ليبيا من جديد (تقرير صوتي )

الدبيبة وأردوغان
الدبيبة وأردوغان

عادت ليبيا إلى الوراء مجددًا.. وبات عبد الحميد الدبيبية رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها يسير على خطى سلفه فايز السراج، بعد أن أبرم مع الجانب التركي اتفاقية من شأنها أن تسمح لتركيا بالتنقيب عن النفط في المياة والأراضي الليبية، استنادًا إلى مذكرة التفاهم التي كان قد أبرمها فايز السراج مع أردوغان في عام 2019.. ليسدل الدبيبة الستار عن كل الاتفاقيات التي من شأنها أن تجلب الاستقرار إلى ليبيا في المستقبل القريب.

الاتفاقية الجديدة أبرمها عن الجانب الليبي نجلاء المنقوش وعن الجانب التركي مولود تشاووش أغلو، وبعدها التقى الدبيبة بأردوغان ليضعا معًا حجر الأساس لعلاقات جديدة قائمة على السماح بالتوسع التركي على الأراضي الليبية، ومن أجل استعادة التموضع والتواجد الميليشاوي على أراضي المناطق الغربية في ليبيا، في الوقت الذي يرفض فيه الدبيبة تسليم مقار الحكومة الليبية للحكومة الجديدة الحائزة على ثقة البرلمان الليبي والتي يرأسها فتحي باشاغا.

هذه الاتفاقية الجديدة والتي بموجبها يتحدى الدبيبة العالم كله ويرسخ لبقاءه دون قواعد قانونية ولا دستورية لا تستهدف الحفاظ على تواجده في السلطة المنتهية صلاحيتها فقط.. بل تؤسس لمرحلة جديدة من التوتر على التراب الليبي.. وخلاف بين الليبيين على اقتسام منافع النفط.. وعلاقات متوترة بين ليبيا ودول شمال إفريقيا في وقت تحاول فيه أنقرة تحسين أوضاعها مع الجميع... ففي مصر تسعى تركيا إلى استعادة قدرتها على التواصل مع القاهرة.. وترغب كذلك في انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي... لكن يبدو أن أردوغان يريد اللعب على الحبلين.. وعينه على كل مناطق الثروة، وكل ذلك على جثة ليبيا وشعبها.