المنطقة العسكرية الأولى.. "مسمار حجا" لتعطيل تنفيذ بنود اتفاق الرياض

المنطقة العسكرية
المنطقة العسكرية الأولى

تحكي القصة الشهيرة لواقعة "مسمار جحا" في التراث الشعبي المصري أن شخص يسمى "حجا" باع منزله واشترط على المشتري أنه سيأتي من وقت لأخر لرؤية مسمارًا في أحد الحوائط، فوافق المشتري باعتبار أنه أمر وقتي، إلا أن جحا كان يأتي يوميًا للاطئمنان على المسمار حتى استاء أهل البيت من هذا التصرف، لكنه لم يتوقف عن الزيارة المتكررة وكان جحا يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع الرجل الاستمرار على هذا الوضع، وترك المنزل بما فيه وهرب، وبالتالي باتت تلك القصة مثالًا على استخدام الحجج الواهية للوصول إلى الهدف المطلوب.

تحرير مناطق الجنوب

ومن هذا المنطقة فقد باتت المنطقة العسكرية الأولى المرابطة في منطقة وادي حضرموت – إحدى أهم مناطق الجنوب في اليمن – كمسمار جحا الذي ينغص على أهالي الجنوب حياتهم، في ظل التعطيل المتعمد لقرار خروج قوات تلك المنطقة إلى جبهات القتال مع الميليشيات الحوثية، بعد أن تم تحرير مناطق الجنوب بسواعد أبناءه، حيث نص اتفاق الرياض على إخراج تلك القوات من وادي حضرموت إلى جبهات القتال مع الحوثيين، إلا أن ذلك التحرك لا يزال في انتظار القرار المناسب.

وبالرغم من المطالبات التي خرجت من القوى السياسية الجنوبية وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي وكافة الأصوات العاقلة التي ترفض وجود تلك القوات في تلك المنطقة، إلا أن التعطيل المتعمد تسبب في استمرار تواجد تلك القوات التابعة لتنظيم الإخوان ومن ثم تعمدها قمع أبناء وادي حضرموت ومنعهم من الاحتفال بمناسباتهم المختلفة، والتي كان أخرها منع الشباب من التجمع والاحتفال بذكرى الاستقلال في 30 نوفمبر الماضي، علاوة على منعهم من الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

احتكاك متعمد

ويشبه الإصرار على وجود المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت قصة مسمار جحا الذي نغص على أهالي الجنوب حياتهم، في ظل تعمد احتكاك تلك القوات بأهالي المنطقة في أعيادهم ومناسباتهم وفعالياتهم الاحتفالية،  والتي كان من أبرزها مليونية سيئون، بعد أن عمدت تلك القوات على منع الكثير من أهالي وادي حضرموت بالتجمع للاحتفال بذكرى إعلان عدن التاريخي، والتأكيد على دعم أهالي المنطقة للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

وتتمثل أبرز مطالب أهالي وادي حضرموت والمجلس الانتقالي والبنود المتفق عليها في اتفاق الرياض في ضرورة إخراج تلك القوات إلى مناطق الصراع بعد تحرير مناطق الجنوب بأيادي أبناءه من القوات الجنوبية وقوات العمالقة، حيث تتعمد تلك القوات إثارة الأزمات وفرض حالة الانفلات الأمني المتعمد، فضلًا عن دعمها لأي تواجد ميليشاوي في مناطق الجنوب من خلال دعم تنامي التنظيمات الإرهابية التي عانى منها الجنوب خلال الأشهر الماضية.

ويعد بقاء تلك القوات في هذه المنطقة تعطيلًا متعمدًا لتنفيذ بنود اتفاق الرياض الموقع في 2019، ولا يزال هذا البند يراوح مكانه، في ظل التعنت في خروج تلك القوات من هذه المنطقة الحساسة من الجنوب، وهو ما دعا شباب الغضب بوادي حضرموت للتنديد بممارسات قوات المنطقة العسكرية الأولى، بعد أن منعت شباب وادي حضرموت من الاحتفال بالذكرى ٥٥ لثورة ٣٠ نوفمبر والعيد الوطني ٥١ لدولة الامارات العربية المتحدة، حيث أعلن الشباب عن فعاليات غدًا الخميس ضد وجود قوات المنطقة العسكرية الأولى والمطالبة برحيلها فورًا وتنفيذ بنود اتفاق الرياض المعطلة.