بضربات متلاحقة.. الحرب الروسية على أوكرانيا تخرج من مداها العسكري إلى مداها السيبراني

قرصنة
قرصنة

لم تعد الحرب الروسية الأوكرانية مجرد حربًا بالمدافع والدبابات والتدخل العسكري الاستراتيجي لاحتلال مواقع وتمركزات معينة، بل تعدتها إلى حرب معلوماتية تستخدم فيها روسيا قوتها السيبرانية لقرصنة عدد من المواقع الأمريكية وكذلك الأوروبية لإحراج كلا الجانبين أمام شعوبهم، بعد فشلهم في إيقاف الحرب الروسية على أوكرانيا الحليفة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا الإطار تمكن قراصنة قالت الولايات المتحدة الأمريكية أنهم روسيون من تعطيل 14 موقعًا إليكترونيًا في واشنطن متخصصة في التعامل مع جمهور القطارات في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكشفت الولايات المتحدة أن من بين المواقع التي تم قرصنتها موقعي LaGuardia و O’Hare و LAX، إلا أن السلطات المختصة أكدت عودة معظمها إلى حالته.

وقال مسؤول كبير بالحكومة الأمريكية إن مراقبة الحركة الجوية واتصالات المطار الداخلية والعمليات الحيوية الأخرى لم تتأثر، لكن المسافرين الذين يبحثون عن أوقات انتظار أمنية أو معلومات أخرى ربما تعرضوا للإزعاج، وفقًا لـ ABC News.

وفي سياق متصل نجح قراصنة إليكترونيون في تهكير مدارس في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، حيث تم تسريب ما يزيد عن500 جيجابايت من بيانات المدارس بلوس أنجلوس.

وكشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم، إن البيانات التي سرقت خلال ذلك الهجوم الإليكترونية تم على مدارس في مدينة لوس أنجلوس، حيث تمكن القراصنة من نشر البيانات للعامة على المواقع الرسمية لتلك المدارس.

وقالت تقارير إعلامية أمريكية أن الهجوم نفذته مجموعة أطلقت على نفسها اسم Vice Society، وهي منظمة ناطقة بالروسية تدعي مسؤوليتها عن هجوم الفدية الذي منع LAUSD من الوصول إلى البريد الإلكتروني وأنظمة الكمبيوتر والتطبيقات، وفقًا لتقارير TechCrunch.

وكانت الجماعة قد حددت في السابق موعدًا نهائيًا في 4 أكتوبرلدفع طلب فدية غير محدد، وتم نشر البيانات المسروقة على موقع تسريب الويب المظلم التابع لنائب المجتمع ويبدو أنه يحتوي على معلومات تعريف شخصية، بما في ذلك تفاصيل جواز السفر وأرقام الضمان الاجتماعي والنماذج الضريبية.

ووفقًا للتقرير، تحتوي البيانات المنشورة أيضًا على معلومات سرية، بما في ذلك العقود والمستندات القانونية، والتقارير المالية التي تحتوي على تفاصيل الحساب المصرفي، والمعلومات الصحية، بما في ذلك بيانات اختبار Covid-19، وتقارير الإدانة السابقة، والتقييمات النفسية للطلاب. 

وعلى نطاق أكبر أعلنت شركة خدمات الحوسبة السحابية "أمازون ويب سيرفسز" (أيه.دبليو.إس) التابعة لمجموعة التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الأمريكية العملاقة أمازون دوت كوم اكتشاف عدة نسخ من برنامج قرصنة يستهدف المنظمات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني والإغاثة التي تقدم المساعدات لأوكرانيا.

وفي حالات أشد خطورة استهدف البرنامج جهود هذه المنظمات لتوفير الإمدادات الطبية والغذائية والملابس للمحتاجين في أوكرانيا.

وقالت خدمة "أيه.دبليو.إس" في بيان: "فرقنا ترى أنشطة ومحاولات قرصنة رقمية تقوم بها عدة جهات حكومية تتولى الخدمة مراقبة أنشطتها... نعمل من خلال شراكة وثيقة مع مؤسسات تكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا من التصدي لأي هجمات إلكترونية وكذلك مع المنظمات الإغاثية في أوكرانيا وحول العالم لتبادل المعلومات بطريقة فورية ومناسبة" بشأن محاولات القرصنة واختراق أنظمة المعلومات.

كما أشار بيان أمازون للحوسبة السحابية إلى أن أيه.دبليو.إس تتعاون أيضًا مع المنظمات غير الحكومية في المنطقة للمساعدة في توفير الاحتياجات الانسانية للأوكرانيين. وقد تبرعت شركة أمازون بخمسة ملايين دولار لدعم المتضررين من الغزو الروسي لأوكرانيا.