معصومة احتشام لـ "متن نيوز": الانتفاضة والمعارضة سيسقطان الملالي.. وحل شرطة الأخلاق "مراوغة" (حوار)

متن نيوز

أكدت معصومة احتشام، عضو لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن انتفاضة إيران لم تندلع بين عشية وضحاها ليتم إخمادها في فترة قصيرة من الزمن، مشددةً على أن نظام الملالي المتطرف يستخدم بعض طرق القمع المميتة لإنهاء الاحتجاجات داخل إيران.

 

وأوضحت "احتشام" خلال حوار خاص لـ "متن نيوز"، أن نظام الملالي سيسقط قريبًا بكل تأكيد وبخاصة مع اشتداد الاحتجاجات، مشيرةً إلى أن المعارضة الإيرانية مستمرة في دورها حتى القضاء على ذلك النظام المتشدد والمتطرف.

 

وإلى نص الحوار

◄ ما أسباب الانتفاضة وما سر استمرارها خلال كل تلك الفترة منذ اندلاع الاحتجاجات حتى الآن؟

لم تندلع انتفاضة إيران بين عشية وضحاها ليتم إخمادها في فترة قصيرة من الزمن، أشعل الظلم والقمع الشديد الذي مارسه الملالي خلال الأربعين سنة من حكمهم في إيران شرارة انفجار هائل في مجتمع كان أشبه بمخزن بارود مع قتل بنت إيرانية مظلومة وحدث هذا الانفجار.

وحتى الآن مضى أكثر من 100 يوم، ولم تتوقف المقاومة في الأربعين سنة الماضية، وكان الصراع بين الشعب الإيراني والمقاومة من جهة ونظام الملالي من جهة أخرى، على الصعيدين الداخلي والدولي، هي البنى التحتية والأسس لهذه الانتفاضة.

 

◄ كيف يقمع نظام الملالي وأجهزته الأمنية الانتفاضة في إيران؟

يستخدم نظام الملالي المتطرف بعض طرق القمع، منها استخدام الهراوات من قبل القوات بالزي الرسمي للضرب بهراوة قاتلة، والتعرف على المتظاهرين من قبل القوات بالزي الرسمي واعتقالهم بعد المظاهرات، والاعتداء على منزل النشطاء واعتقالهم قبل التظاهر، واعتقالات في احتجاجات عمت البلاد، واستخدام عصابات الدراجات النارية، واستخدام القناصين على رأس النقاط الحاكمة والمرتفعة، واستخدام الرصاص القاتل من بنادق الصيد.

كل ذلك بالإضافة إلى إطلاق الرصاص في العين وإصابة المتظاهرين بالعمى، واستخدام أسلحة كلاشينكوف: إطلاق نار رصاصات حربية، والتعذيب الوحشي وقتل المتظاهرين تحت تعذيب قوات الأمن، وإصدار أحكام الإعدام، إعدام المتظاهرين، كما أصدر القضاء الإيراني لوائح اتهام ضد حوالي 2000 متظاهر حتى الآن. وأصدر حكمًا بالإعدام بحق 39 متظاهرًا.

 

◄ ما صحة الأنباء التي تتحدث بشأن حل شرطة الأخلاق داخل إيران؟

شرطة الأخلاق لم تحل بالطبع، إنما النظام يستخدم الزيف والخداع، فإنها طريقة النظام المعروفة لإحداث موجة زائفة في كل مأزق.

وحل عن دجل وقمع الملالي تحت ستار الدين وتحت عنوان الحجاب، خاطب زعيم المقاومة الخميني ونظامه قبل 36 عامًا، وشدد: " ما الذي يعنيك أن إحداهن محجبة والآخرى دون حجاب، اذهب واعمل وفق عقيدتك. ناهيك أنه لا عقيدة له سوى الوحشية. القضية هي حيثما توجد الحرية لا يوجد خميني. علاقة خميني بالحرية هي علاقة الجن بقول بسم الله لا يمكنه تحمله". 

وفي الوقت ذاته، ناقش السيد رجوي "مناورات النظام العبثية" والضعف الأساسي واليأس في نظام ولاية الفقيه الرجعي والمتخلف.

وأشار إلى أن " النظام ضعيف إلى حد أنه إذا ترك ثغرة وفراغ في مكان واحد، سيتم تمزيقه، ويشق رأسه، ولهذا السبب هذا الأمر ضروري وحتمي ولا أحد يستطيع منع ذلك... طريق الحل الشعبي المشرّف وطبعا يتطلب الدفع بالدم  هو ثورة عصرية جديدة تقول لا للشاه ولا لخميني، وتضمن تحقيق السلام والحرية وحكم الشعب". 

لذلك فإن حل دورية الإرشاد ليس أكثر من إشاعة كاذبة وخدعة، وليس بالأمر الجاد الذي يراد منه تغيير دستور النظام.

نظام ولاية الفقيه يعرف أن اتخاذ خطوة قصيرة يعني التراجع أمام الناس الذين يريدون الإطاحة بهذه الحكومة.

ولهذا كانت هناك أخبار لن تتحقق أبدًا، لكن خامنئي يبحث عن مزيد من القمع حتى يتمكن من إطالة عمر نظامه.

 

◄ كيف تحاول المعارضة الإيراني تقديم الدعم والمساندة للمحتجين داخل إيران؟

انتفاضة اليوم هي نتاج ونتيجة نضال الشعب ومقاومة إيران ضد هذا النظام الإجرامي، ومقاومة إيران جزء أصيل من هذا النضال، ويتجلى دور المقاومة الإيرانية في مجالين، أحدهما في الداخل والآخر على الصعيد الدولي.

داخل إيران، فإن نضال مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية الذي دام 40 عامًا هو أساس هذه الانتفاضات، وتلعب وحدات المقاومة الداعمة لمجاهدي خلق دورًا حاسمًا في إطلاق هذه الانتفاضات وتنظيمها وتوسيعها وتنسيقها وقيادتها.

وعلى الساحة الدولية، فإن مقاومة إيران بنشاطاتها الواسعة وعقدها المؤتمرات والمشاركة في المحافل الدولية، ترفع وتحمل صوت الشعب الإيراني إلى آذان العالم وتخلق له مظلة سياسية.

ومن خلال تقديم الوثائق والمعلومات اللازمة التي يتم جمعها من خلال شبكة مجاهدي خلق في الداخل ووضعها تحت تصرف هذه المنظمات، فإنها تلفت انتباه المجتمع الدولي لإدانة جرائم النظام ودعم المقاومة المشروعة للشعب الإيراني.

 

◄ ما رأيك في استخدام الملالي لسياسة إعدام المتظاهرين لقمع الانتفاضة الحالية بإيران؟ 

خامنئي في طريق مسدود من القمع. إنه مجبر على اتخاذ قرارات خاطئة ورهيبة ويعتبر هذا الإعدام من أخطاء خامنئي الجسيمة.

دعونا لا ننسى. في جميع الأنظمة الديكتاتورية. الإعدام والسجن والتعذيب هي واجهة لجهاز القمع عندما تفشل هذه الأدوات، فإنه يعد بنهاية النظام.

وهذا هو سر عدم تراجع هذه الانتفاضة، وهذا ما لا يدركه شعب إيران فقط بل العالم ويضبط توقعاته لسقوط النظام القريب بناءً عليه.

 

◄ بعد اشتداد الانتفاضة.. هل يسقط نظام الملالي بكل أركانه؟

سيكون الأمر كذلك بالتأكيد. عندما لم يستطع نظام الملالي، بكل خبراته في السنوات الثلاث والأربعين الماضية، ومع الأخذ بعين الاعتبار أنه استخدم جميع مرافق البلاد وأموالها دون تردد، قمع الانتفاضة حتى هذه اللحظة.

ما يمكن استنتاجه هو أن هذه الانتفاضات ستؤدي بالتأكيد إلى إسقاط الاستبداد الديني، وستتوسع الانتفاضات يومًا بعد يوم، وستنضم إليها أجزاء أكثر من سكان البلاد.

شعار الموت لخامنئي يسمع في كل مكان، مما يدل على رغبة كل الشعب الإيراني في إسقاط النظام.

المثقفون والأكاديميون في طليعة الحركة، والطلبة انضموا للثورة، والنساء المشاركات في الانتفاضة يلعبن دورًا بارزًا ويصرخون: سواء بالحجاب أو بدونه، نتجه إلى الثورة.

في المقابل، لم يعرض النظام أي حل سياسي واجتماعي بعد أكثر من ثلاثة أشهر.

لذلك، حتى لو كثف النظام القمع أو واصل العملية الحالية، فلن يتمكن من العودة إلى التوازن قبل الانتفاضة، وهذه العملية ستؤدي إلى قلب النظام مع أي صعود وهبوط.

 

◄ ما سر دعم الملالي لأذرع إيران (الحوثي، الحشد، حزب الله) في المنطقة؟ 

يشكل إنشاء فيلق القدس منذ 25 عاما أداة لسياسة تصدير التطرف. تستهدف فرقها التسعة دولة أو منطقة معينة، وتصدير الإرهاب والتوسع من أكبر جرائم هذا النظام ويعتبره ضرورة لبقائه، يعتبر النظام الإيراني يرى نفسه مركز العالم الإسلامي، ويمنح نفسه حق دخول واحتلال جميع الدول الإسلامية والعربية.

هذا النظام يجد بقاءه واستمراره مرهون بتصدير الثورة والتسلح بالسلاح النووي. وكشفت المقاومة الإيرانية العالم عن نحو 100 مشروع خبيث للنظام كواجب وطني وإنساني، من خلال الاستثمار في الأسلحة النووية، يبحث النظام عن دعم وسبيل لفرض هيمنته في المنطقة، وبالطبع ليس سرا أن هذا السلاح النووي خلافا لشعارات النظام هو للسيطرة على دول المنطقة العربية قبل أي طرف.

لذلك، منذ اليوم الأول، كنا ضد التوسعية وتصدير التطرف للنظام الملالي، ووقفنا ضده وفضحناه أينما استطعنا، إلا أن الشعب الإيراني هو الآخر ضد هذه التدخلات ويعبر عن رفضه لها بشكل جيد في شعاراته خلال الانتفاضة.

 

◄ ما هو رأيك في طرد نظام الملالي من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة؟ 

كان وجود نظام الملالي في لجنة وضع المرأة، التي تم تشكيلها بهدف تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، في تناقض تام مع أهداف هذه اللجنة.

النظام الذي يحمل أعلى معدل إعدام للنساء في العالم ويقمع النساء والفتيات الإيرانيات منذ أكثر من 4 عقود بسبب أبسط حقوقهن ويشجع على العنف ضد المرأة في القانون والممارسة.

وتقوم أكثر من 27 جهة حكومية بهذا العنف في الشوارع تحت مسمى " مكافحة سوء التحجب".

إنه نظام يتم فيه إضفاء الطابع المؤسسي على كره النساء والفصل العنصري الجنسي والعنف ضد المرأة في قوانينه.

لم يكن لهذا النظام وممثليه أبدا الحق في المشاركة في الأمم المتحدة وأن يكون عضوًا في لجنة وضع المرأة.

ترحب لجنة المرأة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بقرار طرد النظام من لجنة المرأة، كما أعلنت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة أن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران "لا تمثل شعب إيران بأي شكل من الأشكال، يجب رفضها من المجتمع الدولي ومن الأمم المتحدة، ويجب طرد أجهزتها المختلفة، وخاصة من اليونيسف".

يجب إحالة قضية انتهاكات حقوق الإنسان من قبل هذا النظام إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويجب محاكمة قادته على أربعة عقود من الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

ورحبت السيدة رجوي بقرار طرد النظام من لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة، ووصفته بأنه انتصار لكل نساء العالم الأحرار، وخاصة نساء إيران، اللائي كن يحاربن الفاشية الدينية من أجل الحرية لأكثر من 4 عقود.

 

◄  الاتفاق النووي الإيراني.. هل أصبح لغز مميت بعد الأحداث في إيران؟ 

يمكن بحث المفاوضات النووية من زوايا مختلفة، أن النظام الإيراني في الأساس ليس مفاوضًا ويواصل هذه المفاوضات فقط لكسب الوقت. ولهذا السبب فإن مفاوضاته هي في الأساس خدعة وليست مفاوضات حقيقية تصل إلى نتيجة معينة واتفاق بعد فترة.

وبقدر ما يعود الأمر إلى نظام الملالي، الذي لم يرغب أبدًا في الدخول في مثل هذه العملية، فقد فرضت مقاومة إيران هذه المفاوضات على النظام من خلال فضح مشاريعه النووية، كما تبحث الأطراف الغربية عن مصالحها الاقتصادية الخاصة.

وهم لا يريدون تعريض مصالحهم للخطر، ولكن الآن انتفاضة الشعب الإيراني واستمرارها قلب هذه الطاولة على النظام، وعلى الرغم من رغبة النظام في اللجوء إلى المفاوضات النووية مع الدول الغربية الأخرى، بما في ذلك أوروبا وأمريكا، فهم لا يرون أن من مصلحتهم مواصلة هذه المفاوضات.

هذا ما يمكن رؤيته اليوم في تعليقات ومواقف المسؤولين المشاركين في المفاوضات في أوروبا وأمريكا، الذين كانوا ذات يوم من أشد المدافعين عن المفاوضات، بأنهم يتحدثون عن موت خطة العمل الشاملة المشتركة. ويؤكدون أن المحادثات النووية ماتت وأولويتهم هي بدلًا من خطة العمل الشاملة المشتركة هي الاحتجاجات الشعبية والقمع الذي يمارسه نظام الملالي.

ومن الناحية العملية، بدلًا من اتباع خطة العمل الشاملة المشتركة، فإنهم يعاقبون المسؤولين عن عمليات القمع الواحد تلو الآخر.