تبعات صعبة.. كيف أثر قرار أوبك+ على أسعار النفط العالمية وحياة الشعوب؟

النفط
النفط

ترتبط أسعار النفط ارتباطًا وثيقًا بحياة الشعوب في جميع المجتمعات، إذ يمثل النفط ومشتقاته من البنزين والغاز وغيرها من المشتقات المهمة عصب الحياة بالنسبة للمواطنين في دول العالم أجمع، ولعل قرار منظمة أوبك بلس القاضي بتخفيض إنتاج دولها من النفط في شهر نوفمبر المقبل من أبرز القرارات التي ستؤثر على حياة المواطنين في كثير من المجتمعات.

معنى قرار أوبك بلس

القرار الصادر من منظمة أوبك انتهى إلى ضرورة تخفيض إنتاج دول المنظمة من النفط بمعدل 2 مليون برميل من النفط يوميًا خلال شهر نوفمبر المقبل، وهو قرار سيتسبب في ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير خلال الفترة المذكورة، في ظل خفض الإمدادات التي تعاني أصلا – دون قرار أوبك بلس – من أزمة كبيرة تتعلق بنقص الإمدادات أساسًا بسبب الحظر المفروض على أهم دولتين من المصدرين للنفط في العالم.

وبعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران بعد عام 2018 بحظر تصدير نفطها إلى دول العالم، وبعد القرار المماثل بحظر تصدير النفط والغاز الروسيين بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، تزايدت المخاوف التي ترجمت بعد ذلك في ارتفاع كبير بأسعار النفط ليتخطى سعر برميل برنت حاجز الـ 100 دولار، فضلًا عن لجوء دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية للسحب من مخزونها من النفط الصخري ليتسبب القرار في حالة ارتباك كبيرة في الأسواق العالمية.

وبعد حالة من الهبوط شهدتها أسواق النفط العالمية مؤخرًا بعد أن هبط مستوى سعر برميل برنت إلى مستوى 88 دولار للبرميل، عادت الأسعار للارتفاع مرة أخرى مدعومة بقرار منظمة أوبك بلس القاضي بخفض الإنتاج لتعود أسعار النفط للارتفاع حيث سجلت اليوم العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 97.50 دولار للبرميل، كما توقفت تداولات العقود الأجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند مستوى 92.19 دولار للبرميل.

تبعات قرار أوبك بلس

وسيتسبب ذلك القرار في ارتفاع مماثل في أسعار المشتقات البترولية مثل الكيروسين والجاز والغاز في ظل العقوبات المفروضة على روسيا من جهة وإيران من جهة أخرى، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت هي الأخرى في تسارع وتيرة التضخم الاقتصادي حول العالم، وتسببت في خروج تظاهرات واحتجاجات في كثير من العواصم الأوروبية كان أخرها فرنسا بعد أن خرج متظاهرون بسبب عدم وجود البترول في محطات الوقود، فضلًا عن ارتفاع الأسعار إن وجد.

الأمر بالطبع لا يتوقف عند مستوى محطات الوقود للسيارات، حيث قد يتصاعد إلى أزمات أخرى تتعلق بمعيشة المواطنين في داخل المنازل حيث سيؤثر غياب مشتقات الطاقة والبترول والبنزين والغاز وغيرها على ندرة تلك الموارد في داخل المنازل حيث سيمر الكثير من دول أوروبا بشتاء قارس يصعب معه استخدام التدفئة المعتادة على أن يعودوا إلى التدفئة بالأخشاب بعد حرقها، وهو ما قد يدعوهم للجوء إلى الغابات لقطع الأشجار ويعيدهم الأمر إلى فترات زمنية سحيقة.