منذ بدء العملية العسكرية.. ما هي تداعيات حرب روسيا في أوكرانيا؟

متن نيوز

يعد السؤال منذ الحرب بين روسيا وأوكرانيا ما هو مقدار الخسائر المالية التي تكبدها الطرفين منذ بدء العملية العسكرية في فبراير.

 

وكشفت تقارير أن تكلف العملية العسكرية في أوكرانيا روسيا نحو 900 مليون دولار يوميًا، خلافا للخسائر الناجمة عن العقوبات الاقتصادية.

 

وفي مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، عدد رئيس تحرير موقع "سوفريب"، المعني بالشؤون العسكرية، شون سبونتس، العوامل التي أدت إلى تكبد روسيا هذا الثمن الباهظ، والتي كان أبرزها دفع رواتب الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، وتزويدهم بالذخائر والرصاص والصواريخ، وتكلفة إصلاح المعدات العسكرية المفقودة أو التالفة.


وأوضح سبونتس أن على روسيا أيضًا أن تدفع مقابل آلاف الأسلحة الضرورية وصواريخ كروز التي تم إطلاقها خلال الحرب، والتي يبلغ ثمن كل واحد منها حوالي 1.5 مليون دولار.


ووفقا للبيت الأبيض، لا يتوقع رفع العقوبات عن روسيا حتى وإن سحبت قواتها من أوكرانيا.

 

واعتقد كثيرون أن روسيا ستحسم المعركة في أوكرانيا في غضون فترة وجيزة من العملية، بالنظر إلى تفوقها العسكري الساحق، إلا أنها لم تحقق نجاحًا عسكريًا كبيرًا حتى هذه اللحظة. وفشلت قواتها في السيطرة على العاصمة كييف وواجهت صعوبات في مدن رئيسية أخرى.

 

وأشار السكرتير الصحفي للبنتاجون، جون كيربي، إلى أن كل خطوة تقوم بها القوات الروسية قوبلت بمقاومة شديدة من الأوكرانيين.

 

وقال كيربي: ”كل ما يمكنني قوله هو أن الروس لم يحرزوا ذلك النوع من التقدم في دونباس والجنوب الذي نعتقد أنهم يريدون تحقيقه.. نعتقد أنهم تأخروا عن الموعد المحدد“.

 

وتأتي تلك الإخفاقات بتكلفة كبيرة لروسيا من الناحية المالية، والخسائر في الأرواح، على الرغم من تردد الكرملين في الكشف عدد الخسائر في صفوف قواته.

 

ووفقا للمجلة، كشفت دراسة صدرت بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن العملية العسكرية الخاصة أن الخسائر المباشرة من الحرب كلفت روسيا حوالي 7 مليارات دولار.

 

ولفتت إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا نتيجة الغزو كان لها آثار مدمرة على البلاد، ومن المرجح أن يشعر بها المواطنون الروس لعقود قادمة.


وأشارت إلى ان مضيفة أن الاقتصاد الروسي قد ينكمش لمستواه قبل 30 عامًا مع انهيار الروبل الروسي، وفقًا لتقرير شبكة سي إن بي سي، حيث يعتقد البعض أن مستوى المعيشة في روسيا يمكن أن ينخفض خلال السنوات الخمس المقبلة.

 

وبحسب تقديرات معهد التمويل الدولي في واشنطن، من المرجح أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 15 بالمائة العام الجاري.

 

كما وجهت أوكرانيا ضربة قاسية لروسيا في أبريل/نيسان بإغراق الطراد الروسي، وخسائر تقدر بنحو 750 مليون دولار، وفقًا لنسخة مجلة "فوربس" بأوكرانيا.

 

وذكرت المجلة في أبريل أن أوكرانيا دمرت أكثر من 5000 قطعة من المعدات الروسية منذ بدء الحرب، لكن موسكفا كان الهدف الأكثر تكلفة إلى حد بعيد.

 

وتعاني أوكرانيا هي الأخرى تأثيرًا اقتصاديًا ضخما بسبب العملية العسكرية الروسية.


وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الأمر سيتطلب مئات المليارات من الدولارات لإصلاح الأضرار التي لحقت باقتصاد البلاد والبنية التحتية، مقدرا إياها بنحو 600 مليار دولار هذا الأسبوع، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".


وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن ما يقرب من 200 موقع تراثي ثقافي تعرضت للتدمير، منذ بدء العملية العسكرية الروسية.

 

وأصبحت غالبية دول الاتحاد الأوروبي، بل غالبية دول القارة إلى جانب الولايات المتحدة، تقف في خانة الخاسرين من الحرب الروسية الأوكرانية من خلال عدة قطاعات.

 

وتسببت الحرب في ارتفاع تكاليف الطاقة على الدول والشعوب، بنسبة 44% بالنسبة للوقود والكهرباء معا، حسب بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبية.

 

ففي إيطاليا على سبيل المثال، بلغت قيمة الدعم الذي قدمته الحكومة للأسر والشركات في قطاع الطاقة منذ الحرب الروسية الأوكرانية 30 مليار دولار، حسب ما أعلنه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الإثنين الماضي.

 

ويبلغ استهلاك أوروبا من النفط الخام، قرابة 45 مليون برميل يوميا، وفق أرقام وكالة الطاقة الدولية، ما يعني أن الزيادة يوميا في الفترة بين قبل الحرب وبعدها بلغت نحو 675 مليون دولار يوميا وهو الفرق بين سعر البرميل 85 دولارا قبل الحرب ومتوسط 100 دولار بعد الحرب.

ويعني ذلك، أن أي أكثر من 46 مليار دولار كلفة إضافية على النفط فقط لدى دول أوروبا خلال 71 يوما من الحرب.

 

- وفي الغاز الطبيعي، يبلغ إجمالي استهلاك أوروبا وتركيا من الغاز سنويا قرابة 400 مليار متر مكعب من الغاز، منها 175 مليار متر مكعب تأتي من روسيا، فيما لا تتوفر أرقام رسمية حول قيمة واردات الغاز الطبيعي لأوروبا وتركيا سنويا.

 

وفي الولايات المتحدة، يبلغ متوسط وارداتها يوميا من النفط الخام، قرابة 6 ملايين برميل يوميا، أي أن كلفة الزيادة خلال 70 يوميا من الحرب تحملتها واشنطن، بلغت 6.4 مليارات دولار

 

- وفي التضخم، يظهر حجم الأثر البالغ الذي تسببت به الحرب الروسية الأوكرانية، على أوروبا والولايات المتحدة، فقد سجلت نسبة التضخم في الاتحاد الأوروبي 7.8% و7.5% في منطقة اليورو أعلى مستوى منذ 30 عاما.

 

بينما في الولايات المتحدة، قفزت نسبة التضخم 8.5% خلال مارس/آذار الماضي، على أساس سنوي، مسجلة أعلى مستوى منذ عام 1981.