الزبيدي في ذكرى ثورة 14 أكتوبر: كانت إيذانًا وفاتحة لإنهاء الاحتلال البريطاني عن أرضنا

الزبيدي
الزبيدي

وجه اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، اليوم الخميس، كلمة لشعب الجنوب، بمناسبة الذكرى الـ 59 لثورة 14 أكتوبر، مؤكدَا على أنها كانت إيذانًا وفاتحة لإنهاء حقبة الاحتلال البريطاني عن أراضي الجنوبي.

وأكد الزبيدي، خلال كلمته التي ألقاها اليوم، إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، انطلقت شرارتها الأولى المباركة من قمم ردفان الأبية الشامخة، عام 1963م، لتعلن للعالم رغبة الشعب الجنوبي للخلاص، وتوقه لنيل حريته وكرامته، ورفضه للاحتلال، وما ارتبط به من صنوف القمع والإذلال.

وأضاف: "إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، وبمحدودية الإمكانيات المتوفرة لقادتها ومناضليها، كانت إيذانًا وفاتحة لإنهاء الاحتلال البريطاني، الذي جثم على أرضنا لما يربو عن قرن وربع من الزمان، وتُوّجت -بعد أربع سنوات من النضال والتضحية- بتحقيق الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م، وقيام الدولة الجنوبية الفتيّة، معلنًا للعالم أجمع بناء دولة جنوبية مستقلة نالت عضوية كاملة في الأمم المتحدة وكافة الهيئات الإقليمية والدولية".

وأشار: "لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر، ثورة عظيمة بأهدافها وتضحيات أبطالها، من رجال ونساء على السواء، في ريف الجنوب وحضره، ثورة استطاعت أن تصنع نصرًا كان يبدو للعالم مستحيلا، بفعل فارق القدرات مع الاحتلال في العدة والعتاد، وأن تؤسس لقيام دولة مستقلة انتصرت لتطلعات المواطن الجنوبي البسيط، وكرّست قدراتها وإمكانياتها المتواضعة ليعيش بحرية وكرامة".

ووجه نداءه للشعب الجنوبي قائلًا إن ما يؤسف له أن "هذه الثورة وما أسست له من دولة تشبّع قادتها بالقيم الوطنية، والثقافة القومية العروبية، كانت عرضة للمؤامرات والاختراق، ولذلك غُدر بها، باسم الوحدة، وتعرضت لانتكاسة حقيقية تسببت في الإضرار بمنجزاتها، وتعرض شعبنا لأسوأ صنوف القهر والقمع والتهميش، التي جعلت الحاجة مُلحة لاستعادة واستلهام قيم وروح ثورة أكتوبر التحررية لاستعادة الحرية المنهوبة، والحقوق المصادرة، ولذلك هاهم أبناء وأحفاد أبطال أكتوبر 1963م، يخوضون اليوم ثورة متجددة أعادت لشعبنا حريته، وما زالت تخط طريقها بقوة وثبات وإصرار نحو استكمال أهداف هذه الثورة٠، حين تتوج باستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، على حدود 21 مايو 1990م من المهرة إلى باب المندب، دولة يسود فيها الأمن والاستقرار، وينعم بخيرها كل أبناء الجنوب، نشيد بنيانها معًا، مستشعرين معاناة شعبنا على مر العقود الماضية، ماضون صوب المستقبل بخطى ثابتة نستلهم العظات والعبر من عثرات الماضي وإخفاقاته وتجارب الحاضر ومعاناته، موقنون إن النصر صبر ساعة".

كما وجه الزبيدي حديثه للقوات الجنوبية التي تخوض معارك النضال ضد الإرهاب على كافة الجبهات مؤكدًا أنهم "يذودون عن حِمى الأرض الجنوبية من الغزاة، وتطهرونها من شرور الإرهاب، فهنيئا لكم هذا المجد وهذه المكانة التي وصلتم لها، رغم ما تتكبدونه من معاناة وتتعرضون له من مؤامرات واستهداف لم يتوقف، ونعاهدكم إننا معكم وبكم سنصنع الغد المنشود ونتجاوز كل الصعاب، فهذا قدرنا، وهذه رسالتنا وواجبنا نحو أمتنا وشعبنا".