الباحث الليبي أحمد الجارحي لـ "متن نيوز": لا بد من إنهاء الصراع السياسي في ليبيا في أسرع وقت

الدبيبة وباشاغا
الدبيبة وباشاغا

شدد الباحث السياسي الليبي، أحمد الجارحي، على ضرورة إنهاء الصراع السياسي في ليبيا في أسرع وقت، حتى لا تتطور الأمور وتعود إلى ما كانت عليه في سابق عهدها خلال فترة رئيس الوزراء الليبي السابق فايز السراج، والذي شهدت البلاد في عهده حالة من الاستقطاب الشديد الذي تسبب في تراكم وتفاقم الأوضاع السياسية بين الأطياف الليبية المختلفة.

وأضاف الجارحي، في حوار لـ "متن نيوز" إن حالة الانقسام التي تشهدها ليبيا خلال تلك الفترة والتي لم تنتهي ولن تنتهي إلا بتشكيل حكومة واحدة وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية والخروج بالبلاد من النفق المظلم، لن يتأتي إلا من خلال حشد الجهود الداخلية والعربية لمؤاذرة البلاد لإنهاء الأزمة الحالية المتمثلة في وجود حكومتين يتنافسان على جثة دولة أنهكتها الأزمات الداخلية.

وإلى نص الحوار...

كيف تصف استمرار وجود حكومة الدبيبة على هذا النحو؟

أزمة حكومة عبد الحميد الدبيبة أنها تعيد البلاد إلى الوراء لحقبة رئيس الوزراء السابق فايز السراج، والذي اعتمد واستند إلى الجانب التركي في الكثير من الأمور، من خلال توقيع مذكرات أمنية واتفاقيات غير قانونية، وهو نفس المسار الذي سار عليه رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، والذي رفض الانصياع لقرار مجلس النواب الليبي بعد انتخاب حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا.

وعلى هذا الأساس تكون حكومة عبد الحميد الدبيبة حكومة غير شرعية ومنتهية الصلاحية، ولا يحق لها التحدث باسم الشعب الليبي من الأساس، إلا أن الدبيبة يرغب في الاستمرار في منصبه وعدم الابتعاد عن صدارة المشهد السياسي حتى لو على حساب القانون والدستور الذي أنهى فترة وجوده على رأس الحكومة،  حيث كان من المفترض أن يسلم الدبيبة منصبه لخلفه في ديسمبر الماضي.

هل ترى حلًا في الأفق للأزمة السياسية الليبية خلال الفترة المقبلة؟

مع الأسف هناك أصوات ترى أن الحل العسكري هو الحل الأمثل لإيقاف تلك المهزلة السياسية، على الرغم من الأصوات العاقلة التي ترى أن الحل السياسي والتفاوض بين الأطراف لتسليم مقار السلطة في العاصمة الليبية طرابلس هو الحل الأمثل في مثل هذا الموقف، تجنبًا لصراع عسكري بين جيش وطني وميليشيات ترغب في التواجد على الأرض لحصد مكاسب سياسية لصالح فئة معينة، دون النظر إلى حالة الشعب الليبي في تلك الظروف العالمية التي يمر بها المجتمع الدولي سياسيًا واقتصاديًا.

لكن على الرغم من ذلك لازال في الإمكان التوصل لصيغة معينة بين الأطراف السياسية من أجل الخروج بالبلاد من تلك الأزمة، وحتى يمكن كتابة دستور توافقي للبلاد، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولإنهاء حالة الاستقطاب الحالية، وحتى تكون الكلمة للشعب الليبي وليس لفئة معينة أو فصيل عسكري مسلح.

كيف تصف أزمة تسليم مواطن ليبي متورط في حادث لوكيربي إلى واشنطن؟

ارتكبت حكومة عبد الحميد الدبيبة خطيئة كبرى بذلك التصرف، خاصة وأن الحكومة الليبية سبق أن أنهت هذا الملف مع الولايات المتحدة الأمريكية ودفعت تعويضات لأهالي الضحايا، بعد أن حدث اتفاق مع الحكومة الامريكية ترتب عنه عدم المسؤولية الجنائية لطرابلس، لكن ما حدث من خطف المواطن أبو عجيلة مسعود وتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية قد يتسبب في أزمة سياسية بين البلدين، خاصة بعدما أنهت ليبيا هذا الأمر مع الحكومة الأمريكية السابقة.

وتكمن الأزمة أيضًا في أن حكومة الدبيبة كان عليها أن تحافظ على المواطنين من أي تدخل أجنبي، مادام المواطن على الأراضي الليبية، إلا أن تصرف حكومة الدبيبة بهذا الشكل ينذر بعواقب وخيمة على العلاقات الليبية الأمريكية.