تويتر يستمر بإثارة الجدل.. غضب عالمي بعد تعليق إيلون ماسك حسابات صحفيين

متن نيوز

واصل إيلون ماسك، المالك الجديد لمنصة التواصل الاجتماعي الشهيرة "تويتر" إثارة الجدل بتعليق حسابات بعض الصحفيين، وسط ردود فعل عنيفة.

وأثار تعليق شركة "تويتر" غير المسبوق لحسابات خمسة صحفيين على الأقل، بسبب مزاعم بأنهم كشفوا مكان وجود إيلون ماسك مالك الموقع، رد فعل سريعا من مسؤولين حكوميين وجماعات ناشطة ومؤسسات صحفية في جميع أنحاء العالم، يوم الجمعة، وفقا لوكالة أنباء "رويترز".


تهديدات أوروبية عنيفة

وأكدت الوكالة أن مسؤولين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أدانوا تعليق الحسابات، وقال بعضهم إن المنصة تعرض حرية الصحافة للخطر.

ومن بين ردود الفعل العنيفة ضد ماسك، تهديد كبار السياسيين الأوروبيين بفرض عقوبات مستقبلية على "تويتر"، ومغادرة مشرعين لمنصة التواصل الاجتماعي الشهيرة، وفقا لـ "دويتشه فيله".

ويعتبر منتقدو ماسك الواقعة، التي وصفها أحد الأبحاث الأمنية الشهيرة بأنها "مذبحة ليلة الخميس"، دليلا جديدا على أن الملياردير الذي يعتبر نفسه "مؤيدا لحرية التعبير بشكل مطلق" يحذف الكلام والمستخدمين الذين يكرههم شخصيا.

وغرد وزير الصناعة الفرنسي رولان ليسكور، الجمعة، قائلا إنه سيعلق نشاطه على تويتر بعد تعليق ماسك لحسابات الصحفيين.

وكتبت ميليسا فليمنج، رئيسة قسم الاتصالات في الأمم المتحدة، على موقع "تويتر" تقول إنها "منزعجة بشدة" من تعليق الحسابات مضيفة أن "حرية الإعلام ليست لعبة".

وحذرت وزارة الخارجية الألمانية موقع "تويتر" من أن الوزارة لا تروقها التحركات التي تهدد حرية الصحافة.

وقالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا إن "الأنباء عن التعليق التعسفي لحسابات صحفيين على تويتر مقلقة"، مذكرة بأن القانون المتعلق بالخدمات الرقمية، الذي يفترض أن يطبق على مجموعات التكنولوجيا العملاقة الصيف المقبل: "يفرض احترام حرية الإعلام والحقوق الأساسية".

وأضافت: "يجب أن يدرك إيلون ماسك ذلك"، مشيرة إلى أن "هناك خطوطا حمراء، وهناك عقوبات قريبا".


سبب تعليق حسابات الصحفيين

وجاء التعليق بعد خلاف حول حساب على تويتر يسمى "إيلون جِت" الذي تتبع طائرة ماسك الخاصة باستخدام معلومات متاحة للجمهور.

وعلق "تويتر" الحساب يوم الأربعاء، بالإضافة إلى حسابات أخرى تتعقب الطائرات الخاصة على الرغم من تغريدة سابقة لماسك قال فيها إنه لن يعلق إيلون جِت باسم حرية التعبير.

وبعد ذلك مباشرة غير "تويتر" سياسته المتعلقة بالخصوصية لحظر مشاركة "معلومات لحظية بشأن الموقع".

وفي مساء الخميس، تم تعليق حسابات عدة صحفيين دون سابق إنذار من بينهم صحفيون من نيويورك تايمز و(سي.إن.إن) وواشنطن بوست.

وقال رئيس قسم الثقة والأمان في "تويتر" في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز الليلة الماضية إن الفريق راجع يدويا "جميع الحسابات" التي تنتهك سياسة الخصوصية الجديدة عن طريق نشر روابط مباشرة على حساب إيلون جِت.

وتم بالفعل تعليق حسابات عشرات الصحفيين الأمريكيين على تويتر بينهم عاملون في وسائل إعلام من بينها "سي إن إن" (دوني أوسوليفان) ونيويورك تايمز (راين ماك) وواشنطن بوست (درو هارويل) وكذلك صحفيون مستقلون.

وكان بعض الصحفيين السابقين كتبوا تغريدات عن قرار اتخذه موقع تويتر الأربعاء بتعليق حساب يرصد تلقائيا رحلات إيلون ماسك على متن طائرته الخاصة.

ولم يذكر تويتر سبب أو مدة تعليق هذه الحسابات، غير أن مالك الشبكة الاجتماعية الذي أثار جدلا مرات عدة منذ شرائه الشبكة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصدر بعض الإشارات في سلسلة تغريدات نُشرت ليل الخميس الجمعة. فقد كتب إيلون ماسك على تويتر "الحسابات المتورطة في التشهير ستحصل على تعليق مؤقت لمدة سبعة أيام"، مشيرا إلى أن هذه القواعد تنطبق على الصحفيين مثل أي شخص آخر،" وفقا لدويتشه فيله.

وقال ماسك: "نشروا مكان وجودي بدقة في الوقت الفعلي والإحداثيات التي تسمح باغتيالي، في انتهاك مباشر (وواضح) لشروط خدمة تويتر".

وتم تعليق حساب "ماستودون" منافس تويتر، على الشبكة الاجتماعية.

وأدانت "سي إن إن" التعليق المتسرع وغير المبرر لحسابات عدد من المراسلين، معتبرة أنه "أمر مزعج لكنه غير مفاجئ".

وأضافت أن "عدم الاستقرار والتقلبات المتزايدة في تويتر تثير قلقًا خاصًا لأي شخص يستخدم المنصة"، موضحة أنها "طلبت من تويتر توضيحا" وأنها ستعيد "تقييم علاقتها بالمنصة بناءً على هذا الرد".

من جهته، قال تشارلي ستاتلاندر المتحدث باسم نيويورك تايمز "نأمل أن تتم إعادة حسابات جميع هؤلاء الصحفيين وأن يقدم موقع تويتر تفسيرًا مرضيًا".


مطارد مجنون يتعقب ماسك

وفي بداية هذه القصة كتب إيلون ماسك الأربعاء أن "مطاردا مجنونا" تعقب سيارته في لوس أنجلوس بينما كان مع طفله. كما ذكر تعقب طائرته الخاصة أيضا. وأعلن في هذه التغريدة أنه سيقاضي الشخص الذي يقف وراء حساب "إيلون-جت" المعلق الآن.

وأنشأ هذا الحساب طالب ويتبعه نحو نصف مليون شخص. وكان هذا الحساب يستخدم بيانات عامة للإشارة بشكل تلقائي إلى زمن ومكان إقلاع وهبوط طائرة رئيس "سبيس-إكس" و"تيسلا". وفي وقت لاحق نشر تويتر تغريدة أكد فيها منع معظم التغريدات التي تكشف موقع أي شخص في الوقت الفعلي.