كيف حول بوتين الحرب على أوكرانيا لصراع اقتصادي مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

بوتين
بوتين

على وقع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وفي ظل استمرار الدعم العسكري والمالي الكبيرين من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، كشفت دوائر استخباراتية وإعلامية عن نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحول دفة الحرب في أوكرانيا إلى حربًا اقتصادية لإنهاك الاقتصاد الأمريكي والأوروبي على حد سواء.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح في تدمير الاقتصاد الأوكراني، حيث تعتمد كييف على الدعم الكبير من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الإجراء الذي رأت فيه واشنطن حماية لها من وجود روسيا على حدود مناطق حلف الناتو، في ظل استمرار الحرب قرابة 10 أشهر بين البلدين.

وتتسبب تلك الحرب في تكاليف مالية باهظة تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيون لدعم أوكرانيا ضد التوغل الروسي فيها، حيث سبق أن دعمت واشنطن وبروكسل أوكرانيا بالمال والسلاح وبمنظومات الصواريخ وغيرها من أشكال الدعم التي تتكلف أموالًا باهظة.

الصحيفة الأمريكية أيضًا كشفت عن أن بنك أوكرانيا ناقش في وقت سابق توقعات جديدة بأن اقتصاد البلاد المتضرر من الحرب يمكن أن يغرق بشكل أكبر، وهو ما سيجعله يعتمد أكثر على الاقتصاد الأمريكي والأوروبي في وقت عصيب بالنسبة لهم، بالتزامن مع ارتفاع نسبة التضخم في تلك الدول، وكذلك في ظل معاناة كبيرة لدول أوروبا في الحصول على الغاز اللازم للتدفئة في فصل الشتاء.

وتقول تقارير استخباراتية، أن الضربات الروسية والقصف المستمر على أوكرانيا استهدف بالدرجة الأولى مواقع البنية التحتية الأساسية فى أوكرانيا بالقذائف والصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما تسبب في فجوة فى التوقعات الاقتصادية السابقة.

وكشفت تقديرات اقتصادية أن أوكرانيا قد تحتاج إلى ما يزيد عن 55 مليار دولار على الأقل من المساعدات الأجنبية العام المقبل لتلبية النفقات الأساسية، وهذا الرقم أكثر من إجمالي إنفاق البلاد السنوى بالكامل قبل الحرب. 

كما تشير تقديرات اقتصادية أخرى إلى أن خبراء ومستشارون اقتصاديون أوكران أكدوا أن البلاد قد تحتاج فى نهاية المطاف إلى مليارى دولا أخرى شهريا.

وكان أبرز هؤلاء المستشارين المقربين من الرئيس الأوكراني أوليج أوستينكو، المستشار الاقتصادى للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، الذي أكد أن أوكرانيا ستطلب المزيد من المساعدات المالية من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.