محطات فجرت العداء بين ميلان وإنتر.. لماذا سُمي "ديربي الغضب"؟

متن نيوز

يترقب عشاق كرة القدم المواحهة القوية لـ "ديربي الغضب" بين ميلان وإنتر ميلان، قطبي مدينة ميلانو، والذي يعد أحد أشهر الديربيات في كرة القدم على مستوى العالم.

ويتجدد صدام "ديربي الغضب" بين ميلان وإنتر، في المباراة التي ستقام على لقب كأس السوبر الإيطالي، في العاشرة من مساء اليوم الأربعاء "بتوقيت مكة المكرمة"، على ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض.

وهذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها قطبا ميلانو خارج إيطاليا في كأس السوبر، وكانت الأولى في الصين، ونال لقبها ميلان بالفوز 2ـ1 عام 2011.

وتعد مباراة ديربي الغضب بين ميلان والإنتر، إحدى أشرس وأقوى المباريات الكلاسيكية في كرة القدم حول العالم.

وفي السطور التالية، نلقي الضوء على المحطات التي بلورة الصراع بين ميلان والإنتر، حتى اشتهر بـ "ديربي الغضب".


أزمة الأجانب

خرج الإنتر من رحم ميلان، بعد سنوات قليلة من انتشار كرة القدم في إيطاليا مطلع القرن الماضي، والسبب في ذلك خلاف حول موقف اللاعبين من خارج إيطاليا من اللعب في المسابقات المحلية.

تأسس ميلان تأسس عام 1899 على يد مجموعة من الإنجليز، وأيدت إدارته اقتراح الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عام 1908 بمنع اللاعبين الأجانب من تمثيل الأندية الإيطالية.

ورفض وقتها عدد من أعضاء ميلان، أغلبهم من خارج إيطاليا، فكرة منع الأجانب من تمثيل الفريق، واعتبروها نوعا من العنصرية، وتسبب ذلك في انشقاقهم عام 1908 ليقوموا بتأسيس ناد جديد أطلقوا عليه إنترناسيونالي أو "الدولي" باللغة الإيطالية، وهو إنتر ميلان حاليا.


صراع الطبقات

كان ميلان هو النادي الأكبر والأكثر أهمية في المدينة الواقعة شمال إيطاليا، ولكن ظهر له منافس جديد سحب البساط من تحت قدمه، وبات يعرف بين الجماهير بلقب "بينيماتا" ويعني "المحبوب".

الاختلافات بين ميلان وإنتر تشمل أيضا طبيعة القاعدة الجماهيرية لكل منهما، فالصراع بين قطبي ميلانو ما هو إلا انعكاس للخلاف بين الطبقات الاجتماعية.

ووفقا لبحث أجرته صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، فإن ميلان هو النادي الذي يشجعه الفقراء والطبقة العاملة في المدينة، فيما يحظى إنتر ميلان بدعم الطبقة الوسطى والأشخاص الأثرياء.


حقبة الستينات

شهدت حقبة الستينيات من القرن الماضي، احتدام الصراع بين ميلان والإنتر ووصوله إلى ذروته، في ظل المنافسة القوية بين الفريقين على الهيمنة على الكرة الإيطالية.

وبخلاف الصراع المحلي، تسبب منتخب إيطاليا تلك الفترة في تأجيج الصراع بين الغريمين، وذلك بسبب المنافسة بين ساندرو ماتزولا أسطورة الإنتر، وجياني ريفيرا نجم ميلان السابق، حين كانا في بداية مسيرتهما الكروية.

وكانت جماهير كلا الفريقين تريد أن يكون لاعبها هو النجم الأول للمنتخب، وهو ما تسبب في الكثير من الضغوط على مدربي المنتخب الإيطالي في تلك الفترة.


الصدام الأوروبي

مثّل الصدام الأوروبي الأول بين ميلان والإنتر حلقة جديدة في مسلسل الصراع بين الغريمين، بعدما تفوق "الروسونيري" على جاره بسيناريو مثير.

والتقى الفريقان لأول مرة في دوري أبطال أوروبا، نصف نهائي نسخة 2002-2003، وانتهى الذهاب في ضيافة ميلان بالتعادل السلبي.

وفي الإياب انتهى اللقاء بتعادل إنتر مع ضيفه ميلان بهدف لكلا منهما، ليتمكن الأخير من حصد بطاقة التأهل للنهائي بفضل قاعدة الهدف الاعتباري خارج الديار.

والتقى الفريقين مجددا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2004-2005، وفاز ميلان 2-0 ذهابا، و3-0 إيابا.


تاريخ ديربي الغضب

تجمع هذه المواجهة بين عملاقي مدينة ميلانو الإيطالية، ويتقابل ميلان وإنتر للمرة رقم 234 في جميع البطولات.

وكانت أول مواجهة بين الفريقين في 10 يناير عام 1909 وفاز ميلان بنتيجة 3-2، بينما أقيمت آخر مواجهة في 3 سبتمبر الماضي، وفاز بها ميلان أيضًا بالنتيجة ذاتها.

تاريخيا التقى فريقا ميلان وإنتر، في 234 مباراة قبل مواجهة اليوم، حقق فيها الروسونيري الفوز في 79 مباراة، مقابل 85 للإنتر و69 تعادلًا.

وسجل ميلان 310 أهداف بينما أحرز لاعبو الإنتر 322 هدفا، ويتصدر النجم الأوكراني السابق أندري شيفتشينكو، مهاجم ميلان، ترتيب هدافي مباريات الفريقين بواقع 14 هدفا متفوقا على النجم جوزيبي مياتزا الذي أحرز 13 هدفا.

وتقابل الفريقان في بطولة كأس السوبر الإيطالي مرة وحيدة عام 2011 وأقيمت في الصين وفاز بها ميلان بنتيجة 2-1.

وفاز ميلان باللقب 7 مرات آخرها عام 2016 بينما فاز إنتر باللقب 6 مرات آخرها في عام 2021.