باحث عراقي: ما يحدث اليوم هو أحد الفصول الأخيرة من حياة النظام السياسي

فراس إلياس
فراس إلياس

أكد الدكتور فراس إلياس، الباحث السياسي العراقي، أن ما يجري في العراق حاليًا من حالة انسداد سياسي وتظاهرات واقتحام المتظاهرين للقصر الرئاسي وما تابع ذلك يعد أحد الفصول الأخيرة من حياة النظام السياسي في العراق، هذا النظام الذي لم يعد قابلًا للحياة، ولم تعد القوى التي أسسته قادرة على الإنسجام معه.

وأضاف أن أخطر ما يمكن التفكير به هو إقحام المرجعيات الدينية بالصراع السياسي، بل وجعله سلاحًا يستخدم لتصفير شرعية الآخر.

وأشار إلى أن المحاولة الأخيرة بضرب وجود وتأثير الصدر عبر المرجع كاظم الحائري يشير إلى نقلة نوعية في طبيعة الصراع السياسي في العراق، وهو صراع أزلي متمثل بين شرعية كل من قم والنجف، أو حتى شرعية تمثيل خط السيد محمد صادق الصدر.

وتابع قائلًا: "كلا الطرفين الصدر وإيران، بدؤوا يدركون أن دفع الأمور نحو حافة الهاوية قد ينهي الإنسداد الحالي، الصدر عبر التصعيد، وإيران عبر التلويح بالحلول المتطرفة".

واستطرد أن الخشية الأبرز تتمثل في أن كلا الطرفين لم يعودان قادران على الإنتظار أكثر، الصدر يخشى من طول مدة إعتصام جمهوره وتململه، وإيران المقبلة على صفقة نووية تعهدت من خلالها بعدم إثارة الإستقرار في دول المنطقة.

وأكد قائلًا: "لا أعتقد بأن هناك دور منتظر يمكن أن تقدم عليه المرجعية الدينية في النجف، فهي لا زالت محبطة من دعمها للعملية السياسية والدستورية في عام 2005، وفتوى الجهاد الكفائي في عام 2014، ومن ثم فهي على ما يبدو غير معنية بالتعامل مع عملية سياسية إعتادت التحايل السياسي عليها، إلا بضمانات وتعهدات واضحة".

وشدد إلياس على أن الفاعل الدولي وتحديدًا الأمم المتحدة لا زالت لم تتوصل إلى قناعة واضحة بأن ما يجري في العراق يشكل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين، وإنما الوضع لا زال في طور المتابعة والمراقبة، وفق المواد 24 و34 من الميثاق، وهو ما أكد عليه بيان البعثة الأممية الأخيراليوم.

ونوه إلى أن الولايات المتحدة غير معنية بما يجري حتى الآن، وقد تكون بإنتظار الفائز من الصراع الحالي للتفاهم معه، فهي لم تعد مهتمة كثيرًا بما يجري، وما حصل في طرابلس قبل يومين دليل على طريقة التفكير الأمريكي الجديدة في صراعات المنطقة.

وتوقع الباحث السياسي العراق أن تحصل مناوشات مسلحة وهجمات صاروخية، قد تكون محدودة أو لدفع الأمور نحو اللا معقول، لكن يبقى الأمر متعلق بموقف المحكمة الإتحادية يوم غد، فهي من سيفصل بين توجه العراق نحو الفوضى أو الإستقرار.

وشدد على أن حل البرلمان والذهاب نحو انتخابات مبكرة دون شروط مسبقة هو الحل الوحيد، دون ذلك فنحن ذاهبون لفوضى طويلة الآمد.