بعد تفاقهم ظاهرة الدجالين.. خبراء: البعد عن الدين السبب الوحيد لتنامي الخرافات

دجال
دجال

تفاقمت مؤخرًا ظاهرة الدجالين والمشعوذين، الذين يوهمون ضحاياهم بعلاجهم من المس والحسد والعين والقرين وغيرها سواء بالقرآن أو الرقية الشرعية، أو حتى من خلال مواد عشبية يطلبونها بأموال طائلة من ضحاياهم، ما تسبب في تصاعد تلك الظاهرة وكثرة عددهم في مصر وكثير من الدول العربية.

وبعد أن نجحت الأجهزة الأمنية في القبض على الشيخ إبراهيم شهاب، آخر دجال تم القبض عليه، بتهمة تجارة العقاقير غير المرخصة، والكثير من الأدوية مجهولة المصدر والتي يقنع بها ضحاياه بأنها تطرد الجن والشياطين  والمس والحسد والعين وغيرها، باتت تلك الظاهرة محل نقاش وجدال كبيرين على كافة المستويات.

وكشفت الأجهزة الأمنية عن تزايد حملات ضبط الدجالين والمشعوذين، حيث سبق أن أعلنت وزارة الداخلية عن القبض على محمد أبو الهول، والذي يعد من أحد أبرز الدجالين في محافظة قنا بصعيد مصر، والذي كشفت التحقيقات والكشف الطبي الذي أجري عليه أنه يتعاطى مخدر "الشابو"، ويوهم ضحاياه بأن لديه القدرة على فك جميع أنواع السحر وطرد المس والشياطين.

كما سبقه في تلك المهنة "عم حجاب" الذي تعرض مؤخرًا لحرق منزله من قبل أهالي محافظة الإسماعيلة، بعد أن أوهم ضحاياه بقدرته على علاج النساء من المس والسحر، وإيجاد حلول للمشاكل العائلة والعاطفية وتزويج الفتيات، وهو الأمر الذي تفاقم بعد فشله في الكثير من تلك الامور وتسبب بعد ذلك في هياج كبير من الأهالي الذين أشعلوا النيران في منزله.

من جانبه يرى الدكتور علي سالم، أستاذ علم النفس، إن الكثير من الضحايا في مناطق الأرياف وغيرها من المناطق النائية يقعون فريسة لهؤلاء الدجالين الذين يستغلون فقر الكثير من الأهالي واحتياجاتهم من أجل النصب عليهم، وإيهامهم بقدرتهم الزائفة على حل جميع  مشاكلهم سواء المادية أو حتى العاطفية.

وأضاف سالم في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز" أن قدرة الدجال على الإيقاع بفريسته تتأتى من خلال استغلال الدجال لحاجة الفريسة بعد أن بات من الصعب الحصول عليه بالطرق المتعادة بالنسبة للشخص الذي ضعفت نفسيته أمام الطريق السهل بالنسبة له وهو اللجوء لمثل هؤلاء الدجالين والمشعوذين

ويضيف الشيخ سالم محمود، أحد أئمة الأوقاف، إن الأزمة إن تلك الظاهرة متصاعدة في كثير من المناطق، وليس في المناطق الريفية فقط، بل تتزايد معدلاتها أيضًا في المدن، حيث يصعب على الأجهزة الأمنية تعب هؤلاء، في ظل أن مناطق الأرياف يسهل فيها تعقب هؤلاء الدجالين والمشعوذين.

وأضاف لـ "متن نيوز".إن البعد عن الدين هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل من هؤلاء المواطنين فريسة سهلة للدجالين والنصابين، حتى لو كان هذا الدجال يوهم مرضاه بعلاجهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية وغيرها، إلا أن بعد الناس عن أمور دينهم واليقين بأنه لا يوجد ما يضر إلا بأمر الله هو السبب الأبرز لوقوعهم في براثن الدجالين.