واشنطن تعلن مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا

متن نيوز

أعلنت واشنطن أمس الجمعة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا حيث يتواصل الهجوم الروسي دونما هوادة حتى في ماريوبول حيث أفادت كييف عن إجلاء نحو خمسين مدنيًا.

 

ويأتي ذلك على الرغم من إقرار مجلس إعلانًا الجمعة بالاجماع يطالب فيه باحلال السلام في أوكرانيا التي تدخل الحرب فيها السبت يومها الثاني والسبعين.

 

وأعلنت الولايات المتحدة من جهتها الجمعة مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 150 مليون دولار تضم خصوصًا ذخائر مدفعية وأجهزة رادار لكنها حذرت من أن الأموال المرصودة للأسلحة الموجهة للكييف "أشرفت على النفاد".

 

وتشمل هذه المساعدة وهي أقل من الحزم السابقة بكثير، خصوصًا 25 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 مليمترا وأجهزة رادار مضادة للقصف المدفعي الروسي وأجهزة تشويش على الاتصالات.

 

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان إنه "يتعين على الكونغرس الإفراج سريعًا عن الحزمة اللازمة لتعزيز أوكرانيا في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات" في إشارة إلى ميزانية إضافية بقيمة 33 مليار دولار طلبت من الكونغرس الأميركي.

 

وفي أول موقف موحد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، أكد مجلس الأمن الدولي "دعمه القوي" للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "في سعيه إلى حل سلمي" للحرب في هذا البلد.

 

ويذكر إعلان مجلس الأمن الذي أعدته النروج والمكسيك بأن "كل الدول الأعضاء التزمت بموجب ميثاق الأمم المتحدة تسوية الخلافات الدولية بالسبل السلمية".

 

لكن على الأرض تتواصل المعارك العنيفة. ومساء الجمعة سقط صاروخان في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة على البحر الأسود من دون أن يوقعا ضحايا على مأ أعلنت القيادة الجنوبية للقوات الأوكرانية.

 

 

وأعربت السلطات الأوكرانية عن قلقها من تصاعد عمليات القصف مع اقتراب موعد التاسع من مايو (أيار) الذي تحتفل فيه روسيا بالانتصار على ألمانيا النازية في 1945.

 

وقال رئيس بلدية كييف فيتلي كليتشو الجمعة "رجاء لا تتجاهلوا الانذارات الجوية وانزلوا فورًا إلى الملاجئ فخطر حصول قصف عال جدًا في كل مناطق أوكرانيا" محذرًا المواطنين من أن العاصمة الأوكرانية لن تشهد احتفالات في ذكرى التاسع من مايو (أيار).

 

وفي مدينة ماريبول الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية منذ أسابيع، تمكن نحو خمسين مدنيًا إضافيًا الجمعة من مغادرة مصنع آزوفستال الكبير للصلب جيب المقاومة الأخيرة للقوات الأوكرانية، ضمن قافلة إنسانية على ما أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك ووزارة الدفاع الروسية.

 

وقالت فيريشتشوك عبر تلغرام "نجحنا اليوم في إخراج 50 امرأة وطفلًا ومسنًّا من آزوفستال" مضيفة أن عمليات الإجلاء ستتواصل السبت ما أكدته موسكو لاحقًا. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن 11 طفلًا أخرجوا الجمعة.

وبدأت هذه العمليات التي تجرى تحت إشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي وسمحت حسب كييف، بخروج 500 مدني من ماريوبول.

 

 

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر عبر الفيديو نظمه مركز شاتام هاوس البحثي في لندن "يتم إجلاء الناس في ماريوبول قدر المستطاع".

وأضاف "عليكم أن تدركوا أن ماريوبول لن تسقط أبدًا... لقد دمرت بالفعل، ولم يعد هناك أي بناء، فقد دُمّر كل شيء بالكامل".

 

وقال أولكسي اريستوفيتس أحد مستشاري زيلينسكي "يسعى العدو إلى القضاء على المدافعين عن آزوفستال يسعى إلى ذلك قبل التاسع من مايو (أيار) هدية لفلاديمير بوتين".

 

وحذر الرئيس الأوكراني من أنه في حال كانت القوات الروسية تسعى إلى "تدمير" آخر المقاتلين أو المدنيين في ماريوبول، ستضطر كييف إلى وقف أي مفاوضات سلام.

 

 

واتّهمت كتيبة آزوف التي تدافع عن مصنع آزوفستال القوات الروسية باستهداف إحدى السيارات التي كانت تشارك في عملية إجلاء مدنيين، "بصاروخ موجّه مضاد للدبابات" ما تسبب بمقتل جندي وجرح ستة آخرين.

 

وصباح السبت أكدت هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية أن القوات الروسية واصلت الجمعة هجومها على مصنع الصلب الكبير رغم وقف إطلاق النار الذي اعلنته من جانب واحد الخميس لمدة ثلاثة أيام.

وسيسمح الاستيلاء على آزوفستال لموسكو بإعلان السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية.

منذ بدء غزو أوكرانيا، لم تتمكن موسكو من إعلان سيطرتها سوى على مدينة واحدة مهمة هي خيرسون، في الجنوب.

 

خلال زيارته هذه المدينة، أكد المسؤول البرلماني الروسي أندري تورتشاك أن روسيا ستبقى في جنوب أوكرانيا "إلى الأبد".

في الشرق، أعلن رئيس بلدية سيفيرودونيتسك الجمعة أن هذه المدينة وهي من إحدى المدن الرئيسية في دونباس التي لا تزال تخضع لسيطرة الأوكرانيين، باتت "شبه محاصرة" من القوات الروسية والانفصاليين.

 

وقالت اولغا بابيتش بعدما غادرت بلدتها وبلغت زابوريجيا في جنوب اوكرانيا لوكالة فرانس برس "عمليات القصف تتواصل يوميا في الصباح وبعد الظهر والمساء. لم يمر يوم من دون قصف".

 

على صعيد العقوبات الغربية، واصلت المجر الجمعة تعطيلها لمشروع فرض حظر أوروبي على واردات النفط الروسي وتجري دول الاتحاد الأوروبي مفاوضات صعبة لإيجاد اتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالية على ما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس.

 

من جهة أخرى أعلنت ألمانيا التي كشفت أنها ستقدّم سبعة مدافع هاوتزر مدرّعة لأوكرانيا، ومدافع بانزرهابيتز 2000، اجتماعًا بين قادة مجموعة السبع الأحد عبر الفيديو مع زيلينسكي للبحث في الدعم الغربي لكييف في مواجهة الغزو الروسي لأراضيها.

 

وباتت تداعيات هذه الحرب تطل برأسها في بقية دول العالم.

 

فحذر مسؤولون في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن إفريقيا تواجه أزمة "غير مسبوقة" ناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والمحروقات.