حرب تجارية جديدة بين أمريكا والصين.. أوروبا حائرة بين الطرفين

متن نيوز

"الصين أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا للشركات الأمريكية"، تصريح أطلقته جينا ريموندو، وزيرة التجارة الأمريكية، بلهجة هجومية على بكين.

التصريح كشف نية الولايات المتحدة لإعلان حرب تجارية جديدة مع الصين، لتعيد ذكريات الحرب التجارية بين قطبي الاقتصاد العالمي والتي أطلق شرارتها الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبالفعل بدأت الولايات المتحدة في اتخاذ خطوات نحو إعلان الحرب التجارية على الصين، حيث بدأ مسؤولون أمريكيون في تقديم طلبات لنظرائهم الأوروبيين للتفكير في فرض قيود على الواردات الصينية، حسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، لكن البيت الأبيض أو وزارة الخارجية، لم يعلقا على ما نشر حتى الآن.

وقد يعتقد البعض أن اللهجة الأمريكية المشددة مجرد طلقة تحذيرية قبل اندلاع حرب تجارية جديدة، ولكن في أكتوبر الماضي، فرضت واشنطن قيودا تحرم بكين من الوصول لبعض التقنيات المتطورة.


أوروبا حائرة

وفي المقابل يصف الاتحاد الأوروبي الصين بأنها "منافس استراتيجي"، كما أنه وضع استراتيجية لتنظيم العلاقة بين "القارة العجوز" و"التنين الاقتصادي الصيني"، وهي إزالة المخاطر عن العلاقة بدلا من فك الاقتران، بمعنى طرح حلول بدلا من الاشتباك وفك الروابط الاقتصادية.

وتعد الصين ثالث أكبر مشتر للمنتجات الأوروبية، حسب بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي، والتي تشير إلى أهمية السوق الصينية بالنسبة لأوروبا في ظل وقت تعاني في أوروبا من التوترات الجيوسياسية في شرق الاتحاد.

ويقول هوسوك لي ماكياما، مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي، في تصريحات صحفية، إن العلاقة عبر الأطلسي في أسوأ حالاتها منذ 20 عاما، في إشارة منه إلى توتر ملحوظ بين النسر الأمريكي والقارة العجوز، ويتجلى ذلك في الشكوى المُعلنة التي تقدم بها الاتحاد الأوروبي بشأن الدعم الحكومي الأمريكي الذي تقدمه إدارة البيت الأبيض لتبني السيارات الكهربائية، حيث قالت أوروبا إن هذا يتحدى قواعد التجارة الدولية، ويشكل تهديدًا للشركات الأوروبية.


تعهد بايدن لأوروبا

وفي محاولة منه لتهدئة الأوضاع بين الولايات المتحدة وأوروبا، تعهد جو بايدن الرئيس الأمريكي، الخميس الماضي، ألا يكون إحداث الوظائف الأمريكية على حساب أوروبا، بهدف تخفيف التوتر بشأن سياسة واشنطن الصناعية، والتي انتقدتها أوروبا في أكثر من مناسبة علنا.

وفي السياق نفسه، قال إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، نريد أن ننجح معًا وليس الواحد ضد الآخر، مؤكدا أن على أوروبا أن تمضي بسرعة أكبر وفي شكل أقوى لتحقيق طموح صناعي يضاهي طموح واشنطن.