانب مواجهة حروب الخدمات والمرتبات ومكافحة الإرهاب وصد هجمات الحوثيين.

كما أن هذه الخطوة الإماراتية تعيد إلى الأذهان الجنوبية وصول طلائع القوات الإماراتية إلى عدن عام ٢٠١٥م لدعم المقاومة الجنوبية للاحتلال الحوثي الخاشم، وهي المقاومة التي تحولت فيما بعد إلى القوات الجنوبية التي حققت أول وأهم نصر للجنوب وللتحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربيةالسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. 

زيارة المبعوث الأممي

الحدث الدبلوماسي الآخر تمثل في زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الذي وصل إلى عدن، يوم الثلاثاء الماضي، وعقد لقاءً مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وعضو المجلس، العميد عبدالرحمن المحرمي.

كان الحدث الأبرز في زيارة المبعوث الأممي هو لقاءه بالامين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد حامد لملس ونائبه فضل الجعدي، حيث جرت مباحثات هامة بين الطرفين في مقر المجلس الانتقالي أكد خلالها الجانب الجنوبي على دعمه للسلام الشامل والعادل الذي يضمن حق شعب الجنوب في استعادة دولته الجنوبية وتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وقبل كل شي حقه في العيش الآمن والمستقر والمزدهر.

وفي المجمل.. يمكن القول أن العاصمة  المؤقتة عدن تشهد حراكًا غير عادي يشي بأنها باتت أمنة ويمكنها أن تحتضن أي قوى سياسية تعمل على الأرض لمواجهة أطماع الحوثي من جهة، بعد أن نجحت القوات المسلحة الجنوبية في استئصال شأفتها من البلاد، بالإضافة إلى إمكانية مناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السياسية الجنوبية، في ظل رغبة جامحة من أهالي مناطق الجنوب في استعادة دولتهم انطلاقًا من العاصمة عدن.