فرنسا.. العد التنازلي بانتظار حلول الأحد موعد جولة حاسمة للانتخابات الرئاسية

متن نيوز

بدخول فرنسا، السبت، الصمت الانتخابي يبدأ العد التنازلي بانتظار حلول الأحد موعد جولة حاسمة للانتخابات الرئاسية.

 

صمت انتخابي بدأ بالسريان في البر الفرنسي اعتبارا من منتصف ليل الجمعة/ السبت (22.00 بتوقيت غرينتش)، فيما سبقه بأراضي ما وراء البحار بيوم (ليل الخميس/ الجمعة) باعتبار أن التصويت في هذه المناطق ينطلق السبت.

 

 

وبسريان الصمت الانتخابي، منعت الاجتماعات العامة وتوزيع المنشورات والدعاية الرقمية للمرشحين، كما لا يمكن نشر نتائج أي استطلاع للرأي قبل إعلان التقديرات الأولى للاقتراع عند الساعة (20،00) من مساء الأحد بالتوقيت المحلي/ (18.00 ت. غ).

 

جولة تبدو نتائجها حاسمة للمرشحين؛ الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، وسط استطلاعات لنوايا التصويت تشير إلى توسع الفارق لصالح مرشح "الجمهورية إلى الأمام".

 

كشفت آخر استطلاعات للرأي أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية بفارق أقل من الذي سجله قبل خمس سنوات عندما حصل على 66 بالمئة من الأصوات، لكن يخشى أن يلعب الامتناع عن التصويت دورا في منح أسبقية مفاجئة لمنافسته.

 

ولئن اعتقد محللون أن الجولة الثانية من الاقتراع ستكون نسخة عن تلك المقامة في 2017، إلا أن أحدث استطلاعات الرأي دحضت جميع التوقعات، وأظهرت أن ماكرون سيفوز بفارق شاسع عن لوبان، وإن يخشى كل من المعسكرين امتناع ناخبيه عن التصويت خصوصا في هذه الفترة من العطلات المدرسية الربيعية.

 

وحتى اللحظة الأخيرة من الحملة الانتخابية، سعى المرشحان إلى محاولة الفوز بأصوات الناخبين، مستهدفين بشكل أساسي الذين صوتوا لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون الحاصل على 22 بالمئة من الأصوات بالجولة الأولى.

 

وفي ضوء الضبابية المخيمة، تظل جميع السيناريوهات ورادة سواء بالنسبة لماكرون الذي أنهى حملته باجتماع في فيجياك بمنطقة لو الريفية (وسط)، أو لوبان التي تجولت في جميع أنحاء البلاد لشهر، قبل أن تنهي حملتها بمعقلها في با-دو-كاليه (شمال).

 

في حال فوزه، يصبح ماكرون أول رئيس فرنسي يُعاد انتخابه منذ جاك شيراك في 2002، وأيضا أول رئيس يُعاد انتخابه خارج فترة تعايش مع حكومة من جانب سياسي آخر منذ بدء اختيار رئيس الدولة بالاقتراع العام المباشر في عام 1962.

 

أما في حال أحدثت لوبان مفاجئة وحصلت على مفاتيح الإليزيه، فستصبح أول امرأة وأول زعيم لليمين المتطرف يتولى الرئاسة.

 

 

وبانتظار جولة الحسم، دعي 48.7 مليون ناخب فرنسي إلى الإدلاء بأصواتهم، غدا الأحد، حيث من المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع في تمام الساعة (8.00) بالتوقيت المحلي.

 

وبسبب فارق التوقيت، يصوت ناخبو أراضي ما وراء البحار في غوادلوب وغويانا والمارتينيك وسان بارتيليمي وسان مارتان وسان بيار-إي-ميكولون وبولينيزيا الفرنسية السبت. 

 

وخلال حملتهما، لعب المرشحان على أكثر الأوتار التي تشكل نقاط توقف للمواطن الفرنسي، في مقدمتها الأزمة الصحية والحرب في أوكرانيا؛ النزاع الدائر شرقي أوروبا والذي أثر على المقدرة الشرائية للفرنسيين بشكل كبير نظرا لتداعياته على أسعار الطاقة والغذاء. 

 

ولجذب ناخبي ميلونشون، وعدت لوبن بحماية الفئات الأضعف، فيما انعطف ماكرون إلى اليسار متعهدا بجعل البيئة في صميم عمله. 

 

وفي الانتظار، يضبط الفرنسيون والأوروبيون عموما أنفاسهم على إيقاع نتائج اقتراع حاسم لا تشي حيثيات الواقع بأن تبعاته ستعفي فرنسا من اهتزازات ارتدادية بغض النظر عمّن سيعبر للإليزيه.

 

ففي حال فوز ماكرون، يخشى أن ينفجر جزء من الشارع من جديد، بخروج احتجاجات شعبية على غرار مظاهرات "السترات الصفراء" في 2018 و2019، تنديدا بمشروع الرئيس لإصلاح أنظمة التقاعد الذي يثير غضب جزء من الرأي العام. 

 

أما في حال حققت لوبان حلم تيارها بالرئاسة، فمن المرجح بقوة أن تدخل فرنسا عهدا جديدا مليئا بالمطبات وذلك منذ اليوم التالي للاقتراع.