بعد التظاهرات الدموية.. هل يستمر الجمود السياسي داخل ليبيا؟

متن نيوز

اقتحم محتجون البرلمان الليبي في مدينة طبرق بشرق البلاد وأشعلوا النيران في أجزاء منه، معربين عن غضبهم من تدهور الأوضاع المعيشية وشهور من الجمود السياسي.

 

وأفادت وسائل إعلام محلية أن الدخان الأسود تصاعد فيما أحرق رجال إطارات وأحرقوا سيارات خلال الحادث يوم الجمعة بعد أن اقتحم متظاهر بوابة المجمع بجرافة وآخرون هاجموا الجدران بأدوات البناء، وكان المبنى فارغًا، حيث يصادف يوم الجمعة عطلة نهاية الأسبوع في ليبيا.

 

ويقع مقر مجلس النواب الليبي في طبرق، على بعد أكثر من 600 ميل (1000 كيلومتر) شرق العاصمة طرابلس، منذ الانقسام بين الشرق والغرب في عام 2014 بعد ثلاث سنوات من ثورة شعبية أطاحت بالدكتاتور معمر القذافي.

 

ويوجد مجلس تشريعي منفصل، يُعرف رسميًا باسم المجلس الأعلى للدولة، في طرابلس حيث لا تزال الدولة الواقعة في شمال إفريقيا الغنية بالنفط منقسمة بين إدارات متنافسة تتنافس على السيطرة.

 

وعانت ليبيا، بسبب حرارة الصيف الشديدة، من انقطاع التيار الكهربائي لأيام - وهو الوضع الذي تفاقم بسبب الحصار المفروض على منشآت النفط الرئيسية وسط الخصومات السياسية الراسخة، وهتف المتظاهرون "نريد أن تعمل الأنوار" ولوح بعضهم بأعلام نظام القذافي الخضراء.

 

وأدان مجلس النواب "أعمال التخريب والحرق" لمقره، في غضون ذلك، أعرب رئيس الوزراء المؤقت في حكومة طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، عن دعمه لمخاوف المحتجين في رسالة على تويتر.

 

وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا منذ أشهر: الأولى في طرابلس بقيادة الدبيبة، والأخرى برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا. 

 

وكان الهدف من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر الماضي، إنهاء عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بعد انتهاء آخر جولة عنف رئيسية في عام 2020.

 

ومع ذلك، لم يتم إجراء التصويت أبدًا بسبب العديد من الترشيحات المثيرة للجدل والخلافات العميقة حول الأساس القانوني للانتخابات بين مراكز القوى المتنافسة.

 

وقالت الأمم المتحدة إن المحادثات بين المؤسسات الليبية المتناحرة بهدف كسر الجمود فشلت في حل الخلافات الرئيسية.

 

التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري في مقر الأمم المتحدة بجنيف لمدة ثلاثة أيام لمناقشة مسودة إطار دستوري للانتخابات.

 

وقالت ستيفاني ويليامز، كبيرة مبعوثي الأمم المتحدة في ليبيا، إنه بينما تم إحراز بعض التقدم، إلا أنه لم يكن كافيًا للمضي قدمًا نحو الانتخابات، حيث لا يزال الخلاف بين الجانبين بشأن من يمكنه الترشح في الانتخابات الرئاسية.

 

وأدان ويليامز اقتحام المقر: "يجب احترام وحماية حق الشعب في التظاهر السلمي، لكن أعمال الشغب وأعمال التخريب مثل اقتحام مقر مجلس النواب في وقت متأخر من أمس في طبرق غير مقبولة تمامًا".

 

وتبدو احتمالات إجراء الانتخابات بعيدة كما كانت منذ أن عيّن البرلمان باشاغا، بحجة أن ولاية الدبيبة قد انتهت.

 

وبعد فشل باشاغا في دخول طرابلس في مايو، تولت الإدارة المنافسة منصبه في الشرق، في سرت، مسقط رأس القذافي الساحلية.

 

وكانت هناك مناوشات متكررة بين الميليشيات المسلحة في طرابلس، مما أثار مخاوف من عودة الصراع واسع النطاق، واحتشد المتظاهرون في مدن أخرى يوم الجمعة، بما في ذلك طرابلس، حيث رفع المتظاهرون صورًا متقاطعة لدبيبة وباشاغا، الأمر الذي يؤكد استمرار المشهد والانقسام داخل ليبيا في الآونة المقبلة.