كل ما تريد معرفته حول الفرق بين الخرف وهفوات الذاكرة

متن نيوز

يعاني كثيرون من هفوات الذاكرة، وهو ما يولد مخاوف لديهم من أن يكون ذلك مقدمة للإصابة بالخرف وفقدان القدرة على التمييز.

 

والخرف لا يعد مرضًا محددًا، بل مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بشكل كبير بما يكفي للتأثير السلبي على قدرات عيش الحياة اليومية دون الاعتماد على الغير، أي لا يستطيع الشخص العيش بمفرده ويحتاج إلى المساعدة في بعض المهام اليومية.

 

ومن علامات ذلك: طرح نفس الأسئلة بشكل متكرر، وخلط الكلمات كقول "سرير" بدلًا من "طاولة"، واستغراق وقت أطول لإكمال المهام المألوفة والبسيطة كتشغيل الميكروويف أو الغسالة، أو وضع الأشياء في غير مكانها في أماكن غير مناسبة كوضع المحفظة في الثلاجة.

 

أما هفوات الذاكرة فهي شائعة جدًا، ولا ترتبط فقط بالتقدم في العمر، بل تشير الإحصاءات الطبية إلى أن أكثر من 15 في المائة ممنْ هم دون عمر 39 سنة يشكون من آن لآخر من هفوات في الذاكرة.

 

ويقول الدكتور سيفيل يسار، المتخصص في طب الشيخوخة في مؤسسة جونز هوبكنز الأميركية إن "هفوات الذاكرة العرضية، أمر طبيعي. وفي معظم الأحيان، لا داعي للقلق بشأنها. لكن في أي وقت تشعر فيه بالقلق منها على نفسك أو على أحد أفراد أسرتك، فإن الأمر يستحق التحدث مع طبيبك".

 

 

كما يشير أطباء الأعصاب في جامعة هارفارد إلى أن "مشاكل الذاكرة أكثر شيوعًا مما يعتقد البعض"، وأنه من الطبيعي أن تنسى الأشياء من وقت لآخر، ويمكن أن يعاني الأشخاص الأصحاء من ضعف الذاكرة في أي عمر، حسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.

 

ويضع أطباء كلية الطب في جونز هوبكنز خمس علامات لكيفية التمييز بين هفوات الذاكرة والخرف، وهي:

 

- هل تفقد أشياء ولا تستطيع معرفة موضعها؟

 

كلنا نخطئ من آن لآخر في تذكر أين وضعنا بعض الأشياء. كما أن من الطبيعي وضعنا لبعض الأشياء في المكان الخطأ، ومن الطبيعي أن نلاحظ الخطأ أو نعيد تتبع خطواتنا للعثور على ما فقدناه. ولكن ما ليس طبيعيا تكرار وضع الأشياء في أماكن غير معتادة، أو البدء في الشك - دون دليل – على أن أحدًا من الناس قد سرق أحد ممتلكاتك المفقودة.

 

- هل تضيع في أماكن مألوفة؟

الاستغراق في الانشغال بمجريات أحداث رحلتك أو "السرحان" في الأفكار خلالها، من الطبيعي أن يتسبب للبعض بالضياع في الطريق أثناء القيادة أو المشي، ولكن ما هو غير طبيعي قيادة السيارة أو المشي لفترة طويلة دون أن تدرك أنك ضائع أو تنسى تمامًا مكانك.

 

وكذلك من غير الطبيعي عدم طلب المساعدة في هذه الحالة، أو أن تصبح مشوشًا ذهنيًا بسهولة في الأماكن المألوفة، أو تفقد القدرة على قراءة الخريطة أو متابعة المعالم وعلامات المرور.

 

- هل تنسى الوقت أو التاريخ أو الفصل من السنة؟

من الطبيعي، ومن حين لآخر، أن ننسى جميعًا يوم الأسبوع، لكننا عادة نتذكره بسرعة. ولكن ما هو غير طبيعي عدم معرفة اليوم، أو الوقت من اليوم أو مقدار الوقت الذي يمر، وعدم إدراك أنك نسيت ذلك بالفعل.

 

وكذلك من غير الطبيعي عدم القدرة على تذكر المواعيد أو حتى فقدانها، رغم وضعها في التقويم أو رغم تكرار تلقي التذكير والتنبيه من قبل أفراد العائلة أو الأصدقاء حولها.

 

- هل محادثاتك مع الغير توقفت ولا تستطيع إكمالها؟

من الطبيعي محاولة البحث عن الكلمة الصحيحة أثناء المحادثة مع أحدهم. ولكن ما هو غير طبيعي تكرار مواجهة صعوبات شديدة في تذكر الكلمات، أو استخدام كلمات أو أسماء خاطئة لوصف الأشياء أو مناداة أشخاص، والانسحاب الاجتماعي نتيجة لذلك.

 

كذلك من غير الطبيعي حصول المزيد والمزيد من المشاكل في متابعة محادثة ما أو الانضمام إليها أو مواصلتها، أو التوقف عن الحديث في منتصف التفكير ثم لا تعرف ما الذي ستقوله بعد ذلك.

 

- هل تتعارض هفوات الذاكرة مع ممارستك أنشطة الحياة اليومية؟

نحتاج أحيانا المساعدة في تناول الطعام أو الاستحمام، ليس لأننا لا نعرف كيف نفعل ذلك بل ربما بسبب إصابة أو مرض، ولكن ما هو غير طبيعي أنك لم تعد قادرًا على القيام بالأنشطة اليومية بالطريقة التي تعودت عليها، وتحتاج الآن إلى مساعدة من أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك أو أحد المتخصصين في تناول الطعام أو ارتداء الملابس أو القيام بعملية الاستحمام.

 

ويعني ذلك أن الشخص لم يعد يعرف كيف يستحم ولماذا يفعل ذلك، أو ينسى كيف تتم عملية الأكل وارتداء الملابس. وأحد أكبر المخاوف الطبية هنا، هو مشكلة تناول الأدوية، مثل نسيان تناول الأدوية أو تناولها بشكل غير صحيح. إذا كنت تواجه أنت أو أحد أفراد أسرتك مشكلات في إدارة استخدام الدواء بشكل صحيح، فقد حان الوقت للتواصل مع طبيبك.

 

ولتعزيز صحة الدماغ، يوصي العلماء باتباع حمية البحر الأبيض المتوسط التي تركز على اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والحبوب الكاملة والمنتجات الطازجة وزيت الزيتون، وأكدوا أن تناول التوت والخضروات والمكسرات والقمح الكامل والثوم والبصل والفلفل والطماطم وزيت الزيتون البكر والأسماك غير المقلية والدواجن يقلل من شدة أو مدة الالتهابات في الجسم والدماغ.

 

كما يجب أيضًا تجنب نمط النظام الغذائي الغربي، بما في ذلك تقليل تناول منتجات الألبان كاملة الدسم والأطعمة المقلية أو السريعة والمعجنات واللحوم الحمراء، إذ أنها يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهابات وتلف في الدماغ لا يمكن السيطرة عليهما، وفي حال حدث هذا الضرر، فإن احتمالية الإصابة بالخرف ستكون موجودة.