بتدشين تيار جديد.. كيف يُخطط الإخوان لإعادة الجماعة لحكم السودان؟

متن نيوز

قامت أمس جماعات وأحزاب سياسية إسلامية سودانية، بالتوقيع على إعلان لتأسيس التيار الإسلامي العريض، في محاولة من الإخوان لعودتهم للحكم مجددًا.

 

ما هو التيار الإسلامي العريض؟

التيار الإسلامي العريض هو تيار يضم 10 كيانات إخوانية منها الحركة الإسلامية السودانية، وقيادات من حزب البشير المنحل، وحزب دولة القانون والتنمية الذي يتورط قياداته مع تنظيم داعش وتيار النهضة.

 

وتتمثل أهم أهدافه في بسط الحريات العامة وحماية الحقوق ومنع أي تدخلات في الشأن السوداني.

 

وبدأ تاريخ تيار الإسلام السياسي في السودان تحت مسمى الإخوان المسلمين من 1954 حتى 1964، ثم جبهة الميثاق الإسلامي التي أسسها الراحل حسن الترابي 1964 حتى 1969 وجبهة القومية الإسلامية من 1985 حتى 1989.

 

توقيع كيانات على إنشاء التيار

جرى التوقيع أمس في مؤتمر صحفي بالخرطوم، بمشاركة أمين حسن عمر القيادي في النظام المعزول، واتفقت الجماعات على استكمال هذا التنسيق عبر مراحل تنتهي بالإندماج الكامل لكل التيارات الإسلامية تحت قيادة واحدة لتحقيق الهدف وهو الحاكمية لله.

 

ومن الموقعين على إعلان التأسيس، الحركة الإسلامية السودانية، حركة الإصلاح الآن، الإخوان المسلمين، منبر السلام العادل، حزب دولة القانون والتنمية، حركة المستقبل للإصلاح والتنمية. 

 

نهضة البلد بالدين

قال أمين حسن عمر: إن الهدف من الإعلان، تنسيق المواقف بين التيارات الإسلامية نحو الهدف الأول، وهو نهضة البلد بالدين، والوقوف في وجه الحملة المنسقة ضد الحركة الإسلامية، هدفنا وحدة التنظيم حيث يندرج الناس حتى يشكلوا حركة فعالة، وحذر من الاستعجال في هذه الخطوات التي قد تنتهي بارتكاب أخطاء تؤدي إلى تفتت هذه الوحدة. 

 

محاولات الإخوان لتغيير جلدها في السودان

ظهر تنظيم الإخوان في السودان في 1949، ومنذ ذلك الوقت غير التنظيم مسمياته عدة مرات، بداية من حركة التحرير الإسلامي إلى تنظيم الإخوان، ثم جبهة الميثاق ثم الجبهة الإسلامية، وأخيرا المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي، وظهر التنظيم في البداية في شكل شبكات صغيرة ومحدودة، ووسع قاعدته، وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم، واستخدم تلك الشبكات في تنفيذ أول محاولة انقلابية في عام 1959، أي بعد 3 سنوات من استقلال البلاد من الحكم الإنجليزي في 1956، واستمرت تلك المحاولات حتى عام 1989، عندما نفذ الإخوان بنجاح انقلاب بقيادة عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عامًا.

 

ومنذ سقوط نظامهم في أبريل 2019، ظل الإخوان يستخدمون 3 أدوات لتهيئة العودة لحكمهم مجددا، مستندين إلى شبكة واسعة من مراكز النفوذ المالي والإعلامي، التي تمكنوا من بنائها خلال العقود الثلاثة الماضية.

 

وخلال العامين الماضيين صادرت اللجنة المكلفة بتفكيك نظام الإخوان العديد من المؤسسات والهيئات الاقتصادية التابعة للتنظيم، قبل أن يتم حلها، حيث مر التنظيم خلال السبعين عام الماضية بمراحل متعددة من الصعود والهبوط، ولكن قاعدته لم تتوسع كثيرًا إلا بعد تمكنهم من السلطة في 1989، شهدت السنوات زيادة نسبية في عضويته بعد انضمام عدد من جماعات المصالح للتنظيم مستفيدين من فتح المجال واسعا أمامهم لاستخدام موارد الدولة، كما خسر التنظيم بعد فترات الازدهار النسبي الذي شهده في تسعينيات القرن الماضي الكثير من قواعده ونفوذه، بسبب الصراعات الداخلية، وتشبث بعض العناصر بالسلطة والتصفيات الداخلية، والتورط في عمليات أضرت كثيرا بسمعة التنظيم كمحاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا في منتصف التسعينيات.