يوم الشهيد.. ذكرى الفخر والعطاء والتضحية للحفاظ على "تراب الإمارات"

متن نيوز

يحل علينا اليوم ذكرى يوم الشهيد التي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة به، بتاريخ 30 نوفمبر من كل عام، بشهدائها اللذين استشهدوا أثناء أداء مهامهم الوطنية داخل الدولة أو خارجها، حيث قدمت الإمارات أبنائها اللذين اثبتوا شجاعتهم في أداء الواجب.

 

 يوم الشهيد

هو يوم وطني تعبر فيه دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديرها لتضحيات شهدائها في كل سنة، ووقوفها ودعمها لأسر وذوي الشهداء، وتؤكد فيه على أنها لن تنسى تضحيات أبنائها، من خلال أنشطة تكريمية لشهداء الوطن على أرض اليمن. ويعود اختيار الحكومة الإماراتية لهذا التاريخ لذكرى سقوط أول شهيد في تاريخ الإمارات في 30 نوفمبر 1971، وفي هذا التاريخ وقبل إعلان قيام دولة الإمارات بيومين فقط، استشهد الشرطي سالم بن سهيل خميس بن زعيل، دفاعًا عن علم بلاده، وهو المؤتمن للحفاظ على النظام والأمن في جزيرة طنب الكبرى، هو و5 من زملائه، حيث رفض إنزال العلم، مقابل إصرار الجنود الإيرانيين المسلحين واستخدامهم صنوف الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى استشهاده.

 

سالم بن سهيل، من المنيعي، التابعة لرأس الخيمة، على بعد أكثر من 140 كليومترًا، جنوب الإمارة، قدم مجموعة من شباب المنطقة ومن أرجاء الإمارة كافة، آنذاك للعمل في شرطة رأس الخيمة، ومن ضمنهم الشاب سالم بن سهيل، الشقيق الأصغر لخمسة أشقاء، توفي منهم اثنان فيما بعد، فيما بقي اثنان على قيد الحياة.

 

عمل الأشقاء الثلاثة في شرطة رأس الخيمة، الشقيق الأكبر عمل في الحصن، وهو المركز الرئيس للشرطة، وشقيقه الآخر حارب في مركز شعم، التابع لشرطة رأس الخيمة، وسالم بن سهيل في وردية المجموعة، التي تحمي جزيرة طنب، وتستبدل شهريا.

 

سالم بن سهيل كان في العشرين من عمره في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام،1971 حين أصر على عدم انزال علم بلاده من فوق ثرى جزيرة طنب الكبرى التابعه لإمارة رأس الخيمة، ورفض الاستسلام بعد هجوم الجيش الإيراني، ودفنه الأهالي في الجزيرة ذاتها، التي لفظ أنفاسه الأخيرة فيها، بعد أن أطلق عليه الجيش الإيراني أعيرة نارية أردته شهيدا.

 

شهداء الإمارات في اليمن

في 26 مارس 2015، ظهر الدعم الإماراتي لمبادرة التحالف العربي، وأعلنت أبو ظبي مشاركتها بـ 30 مقاتلة، كثاني أكبر قوة جوية في التحالف الذي تقوده السعودية، بعد الأخيرة التي تشارك بـ 100 مقاتلة، وكانت خسائر الإمارات في الأرواح، تجلت منذ الشهور الأولى، بسبب المواجهات مع جماعة الحوثي، وأعلنت الإمارات استشهاد 3 عسكريين إماراتيين، في انفجار ألغام بأربع عربات عسكرية إماراتية أثناء مرورها بين منطقتي أبين وعدن جنوبي اليمن. 

 

و في 16 يوليو 2015، أعلنت استشهاد ضابط برتبة ملازم أول، خلال مشاركته في العملية، فيما لقي ضابط صف آخر حتفه، في 23 يونيو 2015، أثناء حادث تدريب في السعودية، للقوات الإماراتية المشاركة في العملية، وفي يوم 4 سبتمبر 2015، تعرض جنود إماراتيون إلى هجوم صاروخي في مستودع للأسلحة والذخيرة في محافظة مأرب شرق اليمن ضمن العملية التي تقودها المملكة العربية السعودية بالمشاركة مع قوات التحالف العربي وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، مما أسفر عن انفجار المستودع بالكامل وأدى إلى سقوط 45 جندي إماراتي بالإضافة إلى إصابة آخرين ليرتفع عدد الشهداء ليصبح 52 شهيد بعد وفاة سبعة جنود متأثرين بجراحهم.

 

حيث أعلنت الميليشيات الحوثية عن تبنيها لإطلاق صاروخ باليستي من نوع نوشكا على المعسكر التابع للجيش الوطني في منطقة صافر، أدى اندلاع النيران في المعسكر واحتراق مخزن الأسلحة واستشهاد عشرة من الجنود السعوديين و52 جندي إماراتي بالإضافة إلى 32 يمني، كما دمرت بعضا من الآليات والمدرعات العسكرية الإماراتية، وأوضحت وزارة الدفاع اليمنية أن السبب الحقيقي وراء حدوث تفجير المستودع يعود إلى الخيانة من قبل بعض ضباط وأفراد الجيش المنتمين للإخوان في محافظة شبوة والذين مازالوا موالين للميلشيات الحوثية، حيث أعرب الناطق الرسمي باسم الوزارة قائلا بأن الضباط استلموا مهماتهم العسكرية والأمنية في شبوة وتظاهروا بولائهم للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بينما هم في الحقيقة موالين للحوثي وعلي صالح. 

 

قائمة شهداء الإمارات

تم نقل جثامين الشهداء من السعودية ووصولهم بعد اكتمالهم إلى أرض الوطن ليتم دفنهم في ترابها، بعد أن تم اكتمال كافة الإجراءات المتعلقة بالتعرف على هويات الشهداء في المملكة، وقد وصلت الجثامين إلى مطار البطين في أبو ظبي في 12/9/2015، وقد تم استقبال جثامين الشهداء بمراسم عسكرية خاصة على أرض المطار بحضور كبار ضباط القوات المسلحة الإماراتية. 

 

واستشهد 52 جنديًا من القوات المسلحة التابعة لدولة الإمارات، المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في عملية عاصفة الحزم باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية منذ مارس 2015، بالإضافة إلى انخراط دولة الإمارات ضمن التحالف الدولي الذي يستهدف التصدي لخطر تنظيم داعش في العراق وسوريا، ليعطي مكانة جديدة لتضحيات الإمارات من أجل الدفاع عن وحدة وسلامة الدول العربية. ويأتي الاحتفال بيوم الشهيد تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات أبناء دولة الإمارات سواء في الداخل، أو الخارج عند الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.

 

وأصدر رئيس الدولة، في 2015، أمرًا بأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام يوم الشهيد، واعتباره إجازة رسمية على مستوى الدولة، وذلك تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة. 

 

وفي 6 من ديسمبر عام 2016، بدأت واحة الكرامة بأبوظبي، والتي تحتضن نصب الشهداء استقبال الزائرين، من خلال جولتين يوميًا برفقة دليل سياحي يقدم شرحا مفصلًا عن معالمها، وتعبر الواحة عن المحبة والتقدير اللذين تكنّهما دولة الإمارات وشعبها إلى أرواح شهدائها. 

 

ويتكون نصب الشهداء من 31 لوحًا من ألواح الألمنيوم الضخمة التي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن، وقد تم نقش قسم الولاء للقوات المسلحة الإماراتية على عمود طويل في الجزء الخلفي من نصب الشهيد. 

 

و نُقش على الألواح الأخرى قصائد وأقوال للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، واقتباسات من أقوال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويتكون نصب الشهيد من حوالي 300 طنًا من الحديد.

 

وتضم الواحة جناح الشرف والذي يغطي سقفه ثمانية ألواح ترمز إلى الإمارات السبعة بينما يمثل اللوح الثامن شهداء الدولة، ويوجد في منتصف الجناح عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة تمثل الإمارات السبعة ويحيط بها بركة يجري من خلالها الماء، ويحيط بكل لوح من الجانبين الأمامي والخلفي نقش بقسم الجنود يمكن للزوار قراءته من أي جانب، وفي جدران الجناح يوجد ألواح من الألمنيوم تحتوي على أسماء شهداء الوطن، ومعلومات عنهم، ومن معالم الواحة أيضا، ميدان الفخر الذي تصل مساحته إلى حوالي 4000 متر مربع ويتخذ شكلًا دائريًا، ويحيط بالميدان مسرح ومدرج كبير يتسع إلى حوالي 1200 شخص، ويوجد في منتصفه بركة ماء دائرية عمقها 15 مم، وتشكل البركة لوحة فنية في غاية الروعة تجمع بين انعكاس جامع الشيخ زايد الكبير ونصب الشهيد عليها.