الباحث السياسي عمرو الشوبكي: أحداث العراق تعكس أزمة منظومة الحكم القائمة على المحاصصة الطائفية

عمرو الشوبكي
عمرو الشوبكي

قال الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن أنصار الزعيم العراقي مقتدى الصدر دخلوا إلى البرلمان العراقي وأعلنوا اعتصاما مفتوحا داخله، وبات واضحا أن هذا المشهد أكبر من مجرد احتجاج إنما يعكس أزمة منظومة الحكم القائمة على المحاصصة الطائفية. 

وأضاف في تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك" أن العراق شهد محاولات لتعديل آو مواجهة أو إصلاح هذه المنظومة سواء من داخل أجهزة الدولة بانتخاب مصطفي الكاظمي الرجل المدني الذي تدرج داخل سلم جهاز المخابرات حتى وصل إلى قمته،  واستثمر واقع شعبي رافض للأحزاب والعملية السياسية وأجري إصلاحات غير كافية في أجهزة الدولة، بسبب تدخلات أحزاب المحاصصة الطائفية وسطوة الميليشيات، وونجح في إعادة العراق إلى محيطة العربي.

وأشار إلى أن محاولة قوي الحراك الشعبي التي دافعت بقوة عن الدولة المدنية وواجهت منظومة الأحزاب الطائفية وسقط من شبابها مئات الشهداء وواجهت بالعنف من الميليشيات الطائفية، وحتي التيار الصدري واجه الحراك بالعنف، وفي النهاية لم يحصل علي تمثيل يذكر في البرلمان، لافتًا إىل أن ما يجري حاليًا من الصعب وصفه بالكامل إنه مشروع إصلاحي فالتيار الصدري هو قوى دينية ومذهبية محافظة ولكنه أكثر استقلالية تجاه إيران من كثير من أطراف الإطار التنسيقي الذي يضم الأحزاب الشيعية الرئيسية، كما بني تنظيم محكم نجح قائده مقتدى الصدر في السيطرة عليه.

وتابع قائلًا: "محاولة التيار الصدري للتغيير كانت في البداية من خلال البرلمان، فخاض الانتخابات الأخيرة وحصل على الأغلبية النسبية (٧٣مقعدا) وحاول على مدار ٧ أشهر ان يشكل الحكومة، ولكنه فشل بسبب رفض باقي القوي له، مما دفع نواب التيار في ١٢ يونيو الماضي إلى الاستقالة من البرلمان".

واستطرد أن المفارقة تكمن في أن من حلوا مكان هؤلاء النواب هم خصومهم من الإطار التنسيقي الذي يقوده المالكي فدخل منهم ٦٤ نائبا جديدا مع نوابهم الأصليين ليصبح عددهم حوالي ١٣٥ يشكلون الأغلبية، وأعلنوا عن تسميه رئيس حكومة جديد هو محمد شياع السوداني، عبر نفس منظومة المحاصصة الطائفية التي انتفض ضدها قطاع واسع من الشعب العراقي.