المناخ وحرائق أوروبا

حرائق
حرائق

بات يتردد على أسماعنا يومًا بعد يومًا أن هناك ما يعرف بـ "أزمة المناخ" وهي الأزمة التي تعقد لها المؤتمرات  والقمم العالمية، وكأن أحوال الطقس ودرجات الحرارة باتت أم الأزمات التي قد تتسبب في إنهاء الحياة على كوكب الأرض.

ومن أجل أن نبرز حقيقة الأمر حول عقد قمة عالمية للمناخ في مصر في نوفمبر من العام الجاري، ومن أجل معرفة حقيقة الأمر من وراء منتدى بترسبرج الألماني حول المناخ، لا بد من التركيز على عدة نقاط مهمة أولها أن هناك عدد من الدول ذات الطبيعة الثلجية والتي يتميز طقسها بالانخفاض الكبير في درجات الحرارة باتت تسجل ارتفاعًا غير مسبوق في معدل درجات الحرارة لديها.. حتى أن دولة مثل بريطانيا والتي في يوم من الأيام كانت تسمى عاصمة الضباب،، باتت درجات الحرارة لديها تتجاوز الـ 40 درجة مئوية.

هذه الأزمة جعلت من إحدى السيدات البريطانيات تنشر مقطع فيديو لها وهي تقلي بيضة على لهب تابلوه سيارتها القابعة في أحد الشوارع الرئيسية بلندن على وقع ارتفاع درجة حرارة سيارتها.. كما تسببت درجات الحرارة المرتفعة في حرائق للغابات والمنازل في عاصمة الضباب.

الأمر لا يقف عند ذلك الحد... ففي إسبانيا فشلت كل الجهود من أجل إخماد حرائق الغابات التي اندلعت فيها النيران نتيجة تسجيل دول أوروبا درجات حرارة قياسية تسببت في سريان النار في هشيم المزارع والغابات، حتى تحركت النيران إلى دولًا مجاورة كالمملكة المغربية.

انتظروا.. هناك المزيد.. ففي فرنسا تم تسجيل أعلى معدل لدرجة الحرارة في تاريخ البلاد حيث تجاوزت درجة الحرارة حاجز الـ 38 والـ40 درجة في جزء كبير من البلاد... أما في إيطاليا فقد شوهد قاع نهر بو، أطول أنهار إيطاليا، الذي يشهد أسوأ موجة جفاف منذ 70 عامًا... وكأن كوكب الأرض بات ينظر إلى نفسه حزينًا على ما حل به من خطايا البشر.

وعلى هذا الأساس جاء الإعلان عن القمم المتتالية للمناخ، والقصد منها هو سلك سلوك يضمن الحفاظ على درجات الحرارة المعتدلة على كوكب الأرض، وظهرت على إثر ذلك مصطلحات جديدة لم يعهدها كوكبنا وهي إستراتيجية "الأخضر المستدام" وما سيتلوها من سلوكيات قد تعود على طبيعة الحياة على ذلك الكوكب الشقي.