قبل انعقاد مؤتمر المناخ 2022

كيف يؤثر التغير المناخي على الحياة؟.. دراسات علمية تجيب

مؤتمر المناخ 2022
مؤتمر المناخ 2022

تستعد مصر لاستضافة قمة مؤتمر المناخ Cop27، في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة الزمنية من 6 نوفمبر إلى 18 من الشهر نفسه، وهي قمة سنوية تحضرها 197 دولة لبحث ومناقشة تغير المناخ وتقييم آثاره ووضع حلول للحد من تأثيراته السلبية على الحياة، وقبل 5 أيام من موعد مؤتمر المناخ 2022، سنوضح لكم كيف يؤثر تغير المناخ على الحياة؟

 

مؤتمر المناخ 2022

يعقد مؤتمر المناخ وفقا لـ معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ، وتعد مصر الدولة الأفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في استضافة مؤتمر المناخ 2022 والذي قال عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي "مؤتمر المناخ في شرم الشيخ سيكون نقطة تحول جذرية في جهود المناخ الدولية بالتنسيق مع جميع الأطراف لصالح إفريقيا والعالم بأسره".

 

مؤتمر المناخ 2022 هو المؤتمر الـ 27 منذ دخول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي حيز التنفيذ في مارس/آذار 1994، وسيوافق موعد مؤتمر المناخ في شرم الشيخ يوم الأحد 6 نوفمبر 2022، وستنتهي أعمال القمة يوم الجمعة 18 نوفمبر 2022.

شعار مؤتمر المناخ 2022

 

كيف يؤثر تغير المناخ على الحياة؟

لا بد من تسليط الضوء على تأثير التغير المناخي على كافة أوجه الحياة، وهو ما يبرهن أهمية مؤتمر تغير المناخ 2022، ووفقا للدراسات الطبية نوضح لكم التأثيرات السلبية كالتالي:

 

النباتات وخصوصا الأرز

يؤثر تغير المناخ على المحاصيل الزراعية، ووفق نتائج دراسة نُشرت في دورية "بي إن إيه إس" PNAS فإن تحليل بيانات الطقس من عام 1979 إلى 2003 وجد أن المتوسط السنوي لدرجات الحرارة القصوى والدنيا قد زاد بمقدار 0.35 درجة مئوية و1.13 درجة مئوية على التوالي في مزارع المؤسسة الدولية لبحوث الأرز، وتزامن ذلك مع انخفاض محصول الحبوب بنسبة 10% لكل زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة.

 

وتقول دراسة أخرى صادرة من وزارة الزراعة الأمريكية عام 2018 إن درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى خفض محصول الأرز بنسبة تصل إلى 40% بحلول نهاية القرن الحالي، كما أن الإجهاد الحراري سيؤدي إلى سلسلة من التغيرات الفسيولوجية في نبتة القمح، قد تسبب عقمًا في النبات، وهناك أسباب ترجح حدوث مشكلات شبيهة في معظم المحاصيل، بدايةً من الأرز ووصولًا إلى القهوة؛ فدرجات الحرارة المرتفعة تزيد من جفاف التربة.

 

الإجهاد الحراري

الإجهاد الحراري واحد من التأثيرات السلبية الناتجة عن تغير المناخ، وهو ما يتأثر به المحاصيل الزراعية كما أوضحنا، وكذلك البشر، وقد أظهرت نتائج دراسة نُشرت قبل عدة سنوات في دورية "ساينس أدفانسز" أن ارتفاعًا في متوسطات درجات الحرارة بالهند مقداره 0.5 درجة مئوية تسبَّب في ارتفاع معدل الموجات الحارة التي تضربها بنسبة 25% إضافية.

 

وفقا للإحصائيات العالمية يتعرض 30% من سكان العالم لظروف حرارية خطيرة خلال 20 يوما في العام، وبحلول عام 2100، من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 48%، وإذا لم يتوصل مؤتمر المناخ 2022 لحل جذري بشأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ستصل النسبة إلى 74% وفقا لدراسة نُشرت في 2017 بدورية "نيتشر كلايمت تشينج".

 

الإصابة بالأمراض

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، سيتسبب التغير المناخي في وفاة 250 ألف حالة سنويا بين عامي 2030 و2050، نتيجة سوء التغذية والملاريا والإسهال إلى جانب الإجهاد الحراري، كما أن تكاليف مواجهة التغير المناخي تتراوح من مليارين إلى 4 مليارات دولار، ولذلك تصف منظمة الصحة تغير المناخ بأنه "أكبر تهديد صحي يواجه البشرية".

 

الجفاف

الجفاف واحد من أبرز التأثيرات السلبية للتغير المناخي، ووفقا لـ مركز البحوث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية (EC-JRC)، فإن ارتفاع درجات الحرارة العالمية تسبب في موجة جفاف أوروبية كانت الأشد منذ خمسمئة سنة، ويتوقع تكرار هذه الموجة التي كانت تضرب أوروبا كل 100 عام أن تحدث كل 10 – 50 عام بحلول نهاية هذا القرن وفقا لدراسة نُشرت بدورية "كلايمت تشينج".

 

الجفاف يؤثر بدوره على كل شيء ليس فقط الزراعة، ولكن بالتبعية سيؤثر على أسعار الغذاء والماء، ونقل البضائع والطاقة، وقد أكدت بعض الدراسات أن موجات الجفاف تسببت في انتهاء العصر البرونزي سنة 1200 بمنطقة شرقي البحر المتوسط، حيث انتشرت المجاعات والحروب بالتبعية، ما أدى إلى تفكك الحكومات القائمة في ذلك الوقت، وهو ما يبرهن على أن التغير المناخي لا يؤثر على الغذاء والطاقة فقط، ولكنه يهدد الاستقرار السياسي أيضا.