تركيا تكتوي بنار الإرهاب (تقرير صوتي)

تركيا
تركيا

في ساعة تتوسط النهار، وفي يوم عطلة رسمية، وفي وسط ميدان يقع في قلب مدينة إسطنبول التركية في شارع الاستقلال السياحي بالتحديد وقع انفجار مدوي أسفر عن كثير من القتلى والمصابين من المدنيين دون سابق إنذار ولا تهديد ولا وعيد للنظام التركي أو حتى الشعب الذي فوجئ بتلك الضربة الشديدة التي إن عبرت عن شئ فهي تعبر عن أن طباخ السم سيذوقه يومًا ما.

في السنوات الأولى لتظاهرات الربيع العربي وعلى مدار السنوات الماضية، كانت تركيا هي الظهر والسند والداعم القوي لكثير من التنظيمات الإرهابية التي عاثت في البلاد العربية فسادًا، فدعمت ومولت ودربت وألقت بهؤلاء الانتحاريين في الدول العربية لتنفيذ أجندتها في تخريب الكثير من تلك الدول حتى تقع تحت سيطرتها السياسية أو الأمنية، وهي هي تركيا تعاني اليوم من نفس ما أذاقت به تلك الدول بعملية إرهابية ضربت قلب النظام التركي كما ضربت قلب أشهر مدن تركيا على الإطلاق.

 وفي ظل تقديم تركيا الدعم الكامل والتمويل اللازم لتلك العناصر الإرهابية لم تسمع أنقرة لصيحات النداء التي أطلقتها العقول العربية لوقف تلك التمويلات الضخمة والدعم الكبير لإرهابيين عملوا على زعزعة استقرار وأمن المنطقة.. وفي الوقت الذي تحاول فيه تركيا استعادة علاقاتها مع دول عربية رائدة كمصر.. نراها تنقلب على تلك المحاولة بتنفيذ مذكرات أمنية مع حكومات انتهت صلاحيتها وفي القلب منها حكومة عبد الحميد الدبيبة في ليبيا.. فلازالت تدعم وتمول ميليشيات لبسط سيطرتها للإبقاء على حكومة منتهية ولايتها بالعنف والجبروت.. 

إلى تركيا.. وإلى أردوغان.. لقد ضرب الإرهاب عمق تركيا.. وقد يضربه في مرات لاحقة.. وعلى ما يبدو أنه قد تحقق في تركيا قول الشاعر:

 فيا عجبًا لمن ربيت طفلًا.. ألقمه بأطراف البنان

أعلمه الرماية كل يوم    فلما اشتد ساعده رماني