ماذا بعد رفض الحوثيين تمديد الهدنة؟

رفض الحوثيين للهدنة
رفض الحوثيين للهدنة في اليمن

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، يوم أمس الأحد، عدم التوصل لاتفاق على تمديد الهدنة، وذلك بعد تقديم البعثة الأممية لمقترح جديد إلى الأطراف في مطلع أكتوبر لتمديد الهدنة لمدة 6 أشهر، مع إضافة عناصر آخرى.

وأعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق، داعيا الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف.

وتضمن المقترح الذي قدمه غروندبرغ دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة دون عوائق، وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين.

كما تضمّن الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات العامة.

موقف الحكومة اليمنية

الحكومة اليمنية، أكدت موافقتها على المقترح المعدل الذي تقدمت به الأمم المتحدة لتمديد الهدنة، الذي انتهى سريانها منتصف ليلة أمس.

وقالت الحكومة أنها ستتعامل بإيجابية مع المقترح المحدث للتمديد، انطلاقًا من حرصها على إنجاح الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع أبناء الشعب اليمني في كل المحافظات دون اي تمييز، والسعي لتوسيع فوائد الهدنة وضمان دفع المرتبات للتخفيف من معاناتهم التي تسبب بها انقلاب الحوثيين.

موقف متصلب ومتعنت للحوثيين

الحوثيون أعلنوا رفضهم مقترح الأمم المتحدة الأخير، مبديين إصرارهم على تنفيذ شروطهم وتضمينها ضمن بنود توسعة الهدنة وتمديدها.

وشملت شروط الحوثيين صرف مرتبات موظفي قطاعات الدولة في مناطق سيطرتها من عائدات مبيعات النفط الخام والغاز في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، كما تمسكوا بفتح طرق فرعية فقط في تعز غير تلك التي تم التوافق عليها قبيل انطلاق الهدنة في أبريل الماضي.

وهدد رئيس "المجلس السياسي الأعلى" للحوثيين يوم أمس الأحد "الشركات النفطية والملاحية الأجنبية العاملة في البلاد، مطالبا إيقاف أنشطتها بشكل كامل، محملا إياها مسؤولية تجاهل ما سيصدر خلال الساعات المقبلة".

بين ضعف موقف الحكومة وتخاذلها، مقابل تصلب الحوثيين، الجنوب يقف وحيدا في مواجهة الحوثيين:

مثلما كان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي صادقا وهو يؤدي اليمين الدستورية لحظة تنصيبه عضوا في مجلس القيادة الرئاسي اليمني، هو الوحيد الذي سارع إلى التصريح الصادق حيال تمديد الهدنة مع الحوثيين قائلا: "تعاطينا الإيجابي مع مبادرات تمديد الهدنة لا يلغي حقنا في حماية أمن واستقرار بلادنا". 

"وبينما جاء الرد الحوثي على المواقف الإيجابية من الهدنة في صورة قصف عشوائي استهدف محافظة الضالع الجنوبية دون غيرها... لم يخرج أي من أعضاء الرئاسي اليمني أو الحكومة أو مايسمى بالجيش الوطني للتصريح بحق الرد على أي اعتداء حوثي محتمل، وكأن الاعتداء الحوثي على مناطق سيطرتهم غير وارد أو في حكم التفاهمات الشمالية الشمالية". كما أوضح الباحث السياسي الجنوبي بدر قاسم محمد.

الخلاصة 

 موقف الحوثيين واضح وصريح وعدواني بشكل سافر وخاصة ضد المناطق والقوات الجنوبية... يقابل ذلك ضعف في موقف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة التي تكتفي بالتصريحات الفضفاضة دون اتخاذ أي إجراءات عملية ملموسة أو حتى استعدادات للتعامل مع العدوان الحوثي...وهو ما ينبغي أن تفهمه القوى المناهضة للحوثيين، وكذلك التحالف العربي والمجتمع الدولي.