الباحث السياسي فادي عيد في حواره لـ "متن نيوز": نحن في حرب عالمية بالفعل والمنطقة العربية هي الرابح الوحيد

فادي عيد
فادي عيد

في خضم الأزمة والحرب الروسية الأوكرانية، وفي ظل استمرار التداعيات الاقتصادية الصعبة على العالم جراء تلك الحرب، كشفت تقديرات سياسية عن احتمالية استمرار تلك الحرب إلى فترة أطول مما توقع الكثير من الخبراء، واستمرار حدة الأزمة الاقتصادية التي خلفتها تلك العملية العسكرية الروسية الشاملة على جارتها أوكرانيا لرفض التواجد العسكري الأوروبي وقواعد حلف الناتو، إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف الناتو.

ومن هذا المنطلق، كشف الباحث السياسي فادي عيد، في حواره لـ "متن نيوز" إن الأزمة تكمن في أن تلك الحرب ستطول وستستمر الأزمة الاقتصادية المصاحبة لتلك الحرب في استمرار حدتها على العالم أجمع، منوهًا إلى احتمالية أن يكون الركود والتضخم هم عنوان المرحلة القادمة على الاقتصاد الدولي.

وإلى نص الحوار..

  • كيف يمكن أن تقيم تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي حتى تلك اللحظة؟

التأثير واضح للجميع وهو تأثير كبير جدًا، فكل دول العالم  بما فيها الدول العظمى والرائدة في الصناعة تعاني من ازمة شديدة سواء بسبب نقص إمدادات الطاقة، أو بسبب توقف إرسال المواد الأولية اللازمة من الصين إلى المصانع الغربية، أو بسبب التضخم الغير مسبوق الذي تشهده كل الدول.

  • هل تتوقع أن تطول الأزمة وتأثيراتها على الاقثصاد العالمي؟

بكل تأكيد.. ولن يشهد العام القادم أي انفراجة اقتصادية، فالركود والتضخم هما عنوان المرحلة القادمة على الاقتصاد الدولي، والكل صار مشلول تفكيره لإيجاد حل للخروج من المعضلة التي أسقطط حكومات في الغرب، وفجرت مظاهرات في الشرق.

  • هل تبشر الحرب الروسية الأوكرانية بحرب عالمية ثالثة بين الدول العظمى والنووية؟

نحن في حرب عالمية بالفعل، والكل إما مشارك بها بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فالحرب الدائرة هي حرب عسكرية وطاقاوية ودينية أيضًا، وكل الأطراف متشابكة في تلك الحرب المعقدة.. ويكفي حجم التغيرات الاقتصادية التي طرأت على كل دول العالم، وأزمات الغذاء والطاقة في كل أرجاء المسكونة، كي نتأكد أننا أمام حرب عالمية، ستذهب بنا إلى خريطة جديدة لا محال، فأوروبا يتم تمزيقها بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والولايات المتحدة تصر على إشعال باقي البقاع الملتهبة القابلة للاشتعال، كتايوان، وبحر الصين الجنوب، وبحر إيجة عبر تسليح الجزر اليونانية ضد تركيا، وتسخين الأرض بين أذرابيجان وأرمينيا من جديد، واستهداف أيران من الداخل، وكذلك محاولة زعزة استقرار الخليج بأي شكل.

  • برأيك هل يمكن أن يتهور أحد الأطراف ليطلق القنبلة النووية في ساحة المعركة لحسم النتيجة لصالحه؟

الأمر صعب جدًا على كل الأطراف، فاستخدام النووي يعني النهاية للجميع، وهو قرار إن اتخذ فيه أحد الأطراف خطوة، فأعلم أنها لن تكون الخطوة الأخيرة، بل سيصعد الجميع باستخدام النووي.

  • كيف ترى مستقبل المنطقة العربية في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية؟

المنطقة العربية جاءت الرابح الوحيد في حرب تكسير العظام بين الأطلسي وروسيا، فالكل الآن يتودد للدول النفطية، بعد أن عاد النفط والغاز اكتشاف أنفسهم كسلاح استراتيجي وليس كمورد للطاقة فقط، كما كان الحال بعد حرب أكتوبر 1973 المجيدة.

فعزز النفط من قوة الاقتصاد الخليجي والجزائري وكذلك من نفوذهم السياسي، وشاهدنا قوة الخليج خاصة السعودية في اكثر من مشهد أبرزهم عند زيارة بايدن للسعودية يوليو الماضي قبل أن يعود لبلاده بخفي حنين، ثم قرار اوبك+ الأخير والذي جاء على عكس ما كانت تشتهيه السفن في البيت الابيض.