ما سر الاختلاف حول الاحتفال بعيد النصر في روسيا؟

متن نيوز

ما سر الاختلاف حول الاحتفال بعيد النصر في روسيا؟

يحتفل الأوروبيون بعيد النصر في 8 مايو من كل عام بفارق 24 ساعة عن الاحتفالات باليوم نفسه في روسيا.

 


وربما يكرس هذا الاختلاف طبيعة الخلاف الدائر حاليا في القارة العجوز التي تواجه شبح الحرب العالمية الثالثة فيما تحيي ذكرى مرور 77 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية.


في مايو عام 1945 وقعت ألمانيا النازية على وثيقة الاستسلام غير المشروط لتنهي بذلك الحرب العالمية الثانية بإعلان هزيمتها في حدث كان من بين أكثر وقائع التاريخ دموية حيث لقي عشرات الملايين من الناس حتفهم في تلك الحرب، كما نزح الملايين في جميع أنحاء العالم.

 

وكان الاتحاد السوفيتي طرفًا في تحالف واسع خاض الحرب ضد ألمانيا، لكنه كان الأكثر تضررا في تلك الحرب حيث دار الكثير من القتال على أراضيه.

 

ورغم استسلام ألمانيا في ذلك الشهر إلا أن المعارك على الجبهات لم تنته حينها، إذ استمرار القتال ضد اليابان في آسيا حتى أغسطس من ذلك العام.

 

وبينما يحتفل الروس بذكرى استسلام النازي في 9 مايو يحتفل غالبية الحلفاء بالذكرى نفسها في 8 من الشهر نفسه، أي قبل يوم من الاحتفالات في موسكو، ذلك أن الألمان قد وقعوا على وثيقة الاستسلام في ساعة متأخرة من يوم 8 مايو وبالتحديد أعلنا رسميا وقف جميع العمليات في تمام الساعة 23:01 بالتوقيت المحلي، بعد منتصف الليل بالفعل بتوقيت موسكو.

 

وتحتفل معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة بعيد في ذلك اليوم (8 مايو) لكن الروس يحيون الذكرى في 9 مايو مع كل من صربيا وبيلاروسيا.

 

وظلت ذكرى النصر في الاتحاد السوفيتي مناسبة لاحتفالات محدودة تشهدها 4 مدن كبرى لمدة عقدين من الزمان بعد نهاية الحرب، ولم يكن في هذه الفترة عطلة رسمية.

 

لكن مع حلول عام 1963، رأى الزعيم السوفيتي آنذاك ليونيد بريجنيف أنه يجب تكريس اهتمام أكبر بتلك المناسبة في محاولة لتعزيز الروح الوطنية وتدعيم الأساس الأيديولوجي في البلد الذي كان يخوض وقتها حربا باردة ضد ما كان يسمى في ذلك الحين "العالم الحر".

 

وسعى بريجنيف إلى إضفاء نوعا من القدسية على ذلك اليوم عبر إطلاق فعاليات على المستوى القومي، وتنظيم استعراض عسكري في الساحة الحمراء، وجعل يوم 9 مايو/أيار عطلة وطنية.

 

وفي نحو 5 عقود يعمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوائل القرن الحادي والعشرين إلى تعزيز الاهتمام بالعيد في ظل رغبته في إعادة روسيا مجددا إلى المشاركة في قيادة عالم ظل لعقود أحادي القطب بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وبزوغ الزمن الأمريكي.

 

ويختلف الاحتفال بهذه الذكرى كثيرا هذا العام مع إطلاق روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا وسط مخاوف من أن تكون سببا في حرب عالمية ثالثة.

 

ونفى الكرملين التخطيط لتعبئة، على الرغم من أن بعض الروس سربوا أوراق استدعاء وأوامر حكومية تتعلق بتعبئة محتملة تم نشرها على مواقع إنترنت محلية.

 

وترى صحيفة الجارديان البريطانية أن "التعبئة الرسمية، التي يمكن أن تشهد انسحاب عشرات الآلاف من جنود الاحتياط من وظائفهم، وإغلاق الحدود في وجه الرجال في سن القتال، أمر لم تتمكن روسيا من إدارته من قبل".

 

واستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العرض العسكري، الذي يترافق مع يوم النصر، خلال السنوات الأخيرة لعرض قوة جيشه والكشف أحيانا عن أسلحة جديدة فائقة التطور.

 

ودافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قراره بشن عمل عسكري في أوكرانيا قائلا إن الغرب كان يستعد لغزو أراضينا.

وأضاف بوتين في كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى النصر على ألمانيا النازية قبل 77 عاما، أن العملية العسكرية الخاصة كانت ضرورية وفي الوقت الملائم والقرار الصحيح الوحيد.


وأشار الرئيس الروسي إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان يثير تهديدات على حدود بلاده، مؤكدا أن المتطوعين في دونباس والقوات الروسية يقاتلون من أجل وطنهم الأم.

 

وأوضح أن الغرب كانت لديه خطط أخرى غير الاستماع إلينا، لافتا إلى ما قال إنه محاولة لتشويه التاريخ.

 

 

ولفت بوتين إلى أن من وصفهم بـ "أعدائنا" حاولوا استخدام الإرهابيين ضد بلادنا.

 

وتعهد بمساعدة عائلات القتلى والمصابين في العملية العسكرية الخاصة.

 

وشدد الرئيس الروسي على ضرورة "بذل كل الجهود لتفادي أهوال حرب شاملة".

 

ومع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وضع بوتين أسلحة بلاده النووية في حالة تأهب قصوى.

 

وأطلق بوتين في 24 فبراير الماضي عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا التي سعت إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

 

وترى موسكو أن وصول الناتو إلى حدود روسيا الجنوبية أمر لا يمكن التسامح فيه.

 

وأثار القرار الروسي بالتدخل العسكري في أوكرانيا غضبا غربيا واسعا، وفرضت دول غربية متحالفة عقوبات هي الأكثر قسوة ضد موسكو وقياداتها.