كيف أصبح الرئيس الأوكراني أيقونة الضعف السياسي والعسكري في السياسة الدولية؟

الرئيس الأوكراني
الرئيس الأوكراني

برغم ما تمر به بلاده من أزمات وكوارث كان عليه أن يستعد لها، خاصة وأن روسيا حشدت جنودها أمام أعين أجهزته وحدوده السياسية والجغرافية، ورغم التحذيرات الأمريكية والغربية باستعداد روسيا للهجوم على أوكرانيا، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يستعد الاستعداد الكافي لمواجهة هجمات جيش روسيا على بلاده.

وعلى الرغم من استمرار العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا، وفي ظل أن هناك رؤساء لدول كثيرة واجهت هجمات جيرانها بالقوة العسكرية وأبعدت كل من يفكر في غزو أراضيها عن قصده ونيته، إلا أن زيلينسكي في أوكرانيا يرى أنه رغم القتال الشرس الذي تقوده روسيا على بلاده، إلا أن الحل الوحيد للازمة الحالية هي الدبلوماسية وإعادة الأمور كما كنت.

ورغم فتح برلمانات العالم للرئيس الأوكراني لإلقاء كلماته الحماسية وإثارة تعاطف العالم معه، للحصول على مساعدات عسكرية لتستخدمها بلاده في مواجهة روسيا، إلا أن ذلك حتى لم يمنع قواته من الاستسلام للقوات الروسية في مصنع أزوفستال في مدينة ماريوبول بعد الحصار الروسي للمنطقة الاستراتيجية الأهم في أوكرانيا، ففي ظل الخطابات الحماسية التي ألقاها الرئيس الأوكراني على البرلمانات العالمية، إلا أن ذلك لم يشفع له لتحميس رجاله المرابطين في مواقعهم العسكرية، والتي لم تتحصل على التدريب اللازم والأسلحة التي تمكنهم من صد الهجوم الروسي.

وفي أحدث تصريحات له كشف الرئيس الأوكراني أن الدبلوماسية هي ما يمكنها أن تنهي حالة الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، ورغم صدق ما جاء به زيلينسكي حول الدبلوماسية، وأنها طريقة إنهاء الخلاف من خلال إبرام المعاهدات بين الدول عقب الحرب، إلا أن الجلوس على مائدة المفاوضات بعد الحروب ليس  أمرًا هينًا، وتناسى زيلينسكي أنه كان عليه أن يجلس على مائدة المفاوضات جلسة المنتصر، خاصة وأن هناك قاعدة عامة في الدبلوماسية الدولية مفادها أن "المنتصر دائمًا هو من يفرض شروطه على المهزوم".

وكشف زيلينسكي خلال لقاءه على إحدى المحطات التليفزيونية الأوكرانية، عن رغبة روسيا في استمرار الصراع، حين أكد أن "هناك أمور لن نتمكن من تحقيقها إلا من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات. نريد أن يعود كل شيء كما من قبل، وهو ما "لا تريده روسيا".

وتكشف تلك التصريحات عن ضعف كبير في شخصية الرئيس الأوكراني أمام المفاوض الروسي، إذ على الرغم من رغبته في التفاوض وإنهاء حالة الحرب على بلاده، إلا أنه كشف صلف روسي في القبول بالتفاوض من الأساس، في ظل استمرار نجاح العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، بالرغم من الدعم العسكري والمالي الكبير الذي حصلت عليه أوكرانيا مؤخرًا بسبب حربها مع روسيا، وهو ما يكشف حجم الفشل الكبير لأوكرانيا وكذلك للدول الداعمة لها أمام القوة الروسية القاهرة.