المسلماني: فلندا والسويد خرجت من حقبة الحياد العسكري إلى "الحرب الباردة" ضد روسيا

أحمد المسلماني
أحمد المسلماني

أكد الكاتب السياسي ورئيس مركز القاهرة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد المسلماني، أن ما يحدث الان في العالم تجاوز ما كان يحدث قبل الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد تقدم السويد وفنلندا بطلب للانضمام لحلف شمال الأطلسي الناتو، مشيرًا إلى أن السويد وفنلندا بالتحديد كانت عواصم ثقافية وسياسية وكانت في موضع الحياد العسكري تجاه عدد كبير من القضايا.

خطر على روسيا

وأضاف أن الوضع الان يمثل حالة عسكرة إسكندنافيا، وهو ما لم يكن حادثًا في فترة الحرب الباردة، وأن الوضع الحالي خطير بالنسبة لروسيا، بسبب الحدود الكثيرة بين روسيا ودول حلف الناتو، مشيرًا إلى أن أكثر من 700 كيلو يضاف إليهم 1300 كيلو هي الحدود الاستراتيجية بين روسيا ودول حلف الناتو.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تحمل روسيا على توجيه الرؤوس النووية لها باتجاه فنلندا والسويد، وإقامة روسيا لتمركزات عسكرية حاشدة على حدودها مع فنلندا والسويد، وأن الاحتكاك على تلك المسافة الكبيرة قد تسبب صدام وتصعيد.

وتابع أن ذلك الوضع بالنسبة لروسيا هي خسارة كبيرة، ويمثل إرهاق كبير جدًا على روسيا، وهي في تلك الاونة تعطي إشارات على خطورة ذلك الوضع عسكريًا وإستراتيجيًا، وأن روسيا سيكون لها موقف إذا استمر هذا الأمر،  وإذا تمادت كلًا من فنلندا والسويد في الإصرار على الإنضمام لحلف شمال الأطلسي الناتو.

انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو

وأشار إلى أن هناك عراقيل أمام فنلندا والسويد في مسألة الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أولها أن الطلب اصطدم بالرفض التركي لانضمام كلا البلدين، بسبب رغبة تركيا تسليم أعضاء حزب العمال الكردستاني في فنلندا والسويد، وأعضاء حركة فتح الله جولن.

ونوه إلى أن أمر انضمام السويد وفنلندا قد يكون على مستويين اثنين، الأول هو انضمام شكلي بحيث يكون هناك تواجد لقوات عسكرية أمريكية في السويد وفنلندا، وهو أمر أشبه بحرب باردة خفيفة، أما المستوى الثاني فيتمثل في وجود قواعد عسكرية دائمة في فنلندا والسويد لحلف الناتو، فهنا يمثل أزمة كبيرة بالنسبة لروسيا، بسبب وجود مخاطر بنشوب حرب نووية.

واختتم بتأكيده على أن السويد تنبهت إلى تلك المخاطر وأعلنت رفضها وجود أي قواعد عسكرية دائمة لحلف الناتو داخل أراضيها، ورفضت كذلك وجود أية أسلحة نووية للدول الغربية على أراضيها لمواجهة روسيا، وبالتالي فعدم وجود أسلحة نووية وقواعد عسكرية دائمة يشي بوجود منافسة ومناكفة لن تتجاوز حدودها.