حملة قمع مسعورة لترهيب النشطاء.. الحوثي يعزل شمال اليمن خوفًا من "انتفاضة قادمة"

متن نيوز

بعجزها عن مواجهة النقمة الشعبية شمالي اليمن، لجأت مليشيات الحوثي لترهيب نشطاء كشفوا جرائمها عبر حملة قمع واسعة النطاق.

ودفعت مليشيات الحوثي بما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" لبعث رسائل تهديد لكل النشطاء المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي واعتقال آخرين بمن فيهم محسوبون على حكومة الانقلاب غير المعترف بها.

وقال 4 نشطاء في مناطق سيطرة الانقلاب الحوثي، فضلوا عدم ذكرهم أسمائهم لاعتبارات أمنية، إن مليشيات الحوثي بعثت تهديدات صريحة وصارمة لهم ولأسرهم بالتوقف الفوري عن نشاطهم الإنساني والمجتمعي رغم ابتعادهم عن الوضع السياسي.

وبحسب النشطاء، فإن مليشيات الحوثي بدأت حملة قمع مسعورة لتكميم أفواه النشطاء في أعقاب تحدث بعضهم عن فساد المتمردين وعبثهم بالمال العام وممارستهم لسياسة النهب ودفعهم للملايين لحافة الجوع.

وأعرب النشطاء عن خشيتهم الكبيرة على أنفسهم وأسرهم عقب التهديدات الحوثية التي تلقوها، مشيرين إلى أن المليشيات اتجهت لتهديد النشطاء في مناطق الحكومة اليمنية وابتزازهم لأقاربهم في مناطق الانقلاب.

وفي الأيام الأخيرة، لجأت مليشيات الحوثي لاعتقال العديد من النشطاء بينهم موالون لها من صنعاء، فيما لم يعرف حتى اليوم مصير اليوتيوبر اليمني أحمد حجر الذي جرى اعتقاله عقب انتقاده اللاذع لسياسات التجويع الحوثية.

ويعد أسلوب مليشيات الحوثي لترهيب النشطاء آخر وسائل الانقلابيين لعزل شمال اليمن ومنع الاحتقان الشعبي من الانتقال لمرحلة الانتفاضة العارمة على غرار الأحداث التي تجري في إيران ضد نظام المرشد علي خامنئي.

وتملك مليشيات الحوثي العشرات من فرق الرصد المرتبطة بما يسمى بـ "جهاز الأمن والمخابرات" التابع للانقلابيين، والذي يتولى رصد ما يكتبه النشطاء والمواطنون العاديون على مواقع التواصل الاجتماعي واعتقالهم في حال تعرية فسادها.


تشويه النشطاء

لم تكتف مليشيات الحوثي باعتقال النشطاء وتهديدهم، لكنها دفعت بكبار قياداتها لشن حملة إلكترونية لتشويه عملهم واعتبار أي نقد للمليشيات الحوثية "جريمة تستوجب الاعتقال".

ومن رؤوس الحوثيين، خرج القيادي المعين مشرفا أعلى على وزارة الخارجية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، حسين العزي، مطلقا تهديدات واعتبار الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي "محرضين وموالين للشرعية التي تناهض المشروع الطائفي للمليشيات".

وهاجم العزي من ينتقدون "الفساد المستشري" في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، زاعما أن الفساد عمره 40 عاما وليس وليد اللحظة، محاولا تحميل نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح المسؤولية.

أما القيادي الحوثي البارز عبدالقادر المرتضى، فزعم أن في الناقمين على فساد مليشيات الحوثي مخطط تقف خلفه دول معادية، عبر أدوات داخلية وأنه يسعى للتشهير والتشكيك والإرجاف وإقلاق السكينة العامة.

وذهب القيادي الحوثي لاعتبار أي تضامن مع المعتقلين النشطاء جريمة تستوجب العقاب، في إشارة إلى التضامن الشعبي الواسع مع الناشطين الذين تم اعتقالهم مؤخرا من بينهم أحمد حجر.

وفي وقت سابق، قالت مصادر أمنية رفيعة بصنعاء، إن مليشيات الحوثي أقرت تطبيق إجراءات أمنية قمعية ضد أي تحرك يمكن اعتباره يشكل خطرا على مناطق سيطرتها في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت المصادر أن قيادات المليشيات الحوثية الإرهابية وجهت بسرعة فرض تشريع من قبل البرلمان غير المعترف به لمواجهة جرائم ما أسماه النشر الإلكتروني، فضلا عن التلويح بإغلاق تطبيقات "فيسبوك" و"تويتر" إثر انتقادات طالت زعيم المليشيات


انتفاضة قادمة

وتسعى مليشيات الحوثي لإغلاق آخر متنفسات اليمنيين للتعبير عن حرياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وذلك عبر حملات قمع مصحوبة بحملات إعلامية تبريرية.

ووفقا لوزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، فإن تنامي حالة الغضب الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي وموجة الانتقادات التي اجتاحت مواقع التواصل لنشطاء ومشاهير كان بعضهم من أنصارها، نتيجة طبيعية لممارسات المليشيات وفساد قياداتها، واستمرارها في العبث بقوت الناس والمتاجرة بمعاناتهم.

واعتبر المسؤول اليمني أن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، يشكل ملامح انتفاضة شعبية قادمة، بعد أن بات السواد الأعظم في مناطق سيطرة المليشيات بمن فيهم من انخدعوا بشعاراتها، على قناعة تامة بفشلها وفسادها، ومسؤوليتها عن الأوضاع التي آل إليها البلد، وافتقادها لأي مشروع وطني، وأنها مجرد أداة إيرانية قذرة.

وأشار إلى أن انتفاضة الشعب الإيراني التي عمت مختلف المحافظات لليوم المئة على التوالي، جديرة بدفع اليمنيين للثورة ضد خُدام ملالي طهران.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والمبعوث الأممي لليمن بالاستماع لأصوات الشعب على مواقع التواصل الاجتماعي، والانحياز لمطالبهم العادلة وحقهم الطبيعي في العيش بحرية وكرامة.