أهمية ودلالات القمة المصرية الاماراتية الأردنية 24 ابريل 2022؟

متن نيوز

عقدت في وقت لاحق من أمس الأحد، قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني.

واستقبل الرئيس السيسي بمطار القاهرة، كلًا من العاهل الأردني وولي عهد أبوظبي، حسب ما صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي.[1]

ويجمع الدول الثلاث – التي وقعت معاهدات سلام مع اسرائيل -تصدر القضية الفلسطينية أجندة سياساتهم الخارجية، وسط توافق في وجهات النظر بينهم بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل تلك الأزمة.

وتكتسب تلك القمة أهميتها ليس فقط من حجم وثقل وأهمية الدول الثلاث فقط، بل أيضا لكونها تعد أول قمة من نوعها تعقد على هذا المستوى بعد التوترات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.

 

مباحثات متواصلة بين الدول الثلاث:

تأتي تلك القمة بعد أسبوع من مباحثات هاتفية جمعت بين العاهل الأردني وكلا من الرئيس المصري وولي عهد أبوظبي كلا على حدة.

وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالًا هاتفيًا من الملك عبدالله الثاني "تناول العلاقات الأخوية وسبل دعمها وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات بما يعود بالخير والنماء على البلدين وشعبيهما الشقيقين، إضافة إلى المستجدات في المنطقة وعددٍ من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك".[2]

وفي اليوم نفسه، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من الملك الأردني تناول عددا من موضوعات التعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر مستجدات القضايا الإقليمية والدولية.

أيضا تعقد القمة بعد 3 أيام من الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس والذي استضافه الأردن وشاركت فيه الدول الثلاث.

كذلك تعد تلك القمة هي الثانية من نوعها التي تجمع قادة الدول الثلاث خلال شهر، بعد "القمة التي جمعتهم في مدينة العقبة الأردنية  25  مارس/ آذار الماضي، وحضرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي والدكتور مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق"[3].

أيضا تعد تلك القمة هي الرابعة التي تجمع الرئيس المصري وولي عهد أبو ظبي خلال الفترة نفسها بعد القمتين التي جمعتهما في مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 21 و22 مارس/ آذار الماضي.

وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري خلال قمة جمعتهما في 21 مارس/ آذار مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الارتقاء بها ودفعها إلى الأمام لمصلحة البلدين وشعبيهما.

وفي اليوم التالي، عقدت قمة جمعت ولي عهد أبو ظبي والرئيس السيسي ونفتالي بينيت رئيس وزراء إسرائيل بحثت التعاون والتنسيق والتشاور بما يلبي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة.

كما تعد قمة اليوم الأحد  هي الثالثة التي تجمع ولي عهد أبو ظبي وعاهل الأردن خلال شهرين، بعد القمة التي جمعتهم خلال زيارة العاهل الأردني لأبو ظبي في 25 فبراير/ شباط الماضي.

عقد تلك القمم المتتالية بين قادة الدول الثلاث خلال تلك الفترات القصيرة يكشف الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية ودعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

دعم القضية الفلسطينية

عقدت تلك القمة في توقيت هام، على خلفية التوترات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية. حيث "شددت القمة الثلاثية المصرية الإماراتية الأردنية التي عقدت، الأحد 24ابريل2022، بالقاهرة على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف واحترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، فضلًا عن أهمية وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتين وضرورة إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي..[4]

وتقوم الدول الثلاث بجهود حثيثة لمواجهة التصعيد واستعادة الهدوء ودعم القضية الفلسطينية

واستضاف الأردن، الخميس، اجتماعا عربيا طارئا لبحث الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك، في ظل التوتر الذي يشهده منذ أيام.

وتضم اللجنة الوزارية، الأردن (رئيسا)، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وفلسطين، ومصر، وقطر، والمغرب، والجزائر، وتونس، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية.

 

الإمارات والانتصار للأقصى

بدورها تبذل الإمارات جهودا متواصلة لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة التصعيد الإسرائيلي الأخير.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي خلال اتصال هاتفي مع يائير لابيد وزير خارجية دولة إسرائيل، الخميس، على أهمية تهدئة الأوضاع ووقف أية ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك.

واستدعت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، أمير حايك سفير دولة إسرائيل لدى البلاد، الثلاثاء، وأبلغته احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين على الأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى، من اعتداءات على المدنيين واقتحامات للأماكن المقدسة، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين.

وشددت وزارة الخاريجة والتعاون على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك ضرورة وضع حد للممارسات الإسرائيلية غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مواقف قوية تؤكد من خلالها دولة الإمارات مجددا دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها لمعاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

يأتي ذلك استمرارا لسياسة دولة الإمارات، منذ تأسيسها، في وضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، في نهج أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة لإحلال قيم العدالة والسلام.

كما يأتي ترجمة لرؤية دولة الإمارات ورسالتها التي عبرت عنها عمليا منذ توقيع اتفاقية السلام التاريخية وتحملت في سبيل إيمانها برؤيتها الكثير من حملات الإساءات والافتراءات، وهي أن نشر السلام ودعم القضية الفلسطينية مساران يتكاملان ولا يتقاطعان.

 

المراجع:

1-           احمد نصير العين الإخبارية24 ابريل 2022

2-           العين الإخبارية 18 ابريل 2022م

3-           صحيفة القبس الكويتية 25 مارس 2022م

4-           وكالة الأنباء الألمانية 24 ابريل 2022م