بحزمة مساعدات ضخمة.. هكذا تواجه ليز تراس التضخم في بريطانيا

متن نيوز

كشفت ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية، عن رصد حزمة مساعدات ضخمة للأسر والشركات اليوم الخميس، في مواجهة ارتفاع التضخم وأسعار الطاقة، بعد يومين من تسلمها رئاسة الوزراء.

ويتوقع أن تعلن ليز تراس حوالي الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، في البرلمان عن تجميد فواتير الكهرباء وإجراءات أخرى يتوقع أن تكلف إجمالًا حوالي 100 مليار جنيه إسترليني وفقًا للصحافة البريطانية، وهي أرقام فلكية تنافس كلفة التدابير التي تم تبنيها خلال جائحة كوفيد.

ويتعين على رئيسة الوزراء الجديدة، المحافظة التي تستلهم سياسة تاتشر، أن تعلن عن تخفيضات ضريبية لتحفيز الاقتصاد المهدد بالركود في نهاية العام، لكن تراس ترفض فرض رسوم على الأرباح الهائلة لعمالقة النفط والغاز، بحجة تشجيع الاستثمار وتشجيع التنقيب في بحر الشمال.

وقد يكون وقف تعليق "التصديع الهيدروليكي" (فراكنغ لاستخراج النفط والغاز الصخري) أيضًا على جدول أعمالها وفقًا لبعض وسائل الإعلام البريطانية، حتى وإن كان سلفها بوريس جونسون قد شكك في جدوى ذلك، وقالت ردًا على أسئلة النواب خلال حضورها أول جلسة برلمانية أمس الأربعاء بصفتها رئيسة للحكومة "سأتخذ إجراءات فورية لمساعدة الناس في فواتير الطاقة، لكنني أريد أيضًا أن نؤمن إمدادات الطاقة لدينا".

ويتوقع أن يرتفع سقف فواتير الطاقة للأفراد نظريًا بنسبة 80% في الأول من أكتوبر المقبل، وبعد أن تضاعف منذ عام، يُخشى، إذا لم تفعل الحكومة شيئًا، أن يرتفع مرة أخرى العام المقبل إلى حوالي 5 آلاف جنيه إسترليني سنويًا لأسرة متوسطة، وفقًا للتقديرات، مما يغذي زيادة التضخم المتسارع.

وتعتمد المملكة المتحدة بشكل كبير على أسعار الغاز التي زادت سبعة أضعاف خلال عام واحد، ولا سيما بسبب التوتر في الإمدادات منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وكانت أسعار الكهرباء والغاز بالجملة تُحمَّل بالكامل حتى الآن للشركات والأسر، على الرغم من مساعدة منحتها الحكومة السابقة ولكنها سرعان ما ثبت أنها أبعد من أن تكون كافية.

وحذر اقتصاديون ومنظمات غير حكومية ونقابات وحتى شركات الطاقة باستمرار من أن غالبية الأسر البريطانية ستعاني هذا الشتاء، وبذلك يتوقع أن تجمد ليز تراس الفواتير السنوية لأسرة متوسطة عند 2500 جنيه، وهو ما يمثل، وفقًا للعديد من وسائل الإعلام بما في ذلك التايمز، إنفاقًا هائلًا قدره 150 مليار جنيه إسترليني، سيتم تمويله من خلال الديون.

وهذا أكثر من ضعف مبلغ 70 مليار جنيه استرليني تم إنفاقه على دفع أجور العاملين طوال فترة الجائحة، كما أنه تحول جذري عن الحملة التي قادتها ليز تراس التي وصفت المساعدات المباشرة بأنها "إسعافات أولية" لن تحل المشاكل الأساسية.

ولكن المساعدات المباشرة الضخمة والتخفيضات الضريبية تخيف الأسواق التي تخشى من حدوث خلل خطير جديد في المالية العامة بعد الجائحة، وفي إشارة إلى عدم ثقة المستثمرين، قفزت سندات الخزانة البريطانية لأجل 10 سنوات بأكثر من 3% أول أمس الثلاثاء، وهي أعلى نسبة في خلال عقد.

ولكن وزير الخزانة الجديد كواسي كوارتنغ أكد أمس أنه في حين أن زيادة الاقتراض العام "ضرورية على المدى القصير"، فإن الحكومة الجديدة تهدف إلى "الاستقرار النقدي وضبط الميزانية على المدى المتوسط" بفضل نمو الاقتصاد الذي سيكون أسرع من الدين العام.

وقال نيل شيرينغ، الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، إن تجميد أسعار الغاز والكهرباء للمستهلكين يمكن أن يهدئ التضخم، الذي توقع أن يصل إلى 11% فقط في أكتوبر المقبل، ومع ذلك يضيف أن الاقتصاد سيدخل في حالة ركود ولكن هذا سيقتصر على انكماش بنسبة 0.5% فقط.