القوات الإماراتية في اليمن دور تاريخي فعال وحاسم

القوات الإماراتية
القوات الإماراتية في اليمن

ظل الدور الإماراتي في اليمن طيلة سنوات الحرب موضوعًا للتحليل والنقاش على مستويات مختلفة، وبشكل خاص عقب انسحاب الإمارات من الحرب منتصف يوليو 2019م، رغم تأكيدها استمرار تحالفها مع السعودية في اليمن والحرب على لإرهاب.

حيث أكد بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة على أن" القوات الإماراتية وبالتعاون مع القوات الشقيقة والصديقة ستواصل حربها على التنظيمات الإرهابية في المحافظات اليمنية الجنوبية والمناطق الأخرى". [1]

خلق توازن سياسي وعسكري في المنطقة:

عمليات التحالف العربي التي بدأت في السادس والعشرين من مارس عام 2015م بمشاركة فعالة للقوات الاماراتية، ساهمت في " تأسيس توازن قوى سياسي وعسكري جديد في الشرق الأوسط، ومنع إيران من التدخل في شؤون جيرانها، في ضوء التصريحات العدائية التي أطلقها القادة السياسيون والعسكريون الإيرانيون في المرحلة الزمنية السابقة لعاصفة الحزم، والتي تتمثل في الامتداد الإيراني في المناطق العربية"[2] باعتباره جزءًا من مشروعها التوسعي.

تناغم الخطاب الحوثي مع الإخواني:

أما الحوثيون والإخوان فقد تقاسموا الأدوار في شن حملات من الأكاذيب والتحريض والحرب ضد التحالف العربي وبشكل خاص ضد الإمارات...على خلفية الدور الفعال والحاسم الذي اضطلعت به الإمارات وقواتها في التصدي لمخططات كل من الحوثيين والإخوان.

 منذ دخول الإمارات كشريك رئيسي ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أخذت على عاتقها مهمة المحافظة على مقومات الدولة اليمنية، وهزيمة المشروع الإيراني ودحر المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية.

ومنذ اللحظات الأولى لـ "عاصفة الحزم" التي انطلقت في 26 مارس 2015، كانت دولة الإمارات سباقة في إنزال جنودها بالعاصمة عدن للمساهمة في تحريرها، وكان لهم دورا كبيرا وبارزا في تحريرها والمحافظات المجاورة لها.

وبالتزامن مع ذلك، ساهمت القوات الإماراتية في تنظيم المقاومة الجنوبية ومن ثم القوات الجنوبية وكذلك الجيش الوطني وتأهيل المقاومة ضمن ألوية عسكرية، وقدمت خلال هذه المعارك، كوكبة من أبطالها شهداء رووا بدمائهم الطاهرة تراب اليمن، نصرة للحق والشرعية والواجب.

ومرارا، أكدت الإمارات دعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني ويساهم في استقراره وأمنه، مجددة التزامها بالوقوف إلى جانبه ودعم طموحاته المشروعة بالتنمية والأمن والسلام، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.

وكانت حريصة على أهمية تكاتف القوى اليمنية وتعاونها وتغليب المصلحة الوطنية العليا، للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها اليمن وفي مقدمتها الانقلاب الحوثي.

انسحاب إماراتي من استراتيجية الاقتراب المباشر:

بعد خمسِ سنوات من انطلاق "عاصفة الحزم"، وتحديدا في 9 فبراير/ شباط 2020، احتفت الإمارات بعودة جنودها البواسل الذين شاركوا في مهمتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" في اليمن بعد إنجازها مهام التحرير والتأمين والتمكينِ بنجاحٍ تام. 

وأعلنت الإمارات "التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر التي نفذتها قواتها المسلحة باحتراف عال إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر التي تنفذها القوات اليمنية بنفسها اليوم"[3]

وجاء كشف إنجازات القوات الإماراتية في تلك المرحلة التي استمرت على مدار 5 سنوات مثار فخر لكل إماراتي وعربي، حيث شاركَت القوات المسلحة البرية وحرس الرئاسة والعمليات الخاصة بجميع وحداتها، بأكثر من 15 ألف جندي في 15 قوة واجب في مختلف مدن ومحافظات اليمنِ.

وبلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها أكثر من 130 ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليونِ ساعة طيران، كما شاركت القوات البحرية وحدها في ثلاث قوات واجب بحرية بأكثر من خمسين قطعة بحرية مختلفة وأكثر من ثلاثة آلاف بحَّارٍ مقاتل.[4]

وأعلن نائب رئيس أركان القوات المسلحة القائد المشترك للعمليات المشتركة في اليمن، عيسى المزروعي "عن استشهاد 180 جندي وضابط اماراتي خلال الخمس السنوات على الأرض اليمنية" [5]

ساهمت القوات الإماراتية، منذ بداية الأزمة اليمنية، بجهود فعالة لدعم الشرعية في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار سعيها للتصدي للإرهاب والحفاظ على أمن منطقة الخليج، والأمن القومي العربي بشكل عام.

وأثبتت القوات الإماراتية بأنها قوة عسكرية قادرة على حماية أمنها وردع أي تهديد لأمن المنطقة العربية التي تواجه مخاطر جمة، أبرزها المطامع الإيرانية والإرهاب، فعملت في إطار التحالف العربي على التأكيد على عروبة اليمن وإنهاء المخطط الإيراني، وفرض الاستقرار في المنطقة بتجفيف منابع الإرهاب.

وتصدت القوات الإماراتية للمتمردين الحوثيين، واستعادت مواقع استراتيجية تشكل حجر أساس في الحفاظ على الأمن العربي، مثل باب المندب وغيره من الموانئ اليمنية التي كانت تستخدمها إيران في تهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية للحوثيين، الذين يستخدمونها بدورهم في استهداف المدنيين في اليمن وخاصة الجنوب وكذلك السعودية والإمارات.

وأولت القوات الإماراتية، اهتماما كبيرا لتحرير وتأمين مناطق الساحل الغربي في اليمن، وحققت سلسلة من الإنجازات الميدانية الكبيرة على هذه الجبهة، بدأت بتأمين مضيق باب المندب والمناطق القريبة منه، بالمشاركة مع قوات التحالف، ثم تحرير ميناء المخا.

كما قادت القوات المسلحة الإماراتية انتصارات قوات الشرعية باتجاه ميناء الحديدة، ثاني أكبر الموانئ اليمنية، وأحد المنافذ المهمة التي تستخدمها إيران في تمويل عملياتها العسكرية لوكلائها الحوثيين.

وفي إطار خطتها المتكاملة لتأمين وتحرير الساحل الغربي، أسهمت القوات الإماراتية في دعم قوات الشرعية اليمنية لتحرير مديرية وميناء الخوخة. وساندت قوات الشرعية في استرداد قاعدة خالد بن الوليد العسكرية المهمة، من أيدي المتمردين الحوثيين.

وتعد أحدث الانتصارات التي سطرتها القوات الإماراتية على هذه الجبهة هي تحرير مدينة حيس، لتقترب بذلك من هدفها النهائي لتأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ودعمت وما زالت تدعم القوات الإماراتية قوات المنطقة العسكرية الخامسة بالجيش اليمني في مديريات خرص وميدي بمحافظة حجة، بهدف السيطرة على الأماكن التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين في الشريط الساحلي الغربي، وإنهاء سيطرة الميليشيات على ميناء الحديدة.

مكافحة الإرهاب:

وعلى جبهة حضرموت، لعبت القوات الإماراتية دورا بارزا في التصدي لخطر إرهابيي القاعدة في محافظة حضرموت، إذ شنت وما زالت تشن عمليات نوعية، تشكل ضمانة حقيقية للأمن الخليجي والعربي، من خلال منع انتشار الإرهاب في المنطقة.

كما أسهمت القوات الإماراتية في استعادة مدينة المكلا، وإعادة الحياة الطبيعية إليها، وساعدت قوات النخبة الحضرمية في استرداد وادي المسيني من قبضة الفرع اليمني للقاعدة الذي يعد الأخطر في المنطقة.

ومع دورها في المعارك، توفر القوات المسلحة الإماراتية التدريب والتأهيل لقوات الشرعية في اليمن. وبفضل هذا التدريب أثبت هذه القوات جاهزية كبيرة في مكافحة الإرهاب.[6]

وعدى ذلك تواصل دولة الإمارات دورها الفعال والمهم في دعم عمليات التحالف ودعم القوات اليمنية وخاصة الجنوبية بكل الوسائل الممكنة... ناهيك عن الدعم السياسي والدبلوماسي الكبير بما تمتلكه الامارات من شبكة مصالح وتعاون استراتيجي مع الدول المؤثرة في صناعة القرار في شؤون المنطقة.

المراجع:

1-          وام/زكريا محيي الدين 3/10/2019

2-          غسان شبانة، عملية عاصفة الحزم: الأهداف والمخاطر، مركز الجزيرة للدراسات:، 22/4/2015

3-          صحيفة العين الإخبارية 28/5/2021م

4-          صحيفة العين الإخبارية 28/5/2021م

5-          وكالة أنباء الإمارات 10/2/2020

6-          سكاي نيوز عربية 25/3/2018