ضربها ترهل الآداء ومنطق المصلحة الشخصية.. هل انتهت صلاحية حكومة معين عبد الملك باليمن؟

معين عبد الملك
معين عبد الملك

بات آداء حكومة معين عبد الملك في اليمن مثيرًا للانتباه للكثير من المتابعين والمراقبين للأوضاع في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاصة، فلازالت تعاني حكومة معين عبد الملك من ترهل واضح في الآداء فضلًا عن سيادة منطق المصلحة الشخصية على أغلب وزراء الحكومة، علاوة على الفشل والتقصير الأمني الكبير للكثير من الوزراء وفي القلب منهم وزير الداخلية اللواء الركب إبراهيم علي حيدان.

أزمة ثقة

ومنذ تولي الدكتور معين عبد الملك مقاليد الحكومة في ظل تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، بعد نهاية حكم الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي باتت الحكومة تعيش في أزمة كبيرة تمثلت في أزمة ثقة، بعد فشلها في تدبير احتياجات المواطنين الأساسية في عدة ملفات أبرزها الصحة والأمن، حيث كشف كثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن فشل تلك الحكومة في سد العجز الحاصل في أزمة نقص مواد الغسيل الكلوي في مناطق سيطرتها، وذلك طبقًا لما نشره وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبيح.

وتسبب منشور وزير الصحة اليمني في ردود فعل سلبية، بعد أن كتب على صفحته الشخصية على تويتر قائلًا: "وزارة الصحة تتابع كل الجهات داخليًا وخارجيًا لتوفير جلسات الغسيل الكلوي التي تحتاجها مراكز الغسيل الكلوي.. إشكالية النقص حصلت للأسف لزيادة الحالات وتوسع مراكز الغسيل، دون توفر موازنات تشغيل حكومية أو أنها غير كافيه لتدهور سعر العملة المحلية وهو ما تعمل على معالجته الحكومة".

أزمات الصحة والأمن

ويرى مراقبون أن أزمة الصحة ليست وحدها هي الأزمة الوحيدة التي تعاني منها حكومة معين عبد الملك، في ظل الفشل الأمني الواضح في سلبية آداء وزير الداخلية في حكومته اللواء الركن، إبراهيم علي أحمد حيدان، والذي كان بمثابة الراعي الرسمي للفشل الامني الفادح، بعد أن طالبت قوى سياسية يمنية وطنية بتغيير وزير الداخلية الحالي، وإجراء إصلاح أمني شامل للمنظومة الأمنية في البلاد.

كما فشلت حكومة معين عبد الملك في القيام بواجباتها المنوطة بها، بما يضمن تحقيق تحسن حقيقي في مستوى معيشة المواطنين وتطوير الخدمات، ودفع مسار المفاوضات الأممية.

كانت تلك الأزمات هي ما تسببت في بروز أصوات إصلاحية كشفت عن ضرورة تعيين رئيس حكومة جنوبي بمقابل وجود رئيس لمجلس القيادة من الشمال، وإجراء اصلاح حكومي متكامل يضمن وجود حكومة قادرة على القيام بواجباتها لوقف المهازل التي تسببت في معاناة كبيرة للمواطنين في الجنوب بشكل خاص واليمن عمومًا بشكل عام.

وكان أبرز الأصوات التي خرجت معبرة عن تلك المطالب ما أوضحه الدكتور حسين لقور، المحلل السياسي والأكاديمي الجنوبي، معتبرًا أن حزب الإصلاح اليمني المحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين إن كان يحاول تبرير هزيمته في الجبهات العسكرية، إلا أنه لا يمكن أن يبرر فشل حكومة معين عبد الملك نهائيًا، بعد إخفاقها في الكثير من الملفات وحل الكثير من المعضلات السياسية والاقتصادية، وهو ما بات يمثل دافعًا للمطالبة برحيل تلك الحكومة التي انتهت صلاحيتها.