التضخم يضرب اقتصاد أوروبا.. كيف وضع خبير أممي حلًا لأزمات منطقة اليورو؟

التضخم
التضخم

لا تزال موجات التضخم تضرب أوروبا ومنطقة اليورو، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، واستمرار العمليات العسكرية التي أثرت بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية العالمية، حيث تسارعت وتيرة التضخم في الارتفاع وارتفعت معها أسعار المواد الغذائية والسلع وفواتير الكهرباء بالتزامن مع نقص الوقود في أوروبا قبل حلول فصل الشتاء.

وفي إيطاليا أكد فرع إيطاليا لمنظمة "كاريتاس" بالفاتيكان إن ما يقرب من مليوني أسرة في إيطاليا تعيش في فقر مدقع.

وحلل التقرير الـ21 حول الفقر والاقصاء الاجتماعي، تحت عنوان "الحلقة الضعيفة"، الإحصاءات الرسمية حول الفقر ومعطيات مصادر (كاريتاس)، القادمة من حوالي 2800 مركز استماع للمنظمة في جميع أنحاء البلاد، مشيرًا إلى أن في عام 2021، وصل الفقر المدقع لأعلى مستوياته على الإطلاق والتي كان قد بلغها عام 2020، الذي خط بداية جائحة كورونا.

 وذكر التقرير الذي أصدرته المنظمة لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر، أن "عدد العائلات التي تعيش في فقر مدقع، بلغ مليون و960 ألفًا، من بين مجمل الفقراء في البلاد الذين يصل عددهم إلى خمسة ملايين و571 ألف نسمة، أي 9.4٪ من سكان البلاد". 

وأكد تقرير المنظمة، أن "أعلى نسب الفقر تكمن في الجنوب، والتي ارتفعت إلى 10٪ من 9.4٪ عام 2020 بينما انخفضت بشكل ملحوظ في الشمال، لا سيما في الشمال الغربي (إلى 6.7٪ من 7.9٪)".

يأتي ذلك فيما شهد معدل التضخم فى إيطاليا ارتفاعًا بنسبة 0.3٪ في سبتمبر مقارنة بالشهر السابق و8.9٪ على أساس سنوي، وهو مستوى لم نشهده منذ يوليو 1985، حسبما أفاد المعهد الوطني للإحصاء اليوم (Istat). 

ويعزى تسارع التضخم مقارنة بالشهر السابق بشكل أساسي إلى أسعار المواد الغذائية التي ارتفعت من 10.1٪ في أغسطس إلى 11.4٪، والأغذية المصنعة التي ارتفعت من 10.4٪ إلى 11 و4٪ والنفط الخام من 9.8٪ إلى 11.0. ٪.، وفقا لصحيفة المساجيرو الإيطالية.

أما عن فرنسا فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عدم كبح الطلب داخل منطقة اليورو لاحتواء التضخم بما أن الاقتصاد الأوروبي ليس منهكا، وذلك وسط أنباء تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، نهاية أكتوبر الجاري، بمقدار 75 نقطة أساس.

وأعرب الرئيس الفرنسي- في حديث خاص لـ صحيفة "ليزيكو" الفرنسية- عن خوفه من حدوث تباطؤ في نمو إجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو، مشددا على أن الاقتصاد الأوروبي "ليس منهكا" لذا لا يجب كبح الطلب لاحتواء التضخم، والذي ووفقا لما ذكره "قادم من الخارج".

كما أعرب ماكرون عن قلقه إزاء دعوة العديد من الخبراء واللاعبين المعينين بالسياسة النقدية الأوروبي لكبح الطلب الأوروبي؛ لاحتواء التضخم بشكل أفضل، مشددا على ضرورة توخي الحذر.

ودعا ماكرون ألمانيا إلى إبداء "تضامن" أوروبي في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، محذّرا من "إخلال بالتوازن" على صعيد التنافس يمكن أن ينجم عن الخطة الألمانية الضخمة لمساعدة الأسر والأفراد.

وفي هذا الإطار حث مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنى بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أوليفييه دى شوتر الحكومات حول العالم على ربط الفوائد الاجتماعية والأجور بالتضخم، خاصة فى ظل استمرار التضخم العالمى، وكذلك ارتفاع أسعار الضروريات بما يتعذر على الملايين تحملها

وقال المقرر الأممى فى بيان اليوم الاثنين، بجنيف، "إنه سواء فى أوروبا حيث وصل التضخم إلى مستوى قياسى مرتفع بلغ 10% أو فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنحو 24%، فإن ميزانيات الأسر فى جميع أنحاء العالم تمتد إلى ما بعد نقطة الانهيار، مما يعنى أن المزيد من الأشخاص إما سيتضورون جوعا أو سيتجمدون هذا الشتاء ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لزيادة دخلهم".