موت سريري.. هل يلفظ الاتفاق النووي الإيراني أنفاسه الأخيرة؟

مفاوضات الاتفاق النووي
مفاوضات الاتفاق النووي

لا تزال المناوشات تجري بين كلًا من إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ظل اتهامات من الوكالة الذرية لإيران بإخفاء معلومات عن عثور مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جزيئات يورانيوم مخصب في عدد من المنشآت النووية السرية، التي سبق أن منعت إيران المفتشين الدوليين من الولوج إليها وتفقد ما بها، وفي الوقت ذاته أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن رصاصة الرحمة على المفاوضات التي كانت تجري في العاصمة النمساوية فيينا، بعد أن أعلن أنه حسم أمره وقرر ألا يشطب الحرس الثوري الإيراني من قوائم العقوبات  والتنظيمات الإرهابية.

نهاية مأساوية

بايدن بذلك القرار وضع نهاية مأساوية للكثير من المفاوضات التي جرت على مدار أكثر من عام كامل في فيينا، في الوقت الذي أعلنت فيه الدول المتفاوضة مع إيران أنها نجحت في الوصول إلى مسودة اتفاق جرى الاتفاق على ضرورة التوقيع عليها من كلا الطرفين حتى يعود الجميع إلى مربع الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

ورغم ما تم إحرازه من تقدم إلا أن الطلب الإيراني بضرورة رفع كامل العقوبات عنها ورفع الحرس الثوري الإيراني وكامل شركاته ومؤسساته ورجاله من قوائم التنظيمات الإرهابية الأمريكية كان حجر عثرة في طريق التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين، في ظل مشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضات فيينا.

تعنت إيراني

الطلبات الإيرانية اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية تعنتًا واضحًا معها، في ظل ما أسفرت عنه العقوبات الأمريكية على إيران من تردي واضح في الأوضاع الاقتصادية، فضلًا عن انهيار كبير لقيمة العملة المحلية الإيرانية "التومان"، بالإضافة إلى التظاهرات الفئوية والاحتجاجات التي عمت البلاد مؤخرًا بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية والأساسية بقيمة 300%، وهو ما أجج الاحتجاجات في جميع مدن إيران، عززها انهيارمبنى كامل مكون من 10 طوابق في مدينة عبادان، وفشل السلطات الإيرانية في استخراج الجثث وتعزية الفاقدين، وهو مؤشر بالطبع على ضعف البنى التحتية الإيرانية ومدى تهالك المنشآت الداخلية، وعدم ثقة الشعب في السلطة والنظام بأكمله.

أما عن المفاوضات، فإن تقرير الوكالة الدولة للطاقة الذرية الأخير يفضح الممارسات الإيرانية في ظل تأكيدات من الوكالة بان إيران لديها كمية هائلة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يعني أن إيران قادرة على الوصول باليورانيوم المخصب إلى نسبة 90% في وقت أقل بكثير من الوقت الذي استهلكته في الوصول بنسب التخصيب إلى 60%، وهو ما يعزز المخاوف الأوروبية والعالمية من إمكانية تحول إيران إلى قوة نووية في المستقبل تهدد المجتمع الدولي بأسرة.

الخلاصة

لكن الأزمة الان تكمن في أن المفاوضات التي كان يأمل منها المجتمع الدولي أن تحد من قدرة إيران النووية وتقوض قدرتها على الوصول إلى السلاح النووي بات أمرًا في حكم العدم، في ظل انهيار كامل للمفاوضات التي كانت تجري بين الأطراف في فيينا، وهو ما يزيد المخاوف من استمرار إيران في تقليص التزاماتها من الاتفاق النووي، بالإضافة إلى تعزيز المخاوف من تنامي ميليشيات إيران في منطقة الشرق الأوسط، وتصعيد مرتقب بينها وبين إسرائيل على مستوى حوادث الاغتيالات.