الحوثيون في اليمن استفادوا من الهدنة أكثر من غيرهم

اليمن
اليمن

في حرب اليمن التي تسير في عامها الثامن بات تمديد الهدنة هو الأمر الواقع والمرجح. فالمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ سارع إلى زيارة إلى المنطقة لإجراء جولة للوصول إلى التمديد، مستفيدًا من جملة تعزيزات تلقاها حديثًا، سواء البيان السعودي - الأميركي المشترك، أو بيان "قمة جدة للأمن والتنمية"، أو بيان الخماسية.

شبه إجماع                   

كثيرة هي اللقاءات والبيانات والمواقف اليمنية والإقليمية والدولية التي تدعم المبعوث الأممي والهدنة، إلا أن الحوثيون وحدهم  الذين أصدروا بيانًا رسميًا يلوح برفض تمديد الهدنة، رغم ضعف حججهم وإنهاك قواهم ورغم أنهم أخذوا من اتفاق الهدنة ما هو لصالحهم: وقف النار، رحلات مطار صنعاء، تدفق الوقود للحديدة.

شهد الملف اليمني متغيرات لافتة خلال النصف الأول من عام 2022 تسليم السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي، وتسمية 7 نواب لرئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي كانت بمثابة النقلة النوعية الكبرى لكل القوى المناهضة للانقلاب الحوثي.

 جاءت الهدنة متوجة لبدء مشاورات الرياض التي بدأت في 29 مارس (آذار) 2022، وفي الثاني من أبريل (نيسان) 2022 أعلنت الأمم المتحدة عن الهدنة وبنودها. وقبل أن تنتهي، جرى إعلان تمديدها شهرين آخرين، ويرمي الزخم الدولي إلى تمديدها ستة أشهر أخرى.

اللافت في الهدنة هو أن الحوثيين لم يُطلب منهم سوى أمرين: وقف النار، وهو ما نفذته الميليشيات جزئيًا أي وقف عملياتهم ضد اراضي التحالف فقط وفتح المعابر.

تمديد حوثي أيضًا في النهاية

رغم التلويحات الحوثية التي تهدد بعدم جدوى التمديد فإن المعطيات والمعلومات تذهب إلى عكس ذلك؛ فالحوثيون استفادوا أكثر من غيرهم من الهدنة.

ولهذا، فإن جماعة الحوثي سوف توافق على  تمديد الهدنة في النهاية، فالضربات التي شنها التحالف منذ سبتمبر (أيلول) 2021 وحتى قبل الهدنة كانت دقيقة وتسببت بخسائر للحوثيين ومنعتهم من دخول مأرب، أو حتى الاستمرار في الهجمات، وهو ما يدفعها إلى قبول الهدنة على مضض. 

ومع ذلك فإن الحوثيين لم يتوقفوا قط عن الاستقطاب والتجهيز العسكري، على عكس الحكومة اليمنية النائمة في العسل فيما يتصل بالحوثيين، والغارقة بشراسة في معارك جانبية ضد الجنوبيين. 

إذا، ما الجدوى من تمديد هدنة لا يلتزم بها طرف الحوثيين؟

يدرك الحوثيون أن العودة إلى الحل العسكري ستكون باهظة الثمن. ولعل درس تحرير مديريات شبوة على أيدي القوات الجنوبية، والضربات النوعية لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية كانا خير دليل على أن خصمهم حتى إن كانت تكتيكاته العسكرية دفاعية إلا أنها أظهرت كفاءة في إجبارهم على الهدنة.

على المجتمع الإقليمي والدولي وخاصة السعودية والولايات المتحدة ممارسة ضغوط أقوى على الحوثيين، وإخضاعهم لعقوبات دولية من خلال قيادتهم السياسية والعسكرية، والضغط على إيران كذلك لأن جماعة الحوثيين أداة من أدواتها الإرهابية في المنطقة العربية وتمولها بالمال والسلاح الذي تقتل به اليمنيين وترهب به المنطقة ودول الجوار.