الكعبة المشرفة ترتدي كسوتها مع حلول العام الهجري الجديد

متن نيوز

أعلنت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، عن إزالة كسوة الكعبة المشرفة وإنزال الكسوة الجديدة، بالتزامن مع حلول الساعات الأولى من يوم السبت الذي يصادف بداية العام الهجري الجديد 1444.

ويأتي ظهور الكعبة المشرفة بحلّة جديدة، في تقليد جديد لم يكن متبعًا من قبل، حيث كان يوم عرفة هو موعد استبدال الكسوة كل عام.

وأشرف نحو 50 عاملًا مع مصنع الكسوة، على عملية إزالة الكسوة القديمة وإنزال الكسوة الجديدة وفق خطوات منظمة يتم فيها الاستعانة برافعات مخصصة بينما أتيح للمتواجدين في صحن المطاف من مصلين ومعتمرين وحجاج لم يغادروا بعد مشاهدة تلك الخطوات الرمزية ذات المكانة في نفوس المسلمين.

واختارت السعودية هذا العام، بدء العام الهجري الجديد لكسوة الثوب الجديد للكعبة بدلًا من يوم عرفة الذي كان يصادف وجود الحجاج خارج الحرم، ما يسهل عملية إنزال الثوب القديم ووضع الثوب الجديد ورفع أجزائه السفلية لمنع وصول بعض الحجاج إليه بهدف التبرك الذي ينهى عنه رجال الدين.

وتم توثيق الحدث بعدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها الرئاسة العامة لشؤون الحرمين التي تشرف على الحرم المكي، بجانب البث المباشر في مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة للبث المباشر لقناة القرآن الكريم التلفزيونية وعدد كبير من القنوات التي تنقل منها.

واعتادت رئاسة الحرمين، كل عام، رفع ثوب الكعبة ذي اللون الأسود ثلاثة أمتار للأعلى، بهدف الحفاظ على نظافة وسلامة الكسوة ومنع العبث بها، حيث يشهد المطاف أعدادًا كبيرة من الحجاج الذين يحرص بعضهم على لمس ثوب الكعبة، والتعلق بأطرافه؛ وحتى اقتطاع أجزاء منه للتبرك، ما يعرّض الثوب لبعض الضرر.

ويتم رفع ثوب الكعبة المشرفة، وتغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريبًا من الجهات الأربع، ويعاد إلى وضعه الطبيعي بعد انتهاء موسم الحج.

،لكن مع تأجيل إنزال الكسوة الجديدة ليوم الأول من شهر محرم الهجري، بداية العام، تُرك الثوب دون رفع، حيث غادر غالبية الحجاج للأراضي السعودية.

وتصنع كسوة الكعبة المشرفة في مجمع الملك عبدالعزيز لصناعة كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، حيث تحاك من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود ويزدان بآيات قرآنية وزخارف إسلامية مطرّزة تطريزًا بارزًا بالخيوط الذهبية.

ويشارك نحو 200 شخص في صناعة الكسوة على مدى نحو تسعة أشهر في مصنع كسوة الكعبة الحالي الذي بني في منطقة أم الجود في مكة العام 1977.

وتقدر تكلفة ثوب الكعبة الذي يتم استبداله كل عام، بنحو 6 ملايين دولار، فيما يتم تقطيع الكسوة القديمة بعد انتهاء موسم الحج إلى قطع صغيرة وتوزع على شخصيات بارزة ومنظمات دينية تعتبر هذه القطع تراثا نفيسا.

وتمر عملية صناعة الكسوة بعدة مراحل بدءا من الصباغة مرورا بالنسيج الآلي والنسيج اليدوي والطباعة والتطريز وحتى حياكتها وتجميعها.

ويصنع ثوب الكعبة من نحو 700 كيلو غرام من الحرير الخام المستورد من إيطاليا، ويتم تطريزه بخيوط الفضة وخيوط الفضة المطلية بالذهب والمستوردة من ألمانيا، والتي يبلغ وزنها نحو 12كيلو غرامًا من تلك الأسلاك.